الأردنيات جميلات
باسل الرفايعة ( الأردن ) السبت 4/3/2017 م …
الأردنيات جميلات …
تتعرَّضُ الأردنيّةُ إلى إساءةٍ مجانيّةٍ في الوسائط، ومنصّات التواصلِ الاجتماعيّ، عِنْدَ مقارنتها بأجنبيِّاتٍ أو بعربيّاتٍ من جنسيّاتٍ مُعيَّنة، بحثاً عن نكتةٍ سمجةٍ، تسخرُ من أنوثةِ الأردنيَّةِ ولهجتها، وأناقتها، وزينتها، وشخصيّتها، على نحوٍ مُخجلٍ، وغير صحيح .
فأينَ النكتةُ في إظهارِ الأردنيّةِ قبيحةً، لا تعتني بجمالها، وتتعاملُ بخشونةٍ وفظاظةٍ مع حبيبها أو زوجها، وتصويرها بأنهّا منزوعة الرقّة، في مقابلِ أخرى، باذخةِ الدلال واللطفِ والحنان. وأينَ النكتةُ في بناءِ مفارقةٍ، بين لهجةِ الأردنيَّاتِ، وغيرهنّ من العربيّات.
يُغيظني ذَلِكَ جدّاً. وأفهمُ أنّه يتصلُ بتأثير الإعلام والإعلان والتسويق، وأراهُ استلاباً، وضعفاً في الثقة بالنفس، شكّلَ ضغطاً ذكوريّاً على جيلٍ شابٍ من بناتنا، أصبحنَ يتحدثنَ بلهجةٍ هجينةٍ، غير محكيّتنا، ويقلدنَ غيرهنَّ بالكلامِ، والثيابِ، والسلوكِ العام.
النكتةُ تعبيرٌ ثقافيٌّ، يتوخّى محظوراتٍ ومكبوتاتٍ، وينطوي أحياناً على سخرية، ونقمة، وانتقاد. وما تتعرّضُ له الأردنياتُ في هذا الصدد يُمثِّلُ تزييفاً للواقع، وانصياعاً لشروط السوق، ولقانونِ الذكر أيضاً، وهو قانونٌ جائرٌ ومستبدُّ، لا يرى عيوبهُ، وما أكثرها.
الأردنيّاتُ متعلّماتٌ وعاملاتٌ، ولهنّ خصوصيتهنّ الاجتماعية: بناتُ المدن، والريفيّاتُ، والبدويّاتُ، ولهجتهنَّ الأنثويّةُ خليطٌ من ذَلِكَ، وتأثّرت بمفرداتٍ سوريّةٍ وفلسطينية، وسواها، تبعاً للتنوّع الديمغرافيّ في بلادنا.
والأردنيّةُ حقيقيّةٌ أيضاً، ولا عصبيّةَ في ذلك، فهي جميلةٌ وأنيقةٌ، على رغم ما نالها مِنْ فقرٍ، وجَوْرٍ، ومعيارُ الأنوثةِ في الحضور والشخصيّة والنديّة، وَلَيْسَ في مفاهيمِ شركاتِ التسويق الإعلانيّ التي تفرضُ النمط، وتقرّرُ مقاييسَ الجَمالِ والأنوثة..
التعليقات مغلقة.