هل تهديدات ترامب ضد ايران جدية ؟

ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 4/3/2017 م …

هل تهديدات ترامب ضد ايران جدية ؟

ربما كانت تهديدات ترامب تعكس نواياه ورغبته الحقيقية لكنها في نهاية المطاف ستجد نفسها ازاء واقع موضوعي لا مفر من التعاطي معه ووضعه بالاعتبار والاخذ بتوصيات من يعونه ويضعونه في حسبانهم من صانعي القرار الاميركي .

كانت توصية هيئة ركن اوباما بان الجيش الاميركي غير قادر على خوض معارك قبل عام ١٩٢٢

وبان عليه ان يخفض ما قيمته ٨٠٠ مليار دولا على مدار ٨ سنوات بمعدل ١٠٠ مليار سنويا

الامر الذي يعني عجزه عن التزود باسلحة ومعدات وتحمل كلّف الإنفاق على معارك قادمة

وقد تعلموا من الحربين الافغانية والعراقية عدم خوض معارك مباشرة آلا على مستويات محدودة كما يحصل في العراق وسورية

وكان برنامج اوباما الانتخابي كما نذكر يقضي بالا تخوض اميركا حروبا مباشرة.

فما الذي تغير ، في المحصلة التغيرات التي طرأت ترجح كفة ايران وحلفاؤها وليس العكس .

جاء ترامب وطرح فكرة شن هجوم على ايران فجوبه بتوصية من رئاسة الاركان الاميركية بعدم خوض الحرب لنفس الأسباب السابقة اضافة للاسباب التالية :

بنك الأهداف الذي تملكه ايران وهو القواعد الاميركية التي تنتشر بإرجاء الوطن العربي.

العدو الصهيوني هدف هش والمقاومة اللبنانية مدعومة بحلفائها ستشكل عنصر ردع وتتكفل به .

ستكون دول الخليج العربي هدفا رخوا.

سيصنع إغلاق مضيق هرمز الحتمي أزمة نفط عالمية تفاقم أزمات اميركا وأوروبا .

عجز حلف الاطلسي عن لعب اي دور اولا بسبب دخول روسيا على الخط وبسبب هرمه وتراجع قدراته العسكرية واللوجستية وتفاقم وأزماته الاقتصادية فديون دول الاتحاد الاوروبي الذي ينتظر التفكك فاقت ال ١٤ ( ترليون دولار ) وهو يتطلع للتخلص من تذيل السياسة الاميركية ومن رعب حرمانه من غاز بروم الروسي   .

احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة الامر الذي لا يريده احد واولهم اميركا نفسها.

قدرة ايران على النيل من اهداف بواسطة قواعد صواريخها ذات المديات فوق ال ٢٠٠٠كم بدائرة قطرها ٢٠٠٠كم اذا انطلقت   من جنوب شرقها

وستطول أهداف تتخطى الدول الأوروربية والخليج والعدو الصهيوني .

يرفع ترامب عقيرته ويهدد بالاعتداء على ايران لابتزاز الخليج بالمزيد من صفقات الاسلحة ولو كان بإمكان سلفه القيام بهذه المهمة لما وقع اتفاق خمسة زائد واحد معها

ويصعد باليمن وسورية والعراق لمحاولة توريط ايران وروسيا والدول المعتدى عليها بحروب استنزاف وتدمير بنيتها ومواردها وإنهاكها لينعم العدو الصهيوني بالامن والذي يخطط لإقامة الكونفدرالية مع الاردن وليتمدد لضم الاردن ليصبح الجغرافيا السياسية اليهودية

وليقوم بالترانسفير الفلسطيني لفلسطيني الداخل لدول الخليج والشتات .

اما من وجهة النظر الاميركية فالمصلحة الاستراتيجية تقتضي التوجه لمجابهة العملاق الصيني الاقتصادي الخطر الحقيقي على الاقتصاد الاميركي بعد مؤشرات اقتراب حسم معركة الوطن العربي لصالح التحالف السوري

وقد تبدت أولى بوادر ذلك في تهديد ايغور داعش في العراق للصين وتهديدها بأنهار من الدم ، اضافة لاستفزازات البوارج الاميركية للصين في بحر الصين الجنوبي.

اخر فيتو روسي صيني في مجلس الامن ضد قرار معاقبة سورية اجهز على هيمنة القطب الاميركي الاوحد وهو مؤشر لا يقبل التأويل على انحسار القوة الاميركية الاطلسية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.