الإرهاب يضرب دمشق من جديد…. لكنها صامدة!
د. خيام الزعبي ( سورية ) السبت 18/3/2017 م …
الإرهاب يضرب دمشق من جديد…. لكنها صامدة! …
يبدو اليوم أن قدر سورية أن تتصدى للإرهاب الأسود من جديد، لكن هذه المرة فإن المعركة أكثر عنفا وشراسة، لم تمر أيام على استشهاد 28 شخص في العمليات الإرهابية التي شهدتها سورية يوم السبت الماضي، بالقرب من مقبرة باب الصغير في حي الشاغور بمنطقة باب مصلى في دمشق، حتى أطل الإرهاب بوجهة القبيح مرة أخرى، حصاداً أكثر من 31 شهيداً وإصابة نحو 45 آخرين، في التفجير الإنتحاري الذي إستهدف القصر العدلي قرب الحميدية بوسط دمشق ، وفي غضون ذلك، فجر انتحارياً ثانياً نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة بدمشق التي تبعد نحو كيلومترين من موقع التفجير الأول، مخلفاً عدد من الشهداء والجرحى.
لن تكون سلسلة التفجيرات الإجرامية التي وقعت في العاصمة السورية دمشق أول أو آخر عمليات العنف والقتل بل أراها إحياء لأسلوب الإرهاب والإجرام لتدمير سورية وإرباك المشهد السياسي هناك، بالإضافة الى انتقام المجموعات الإرهابية المهزومة ميدانياً التي تحاول بجرائمها اللاانسانية هذه التعويض عن احباطاتها المستمرة في مواجهة الجيش السوري، فضلاً عن تأجيج حالة عدم الاستقرار في المنطقة، لذلك إن ما شهدته دمشق خلال هذه الفترة من عمليات إرهابية، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الإنتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يسعى الى هدم المجتمعات، وضرب إستقرار الشعوب في مختلف مناطق العالم.
وبموازاة ذلك لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ودول جوار لا يسرها وصول سورية إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية التقدم والإزدهار، حيث ترعى هذه الأطراف الإرهاب والتطرف وتمده بالمال وبكل أدوات القتل والدمار لنشر الإرهاب والفوضى في مختلف مناطق سورية، كونهم يريدونها مفككة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي والقضاء على فكرة القومية العربية وإبقاءها خاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.
وبالتالي إن محاولات ترويع وإرهاب السوريين بتلك التفجيرات الإرهابية لا يمكن أن تحقق أهدافها ولن تكسر عزيمة السوريين أو إرادتهم، بل ستزيدهم توحداً وعزماً وإصراراً على مواجهة هذا الإرهاب والقضاء عليه وإقتلاعه من جذوره من أرض سورية، التي تعتبر أرض المحبة والسلام، فهذا الإرهاب لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، لأنهم قادرين على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدتهم الداخلية وبإرادتهم وجيشهم العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.
ويبقى القول هنا، إنهم واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري وخياره في المستقبل الجديد، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، وواهمون من يمارسون مهنة خفافيش الظلام أن يطول ليلهم، فالنور لابد من أن يقهر الظلام ويكسره، فأحلامنا بسورية الجديدة كبيرة ولا حدود لها وسعينا لبلوغ ذلك لا شك سيكون النجاح حليفنا مهما طال الزمن، لذلك ليس أمام سورية سوى خيار الإنتصار، فلنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، وليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه الغرب وكل أعداء سورية، ولتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم كما أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا، وأختم بالقول أن هذا العمل الإرهابي يشكل تطوراً خطيراً فى حرب سورية على الإرهاب التي ينبغى ألا تكون مجرد مواجهة بين المتطرفين والجيش وأجهزته فقط بل يجب أن يحتشد لها كل السوريين للدفاع عن هوية الوطن وهيبة الدولة، كما يجب على كل الدول التي تؤكد أنها ضد الإرهاب، القيام بخطوات إيجابية عملية في مواجهة ثقافة القتل والإجرام، فالأمر يتطلب منهم عدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية، بل ترجمة الأقوال إلى أفعال، لدحر الفكر المتطرف، وإنقاذ كافة المجتمعات من براثينه وظلاميته.
التعليقات مغلقة.