سعوديات يلجأن إلى الشعر القصير والجامعات تهدد بفصلهن.. هذه حقيقة ظاهرة “الفتيات البويات”

 

الخميس 16/3/2017 م …

الأردن العربي …

سعوديات يلجأن إلى الشعر القصير والجامعات تهدد بفصلهن.. هذه حقيقة ظاهرة “الفتيات البويات” …

تلقت الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود، في العاصمة السعودية الرياض، رسائل على هواتفهم الجوالة تحذرهن من تقليد الرجال في قصات الشعر، الأمر الذي يعرّضهن مباشرة للفصل.

وجاء في نصّ الرسالة، بحسب “عكاظ”: “عزيزتي الطالبة، سيبدأ تطبيق نظام فصل الطالبة ذات القَصة والهيئة الولادية (تشبه الأولاد) من أول مرة تُضبط فيها، لذلك نأمل عدم التشبه بالرجال”.

ويأتي ذلك بعد أيام من قرار جامعة أم القرى في مكة فصل 27 طالبة؛ بسبب 10 مخالفات مماثلة رصدتها الجامعة على الطالبات.

المخالفات تتضمن “قَصات شعر، عدم وضع مكياج، أو ارتداء ملابس رجالية، وكذلك التشبه بالرجال في المشي، عدم لبس الطوق، الملامح الحادة والأكتاف العريضة”.

وفسرت الجامعة مظهر وسلوك الطالبات المفصولات بـ”البويات” وهي صفة مفردها “البوية” وتطلق في السعودية على كل فتاة تخالف طبيعتها الأنثوية، وهو ما يسمى “الفتاة المسترجلة”.

البويات

بعض الفتيات ممن يطلق عليهن “البويات” قمن بالرد على اتهامات جامعة أم القرى، حسب صحيفة “مكة”، معتبرين أن قَصات شعرهن أمر عادي.

وأشاروا إلى أنه تم عقد مجلس تأديبي لهن الفصل الماضي ووعدن بتغيير قصاتهن، إلا أنه بعد عودتهن لمقاعد الدراسة مع الفصل الحالي فوجئن بفصلهن دون النظر إلى التغيير.

وبررت الفتيات عدم لبس الإكسسوارات بأن هناك موظفات في الجامعة لا يلبسنها، إضافة إلى أنه لا يُعقل احتساب لبس الماركات الرياضية تشبهاً بالرجال، حسب قولهن.

وأثارت الواقعة تساؤلاً حول هل يعني قيام فتاة بقص شعرها ليصبح قصيراً كالرجال أنها مسترجلة؟ وما الذي يدفع فتاةً للتخلي عن مظاهر أنوثتها لتقليد الذكور بالشكل وأحياناً في التصرفات؟

إحدى الطالبات -تتحفظ الصحيفة على ذكر اسمها- قالت إن إحدى زميلاتها تعرضت للمشكلة ذاتها حينما قصت شعرها؛ إذ سُحبت منها البطاقة الجامعة وأُعطيت تصريحاً للدخول، واشترطت عليها الجامعة إطالة شعرها لاسترداد بطاقتها، رغم أنها فتاة طبيعية، وأنيقة في ملابسها.

وحينما عادت لهم الفتاة بعد مدة لاسترداد البطاقة، رفضت الجامعة ذلك بحجة الخوف من قَصها شعرها مرة أخرى.

إلا أن منسوبة الجامعة أقرت بأن هناك طالبات يستحققن الفصل؛ بسبب تماديهن في هذا “المظهر الذكوري”، على حدّ وصفها، مثل قصات الشعر المنحوتة تماماً، وطريقة المشي، مشيرة إلى أن هذه الفئة تستحق عقاب الفصل بعد أن يخضعن للمجلس التأديبي، حسب قولها.

ولكن ظاهرة البويات، بحسب جواهر -التي أيضاً تتحفظ “هافينغتون بوست عربي” عن ذكر اسمها الكامل- موجودة في المؤسسات التعليمية من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية.

تقول: “حيث تبدو الفتاة كأنها رجل بصوتها وهيئتها، الفتيات يلجأن إلى هذه التصرفات بغرض الشهرة والاستعراض في المدرسة أو الجامعة، حيث يحظيْن باهتمام وجاذبية كبيرة من قِبل بقية الفتيات”.

ورأت جواهر أن ظاهرة البويات تعود لأسباب اجتماعية أسرية، تتمثل في تفضيل الذكر على الأنثى من قِبل بعض العائلات.

وأوضحت أن “بعضهن يتعمدن المجاهرة بممارستهن أمام الجميع بلا حياء؛ بغرض الشهرة والاستعراض؛ لكون هذه التصرفات تجذب بعض الفتيات”.

أما حنان الرشيدي، فترى أن قرار فصل الطالبات غير صائب، وتقول لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه “من المجحف فصل الطالبة بسبب هوى نفس؛ لكونها مرحلة تمر بها بعض الفتيات، وغالباً ما تنتهي بتخرجهن في الجامعة”، حسب قولها.

وأوضحت الرشيدي أن “الجامعة يجب أن تعالج ذلك عبر التوعية الاجتماعية والدينية؛ إذ إن هذه الظاهرة تطورت تدريجياً فبعد أن كانت تتمثل بالمظهر فقط، الآن أصبحت تتقمص الشخصية الذكورية بالتصرفات”.

إثبات الرجولة

وتقول: “بعض البويات يلجأن إلى التدخين والشيشة، لأجل إثبات أنهم رجال، كما أنهن يؤثرن على كل فتاة ليس لديها ثقة بنفسها”.

وكان مسؤول في وحدة الإعلام والاتصال بجامعة أم القرى، قد صرح بأن قرار فصل الطالبات صدر خلال الفصل الماضي، ويأتي بموجب لائحة حقوق وواجبات الطلاب المقرة من مجلس الجامعة، مبيناً أن أسباب الفصل متعددة بحسب المخالفات التي ارتكبتها، وما نصت عليه اللائحة، بحسب “مكة”.

ومن جانبهم، تفاعل نشطاء الشبكات الاجتماعية في السعودية مع قضية فصل الطالبات السعوديات، حيث دشنوا هاشتاغ “#ام_القري_تفصل_27_طالبه_تعسفيا”، حيث تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لقرار الجامعة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.