اليرموك والشهيد الدكتور ناصر عيسى / علي بدوان

 

علي بدوان ( فلسطين ) الثلاثاء 24/2/2015 م …

 

قبل فترة قصيرة، توفي المُربي والمعلم ومدرس اللغة الإنكليزية في ثانويات اللاذقية ودمشق منذ سنوات اللجوء الفلسطيني الى سوريا خالد أسعد عيسى، الفلسطيني الصفدي الأصيل، الذي زرع بذور العلم والمعرفة بين أبناء وأجيال الشباب السوري الصاعد، حيث أمضى عمره متفانياً في تدرس مادة اللغة الإنكليزية، وصاحب الذرية الطيبة، التي أنجبت الدكتور الشهيد ناصر عيسى، والدكتور سميح عيسى، والدكتور فاتح عيسى،المهندسة المعمارية سلوى عيسى.  والده الشيخ أسعد الحاج عيسى، وعمه الشيخ يوسف الحاج عيسى الذي كان مُدرساً في جامع اليونس (جامع السوق) في مدينة صفد قبل النكبة.

بدأ مشواره التعليمي في مدرسة الزاوية في مدينة صفد في فلسطين المحتلة قبل النكبة، وبعد النكبة دَرَسَّ اللغة الإنكليزية في مدارس وثانويات اللاذقية، وفي بدمشق في ثانوية إبن العميد في حي ركن الدين، ثم ثانوية عز الدين التنوخي بحي المزة. كان له نشاطات كثيرة في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من (63) كتاباً لصالح وزارة الثقافة السورية، كان منها ترجمة كتاب (المئة الأوائل) لمؤلفه الدكتور مايكل هارت.  عدا عن نشر المقالات والمواد في عدة مطبوعات، ومنها مطبوعة (دراسات إشتراكية) التي كان يُصدرها الحزب الشيوعي السوري.

نجله الدكتور ناصر عيسى، كان ناشطاً بين عموم الشبان الفلسطينيين في جامعة دمشق بصفوف الحزب الشيوعي السوري، لكنه التحق بالعمل الفدائي الفلسطيني خلال إجتياح لبنان، فترك مهنة الطب في مدينة دمشق ليمارسها بين المقاتلين كقائدٍ لفريق إسعافي في مواقع القوات الفدائية الفلسطيني التي كانت منتشرة في منطقة الجبل وسهل البقاع أثناء الغزو الصهيوني صيف العام 1982.

عَرفته في الجامعة، وبين كلياتها، وفي النشطات الطلابية التي كانت تضج بها جامعة دمشق سنوات الهوض الوطني الفلسطيني في سوريا ولبنان، صديقاً مخلصاً وفياً، ووطنياً فلسطينياً صادقاً مُتقّداً، وقد زارني في مخيم اليرموك عشرات المرات.

أستشهد الدكتور ناصر عيسى في ريعان شبابه وعطائه، فَدَفَع روحه ودمه فداءاً لقضية شعبه، أثناء قيامه بمحاولة تقديم الإمداد الطبي وإنقاذ مجموعة فدائية فلسطينية أصيب بعض أعضائها، حين كانت تَعمل خلف الخطوط ضد قوات الإحتلال “الإسرائيلي” في منطقة البقاع الغربي من لبنان إبان إجتياح العام 1982، وترك جثمانه على الأرض بعد أن تمزق بفعل عبوات وقنابل ناسفة كانت زرعتها قوات الإحتلال. 

وفي ذكراه، ذكرى الشهيد الدكتور ناصر عيسى، ومع رحيل والده، نَستذكر تلك الحالة الوطنية المتقدة، التي باتت في عمق التاريخ الوطني للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية المعاصرة، ولفلسطيني سوريا على وجه الخصوص.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.