الكويت.. قلعة للثقافة والسلام … ولكن !
احمد الشاوش ( اليمن ) الثلاثاء 7/3/2017 م …
الكويت.. قلعة للثقافة والسلام … ولكن ! …
ستظل دولة الكويت الشقيق قيادة وحكومة وشعباً الدولة العربية التي أستطاعت ان تبني جسور المحبة والثقة بقلم / أحمد عبدالله الشاوش –
ستظل دولة الكويت الشقيق قيادة وحكومة وشعباً الدولة العربية التي أستطاعت ان تبني جسور المحبة والثقة وتجسد ثقافة التسامح والحوار بنخوتها العربية وسياستها المتزنة ومواقفها المعتدلة وعلاقاتها الاخوية وأياديها السخية ومشاريعها الانسانية ، دون مَن أوشرط أوشيء في نفس يعقوب كما دأبت عليه بعض دول الخليج والانظمة العربية الشمولية .
هذا النهج القويم والمواقف المشرفة أكسبها احتراماً في المحافل الاقليمية والدولية ومَثل اللبنة الصلبة لقلعة الكويت بتاريخها القديم ، والمعاصر الذي ارتبط بـ آلـ الصباح منذ أكثر من 400 مائة عام ليكون خير شاهد على اصالة وعروبة تلك الاسرة الكريمة التي أحدثت نهضة كبيرة وقفزة نوعية في شتى مجالات الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية.
فالكويتيون الذين امتهنوا بداية الغوص في البحار والبحث عن اللؤلؤ المكنون عانوا المشاق وعانقوا قيعان البحار لالتقاط ارزاقهم وجسدوا قمة الصبر والحكمة وصاروا أكثر شهرة بتجارته الذي مكنهم ذلك النشاط الدؤوب من تحويل الكويت الى مركز تجاري في شمال الخليج العربي وميناء رئيسي للجزيرة وبلاد الرافدين بعد ان بلغت مهنة الغوص شهرة واسعة وأصبحت مئات السفن تجوب الكويت وترسي في ميناءها وذاع صيتها في افاق الجزيرة العربية والهند ، وهاهي لؤلؤة الخليج تسترجع مكانتها بصورة أكبر بعد الطفرة النفطية التي ساعدت قرى ومدن الكويت في احداث نهضة عمرانية كبيرة هيئة لدولة مدنية وبناء العقل الكويتي بعد ذوبان البدو الرحل في المدينة الحضرية ومثل محطة فارقة في تاريخ حافل بالإنجازات التي حققتها ، رغم ما تعرضت له من عدوان الغزو العراقي سابقاً ، وتربص وضربات قوى الارهاب حالياً.
ولذلك فإن الحديث عن الكويت ونهضتها ليس من باب المجاملة أو النفاق ، ولايمكن اختزال الكويت بجغرافيتها الصغيرة أو عدد سكانها مقارنة بالدول الخليجية والعربية الشاسعة ، لان الكويت أكبر من ذلك بديمقراطياتها المبكرة وحرياتها ومؤسساتها المدنية وتشريعاتها القانونية المنبثقة عن مجلس الامة .
ما يجعل العالم العربي ينظر الى الكويت بعين الاعجاب هو ايمانها الراسخ برسالتها الخلاقة التي حولتها الى قلعة للثقافة والفكر والمعرفة من خلال اصداراتها الثقافية والادبية والشعرية والفنية من خلال ميلاد مجلة العربي الذي ذاع صيتها في الافاق وأصبحت زاداً للقارئ العربي منذ رئيس تحريرها أحمد زكي وغيره من القامات ، بالاضافة الى الاصدارات الاخرى من مجلة الكويت وعالم المعرفة واعمال الترجمة وتبني المؤتمرات والندوات والمعارض والمسارح الثقافية والفنية التي حولت الكويت الى منارة .
كما اننا معشر اليمنيين لاننسى المشاريع التي بنيت على نفقة دولة الكويت الشقيق من مستشفيات ومدارس وجامعة صنعاء ومواقفها الاخوية الداعمة لإيقاف الحروب بين شطري اليمن في السبعينات والعمل على تحقيق الوحدة اليمنية ورغم تلك الانجازات والمواقف المشرفة ، كم هو مؤسف بالنسبة لليمنيين ان تكون دولة حاملة لمثل هذه القيم والثقافة التي تعتبر الافضل على مستوى المقارنة بالأنظمة الاستبدادية في دول الخليج ان تكون شريكة في هذا العدوان الهمجي وقتل اليمنيين وتدمير البنى التحتية التي كان للكويت الشقيق بصمات واضحة في بناءها وايمانها بالسلام؟.
التعليقات مغلقة.