القائم بأعمال السفير السوري في عمان: قنوات الاتصال بين الأردن وسوريا مفتوحة
الثلاثاء 14/3/2017 م …
الأردن العربي – جفرا نيوز …
القائم بأعمال السفير السوري في عمان: قنوات الاتصال بين الأردن وسوريا مفتوحة …
– يريدون لفت الانظار عن الصراع العربي-الاسرائيلي بخلق صراع سني-شيعي …
– نُقدر مقاومة الاردن لضغوط كي لا يكون في المكان الذي يعكس مصالحه …
قال القائم باعمال السفير السوري في عمان الدكتور ايمن علوش ان الهدنة في سوريا سمحت بفرز الإرهابي من غير الإرهابي، فمن وضع السلاح فهو يريد الخير لسوريا ومن رفض ذلك فقد صنف نفسه بنفسه واصبح بإمكان الجيش العربي السوري والقوى المساندة لسورية والمجتمع الدولي ان يتخذوا قرارات حاسمة تجاه هذه المجموعات.
واكد علوش في حوار خص به “جفرا نيوز”، ان سوريا تشهد حالياً الكثير من المصالحات على الارض، والدولة السورية بادرت إلى إصدار مجموعة من القرارات التي تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، وهذا أمر سيساعد على عودة الكثيرين إلى حضن الدولة.
وفيما يتعلق بتطمين الاردن حول تحفظاته من صول الحرس الثوري الايراني للحدود، قال علوش، ” لا يشغل بال أحد أن خطراً قد يأتي من سوريا أو من القوى المساندة لها، فأمن الأردن واستقراره هو مصلحة للدولة السورية كما هو مصلحة للدولة الاردنية “.
وجدد دعوة الأردن لاستئناف صادراته الزراعية إلى سوريا حيث أن الطرق عبر معبر السويداء آمنة، مبديا استعداده الشخصي بمرافقة أول شاحنة اردنية تعبر إلى الأراضي السورية كدليل على ثقته بالأوضاع الأمنية.
وفيما يلي نص اللقاء:
جفرا: إلى أين ترون أن الأوضاع ذاهبه في سوريا بعد مضي اليوم الثامن من الهدنة؟.
د. علوش: أولاً، الهدنة التي حصلت هي خيار الشعب السوري. نحن في أمس الحاجة الى أان يُحدد بالضبط من هي الجماعات الإرهابية على الأرض السورية. لقد نص القرار 2254 على ضرروة تحديد أسماء الجماعات الارهابية، وأوكل للاردن هذه المهمة لكن الأردن لم تستطع الخروج بقائمة بأسمائها بسبب الضغوط الكثيرة مورست عليها.
جاءت هذه الهدنة لكي تكشف النوايا ولتُظهر من هو مع سوريا وأمن سوريا وبناء سوريا ووقفِ ما يحصل فيها، ومن لا يريد ذلك فقد صنّف نفسه بأنه إرهابي على الارض السورية. تأتي اهمية قرار الهدنة بأنه قد فرز على الأرض من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي، واصبح بإمكان الجيش العربي السوري والقوى المساندة لسورية والمجتمع الدولي ان تخذوا قرارات حاسمة تجاه هذه المجموعات .
نحن في سورية لا يُقلقنا من هو سوري، بل يقلقنا غير السوري الذي جاء بشعارات ومسميات مختلفة سواءً الدولة الإسلامية او غيرها من شعارات تكفيرية وإلغائية.
التطورات على الارض تظهر أكثر أن باب الخروج من المأزق السوري بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى لعدة اسباب: أولاً أي قتال بين الأشقاء السوريين هو ليس لمصلحة سورية، ثانياً: من يريد أن يحمل السلاح يصنف نفسه الآن بأنه لا يريد السلام والأمن لسوريا والشعب السوري، ثالثاً: إن الهدنة تفتح الباب للجلوس إلى طاولة مستديرة، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الطاولة، فلا شيء يمكن أن يقرب الناس من بعضها البعض مثل الحوار.
سوريا تشهد حالياً الكثير من المصالحات على الارض، والدولة السورية بادرت إلى إصدار مجموعة من القرارات التي تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، وهذا أمر سيساعد على عودة الكثيرين إلى حضن الدولة بما يمكّن السوريين من وضع أياديهم بأيادي بعض لإعادة بناء سورية بما يضمن أمنها وحدتها واستقرارها.
خلال الفترة الماضية كان هناك دعم للجماعات الارهابية من قبل دول بعينها و هذه الدول معروفة للجميع. هذا الدعم من هذه الدول التي أنشأت ودعمت ومولت التنظيمات الإرهابية يجب أن يتوقف، و هذا ليس ما يقوله السوريون فقط، بل ما بات يقوله حلفاء تلك الدولة نفسها.
المشهد السوري أفضل بكثير. لقد هيأ وقف القتال لمصالحات عديدة، و الحوار سيفضي بإذن الله للخروج بحلول، و عندما نذكر العدد الكبير للقرى والجماعات التي أعلنت المصالحة، فهذا دليل على أن الشعب السوري كلّه يريد لسوريا السلام. الكثير من الفصائل المسلحة كانت موجودة في مناطق يسيطر عليها الارهابيون، وهذا ما أجبرها على أن تكون جزءاً من ذلك النسيج. هي غير راضية عما يحصل، ولكن في نفس الوقت هناك من لا يريدها ولا يسمح لها بأن تعود للحضن السوري. القرارات التي أصدرتها الحكومة السورية تؤكد على أن سوريا هي أمُّ الجميع، والأم عندما يخطأ ابناؤها، فإنها تتجاوز أخطاءهم وتعود لتضمهم، بغض النظر عما فعلوا. لذلك صدرت قرارات مواكبة للمصالحة تتجاوز الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، بما يسمح للجميع ببداية جديدة عنوانها الأساسي الأمن والسلام لسورية الموحدة بكل مكوناتها.
جفرا: لدى الأردن تحفظات على وصول الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى المناطق الجنوبية من سوريا المتاخمة للحدود الأردنية، كيف يستطيع النظام السوري تطمين الأردن حيال هذه التخوفات؟.
د. علوش: في العام 2006 كانت أعلام حزب الله تُرفع في الأردن كما في الكثير من المدن والبلدان العربية والإسلامية، لاننا جميعاً كنا نرى الحزب كفصيل مقاوم مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب و انتصر عليه، ودور الحزب في تحرير لبنان يُسجل له، فلولا عمليات المقاومة البطولية لما انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني. على المواطن العربي ان لا يسقط في الفخ الطائفي الذي يُراد له أن يسقط فيه . من الخطأ أن ننظر إلى حزب الله كحزب شيعي، فحزب الله كان وسيبقى حزباً مقاوماً. حزب الله يقول أن عدوه في المنطقة هو إسرائيل فقط، وهذا يؤكد أنه لا يمكن أن يشكل أي تهديد لأي دولة عربية. حزب الله كان وسيبقى سنداً وعوناُ لكل الدول العربية التي تعتبر إسرائيل عدوتها، فالخطر الأكبر الذي يواجهنا هو إسرائيل التي تحتل أرضنا وتعتدي على كراماتنا، ومن يدرك هذه الحقيقة لا يمكن أن يرى حزب الله إلا حليف معركة وجود وكرامة.
اما بالنسبة للحرس الثوري الايراني فانا أعيد التأكيد أننا في سوريا عروبيون حتى الثمالة، وقوميون حتى الثمالة والحدود بين سورية و الاردن ليست إلا خطوط في الرمال، وما يجمعنا اكثر مما يُفرقنا بكثير. المواطن الاردني يعي تماما مكانة سورية في قلبه وكم هي سورية مهمة له كدولة عربية جارة، ونحن في سورية نعي أيضاً كم هي الأردن شريكتنا و عمقنا، وعليه فلا يشغل بال أحد أن خطراً قد يأتي من سوريا أو من القوى المساندة لها، فأمن الأردن واستقراره هو مصلحة للدولة السورية كما هو مصلحة للدولة الاردنية. لقد أعلنت إيران منذ اليوم الأول لثورتها أن القدس وفلسطين هي قبلتها، وإن اسرائيل المغتصبة لحقوق العرب هي عدوتها. أظن أن الخطر من دولة تعتبر إسرائيل عدوتها، بل من دول ترى أن إسرائيل هي حاميتها ضد إيران وتتخذ قرارات ضد من يشكلون تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني.
علاقتنا مع إيران مستمرة منذ الثورة الايرانية، وإلى من ينتقد الدور الإيراني في سورية نقول نتمنى لو أن الدول العربية بادرت إلى هذا الدور وإلى الوقوف إلى جانب الدولة السورية في محاربة الارهاب. الفراغ الذي تركه أشقاؤنا العرب هو الذي سمح لإيران أن تكون موجودة بشكل أقوى على الأرض السورية. نتمنى لو ان الدول العربية هي التي وقفت إلى جانب الدولة السورية وملأت هذا الفراغ، و نتمنى أيضاً لو أن الجامعة العربية اجتمعت لمعالجة الوضع في سوريا ومساعدة الشعب السوري بدل أن تجتمع لممارسة التجييش الطائفي، فما يحدث يلبي غاية أعداءنا في نسيان شيء أسمه الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وأن يحل محله الصراع السني ـ الشيعي وهذا خطر كبير وفخ كبير يجب ألا نقع فيه.
بالنسبة لنا في سورية، فإن العدو هو من يحتل اراضينا، وكذلك الأمر بالنسبة لأكثرية العروبيين الذين استنكروا تصنيف حزب الله كحزب إرهابي، وخير دليل على ذلك قيام عشرات التيارات السياسية في الأردن وفي عدد من الدول العربية وآلاف الشخصيات بتوقيع بيانات تستنكر تصنيف حزب الله كحزب إرهابي.
أعود للأؤكد أننا عربٌ سوريون، ونحن نلفظُ عروبتنا قبل سوريتنا، والأرض العربية السورية لا يمكن ان تكون منطلقاً لخطر على الأردن الشقيق، ونحن لا نرضى أن نشكل خطراً في أي وقت من الأوقات على أي دولة عربية. لو أرادت سورية أن تنقل الخطر الإرهابي إلى الأردن لكانت قد عملت على ذلك من خلال خلق ثغرات في القوات التي تعتبرها الأردن حليفة لها في الجهة السورية من الحدود، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث. إن هدف الدولة السورية هو القضاء على الجماعات الارهابية ضمن الأرضي السورية. لقد قدّم لنا أصدقاؤنا الدعم والمساعدة للقضاء على الإرهاب، وهذا يتم وفقاً للأجندة السورية والرؤية السورية فقط. كنّا نتمنى لو أن الدول العربية، وعلى راسها السعودية، وقفت معنا في محاربة الإرهاب، لما كنّا بحاجة لأية دولة أخرى. لكن للاسف لقد خُذلنا من قبل عدد من الدول العربية. لقد سخّرت هذه الدول العربية كل مقدراتها لدعم الإرهاب وتمويله وتشوية حقيقة ما يحصل على الأرض السورية بإعلامها المأجور. لقد كانت هذه الدول في سياساتها ليس فقط ضد سورية الوكن، بل ضد المواطن السوري واللاجئ السوري، وأنا هنا لا أقصد الشعب الأردني الذي احتضن مئات الآلاف من اللاجئين، ضمن الإمكانيات المتوفرة لديه، ويؤسفنا أن مساهمات الدول الغربية لتخفيف عبء اللجوء السوري على دول الجوار كان اكثر بكثير من مساهمات الدولة العربية الغنية التي اكتفت بالاتجار باللاجئ السوري.
جفرا: ماذا عن التواصل وقنوات الاتصال بين الأردن وسوريا؟ هل من جديد في هذا الاطار، خصوصا أننا نسمع حديث بأن قطع قنوات الاتصال بين الجانبين يأتي من سوريا التي توجه اتهامات بشكل متقطع للاردن بدعم بعض الفصائل وتمرير السلاح لها ؟.
د. علوش: هناك تواصل جيد، و الكلام الذي نسمعه من الأخوة الأردنيين إيجابي تجاه الوضع في سوريا واتجاه القيادة في سوريا و الدولة السورية. لقد أكدوا في أكثر من مناسبة على حرصهم على أن يكون الجيش العربي السوري على الطرف الآخر من الحدود و أنهم يشعرون بالطمأنينة بذلك، وكذلك حرصهم على استمرار الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس في القيام بواجباتها في حماية سورية، ونحن في سوريا لا نقطع الاتصال مع أية جهة طالما أنها حريصة على أمن بلدنا و وحدته، ونحن نقدر أن الأردن قاوم الكثير من الضغوط التي مورست عليه كي لا تكون الاردن في المكان الذي لا يعكس مصالحها ومصالح شعبها ورؤيتهم لطبيعة المعركة في سورية.
صحيح أن الاتصالات توقفت في فترة وفتحت في فترة اخرى، ولكن يمكن القول أن الأردن تدرك جيدا أن مصلحتها تكمن في علاقات مميزة مع سورية، لأن ذلك بكل بساطة هو إرادة شعبية أردنية.
إن تصريحات مسؤولين سوريين عن تمرير سلاح عبر الحدود الأردنية لم يأت بالتأكيد من فراغ، ولكني شخصياً أقراً ذلك ضمن ضغوط تمارس على الأردن لتوريطها في الملف السوري، وأستطيع أن أجزم أن الأردن واعية تماماً لذلك، وهي تحاول بطرق مختلفة لحماية الأردن وشعب الأردن من النار الملتهبة في المنطقة، ونأمل أن تقوم بدورها، ليس فقط في حماية الأردن والشعب الأردني، وإنما أيضاً في المساهمة في إطفاء النار السورية، لأن ما يجمع الشعبين السوري والأردني يقتضي ذلك.
جفرا: هل تعتقد أن سوريا قد تخوض معركتها ضد الارهاب الى جانب من صنفتهم بالخصوم سابقا، خصوصا أن خطر الإرهاب بات يهدد الجميع بلا استثناء ؟.
د. علوش: لا أظن أن الداعمين للجماعات الإرهابية يستطيعون التخلي بسهولة عن الأطراف التي يدعمونها، لذلك نحن نرى ان المعركة مع الارهاب هي معركة الجيش العربي السوري بشكل رئيسي، ونحن في معركتنا هذه لا ندافع عن انفسنا فحسب، وإنما عن محيطنا العربي وحتى الاوروبي. إنها معركة ضد أعداء الإنسانية.
بعض القوى الدولية ترى أن مصلحتها تكمن في أن تستمر تركيا و السعودية و دول أخرى في لعب هذا الدور، بما يمكّنها من استثمار الوضع في سورية لتحقيق مصالحها. قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الانتخابي بأنه لن يخوض مزيدا من الحروب في الشرق الأوسط، وبأنه سيوكل الحروب إلى أهلها، ومنذ ذلك الوقت وبعض الدول العربية تتخذ قرارات حرب هي ليست في مصلحتها أو في مصلحة المنطقة. الحرب في اليمن هي حرب مجنونة . التجييش الطائفي الذي يكتسح المنطقة ليس له بعد حقيقي ولا يخدم المواطن والعيش المشترك في المنطقة. إن أي دراسة منطقة للتهديدات في المنطقة ستظهر أن إيران ليست التهديد الأول. لكل دولة مصالحها التي تسعى إليها، سواءً في سورية أو في أي مكان في العالم. المشكلة التي نواجهها في ظل صراع المصالح هذا هو أن العرب لا يدافعون عن مصالحهم ومصالح شعوبهم، بل عن مصالح الآخرين على أرضهم. أين هي مصالح العرب والمسلمين في كل منا يحصل؟ هنالك خلط للاوراق، و نحن نرى أن الخطر الحقيقي علينا هو الكيان الصهيوني الذي يحتل أراضينا ويعتدي على شعبنا ومياهنا وكراماتنا. لو كانت دول المنطقة والعالم مدركة حقاً لمصالحها لتوقفت عن دعم الإرهاب و لوضعت يدها في يد الدولة السورية للقضاء على هذا الإرهاب الذي يهدد ليس فقط سورية والمنطقة وإنما الإنسانية.
جفرا: ما هو الموقف الذي تعتقد ان الاردن يستطيع لعبه في سوريا بعد أستقرار الاوضاع فيها وانطلاق عملية إعادة الإعمار؟.
د. علوش: نحن أعلنّا اننا جاهزون لاستئناف تبادل المنتجات الزراعية بالشكل الذي يلبي رغبة المواطنيين في البلدين، وقد عبّرنا للطرف الأردني عن جاهزيتنا لفتح معبر حدودي ونحن بانتظار الرد. نأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت، فنحن في سورية جاهزون 100% لاستقبال وتصدير البضائع. الجانب الأردني يتكلم عن مصاعب لوجستيه وأمنيه، وقد ذكر لي أحد المسؤولين المعنيين أن الاعتداء على شاحنة أردنية سوف يثير ضجة إعلامية كبيرة، ونحن من هذا الجانب نؤكد على أمن الطريق على الجانب السوري، من معبر السويداء وحتى دمشق والمدن السورية الأخرى التي تقع تحت سيطرة الدولة، كما أنني عبّرب عن استعدادي شخصياً لمرافقة أول شاحنة أردنية تعبر إلى الأراضي السورية تأكيداً مني على أن الطريق آمنة بشكل كامل. يمكن للحكومة الأردنية أيضاً أن تتبع نفس الإجراء الذي تتبعه في الاستيراد والتصدير مع العراق والأردن بأن يتم نقل البضائع الى الحدود وتفريغها في شاحنات سورية وهذا يعني أن الشاحنات الأردنية والسائقين الأردنيين لن يكونوا في مرحلة خطر إطلاقاً. الأمر جاهز للتطبيق اعتباراً من اليوم وفيه مصلحة للأردن وللمزارعين الأردنيين الذي يتكبدون خسائر سنوية وفق ما أقرأ في الاعلام الأردني تتجاوز 200 مليون دينار سنوياً.
بالنسبة لنا فالأردن هي دولة أكثر من شقيقة والمواطن الأردني يعتبر سوريا غذاء روحه و متنفساً، وهو يتكلم عن سورية ودمشق بعشق كبير، والسوريون يبادلون أخوتهم الأردنيين هذا العشق، ونرى أنه من مصلحة الشعبين يعملا سوية، ونحن نتطلع للتعاون مع الأردن في المجالات التي تحقق الفائدة للطرفين في شتى المجالات.
جفرا: كيف تتعاملون مع الضغط على الخدمات القنصلية في ضوء وجود 1.5 مليون سوري في الاردن.
د. علوش: تفتح السفارة أبوابها لجميع المواطنين السوريين بدون أي تمييز أو استثناء، وكان ذلك بناء على مراسيم صدرت من السيد رئيس الجمهورية تقضي بذلك. سفارتنا هي سفارة كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم الثقافية والسياسية، ونحن نقدم خدماتنا للجميع. لقد طورنا أساليب عملنا في الفترة الماضية ونسعى دائما لتحسين أدائنا بما يمكننا من خدمة مواطنينا وتلبية متطلباتهم بالشكل المناسب واللائق. لقد ذللنا الكثير من المصاعب، ونفكر بشكل يومي عن الطرق الأفضل لتقديم الأفضل.
جفرا: ماذا تعلّقون على قرار محكمة أمبركية صدر قبل أيام يحمّل النظام السوري المسؤولية عن تفجيرات عمان في عام 2005؟.
د. علوش: من الطبيعي أن نسمع مثل هذه الاتهامات، وبالأخص في مثل هذه المرحلة التي تؤسس لانفتاح بين البلدين. الحكومة الأمريكية بكل مقدراتها وأجهزتها وعملائها اتهمت العراق بحيازة أسلحة تدمير شامل واكتشفت بعد أن دمرت العراق وشردت أهله أن معطياتها غير دقيقة، فماذا يمكن أن نقول عن محكمة محلية. يجب أن نتساءل لماذا صدر هذا الحكم في هذا التوقيت ولماذا كانت كل الدلائل والاعترافات خلال الـ 11 سنة الماضية تشير إلى تنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي الذي يدرك الجميع من درّبه وهيأه. لقد أعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في اليوم التالي للتفجيرات عن تبنيه للتفجيرات، ونشر أسماء عناصره الذين نفّذوا التفجيرات. لقد ذهبت التحليلات حينها إلى أن التفجيرات الإرهابية جاءت بعد أيام من إعلان الأردن نيتها تعيين سفير لها في العراق، وذلك لثني الأردن عن ذلك، واليوم تأتي هذه الاتهامات في محاولة، فاشلة بالتأكيد، لخلق توتر بين البلدين والشعبين، وستلاحظ أن مثل هذه الأخبار لن تتداولها إلا وسائل الإعلام الحاقدة والمأجورة لأنها مشروع فتنوي.
سياسة الغرب في بلادنا تعمل بشكل مستمر على مبدأين أساسيين، المبدأ البريطاني ” قسّم واحكم”، ومبدأ كيسنجر ” التهديد والحماية”. لقد قسّموا الوطن العربي على المبدأ البريطاني، وبرّروا تدخلهم في كثير من الدول العربية على مبدأ الحماية من خطر ما. يجب أن يتوقف العرب على أن يكونوا أدوات الغير على أرضه، وأن ندرك جميعاً أن عنواننا الرئيسي هو الصراع العربي ـ الإسرائيلي وعدونا الرئيسي هو إسرائيل التي تعتدي على أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.
التعليقات مغلقة.