خبراء الرئاسة
خالد المجالي ( الأردن ) الأحد 19/3/2017 م …
خبراء الرئاسة …
منذ أيام انشغل الشعب الأردني بوجود خبراء ‘ إعلاميين ‘ متخصصين في رئاسة الوزراء الأردنية يحملون الجنسية البريطانية ، من أجل وضع خطة لكيفية تعامل الحكومة مع الشعب والوصول الى قلوبهم وعقولهم ، بعد أن ضاقت الدنيا في وجهها على ما يبدو وفقدت كل الوسائل المحلية لمخاطبة الشعب الأردني وإقناعة ببرنامجها وأهدافها وحتى شخوصها.
طبعا ليست سابقة أن تتعاقد الحكومات مع خبراء أجانب في الأردن وغيره ، فقد سبقتها مثلا حكومة الرفاعي في الأردن ، باستقدام أيضا خبراء بريطانيين لإعادة هيكلة الحكومة وأجهزتها والعاملين فيها ، وأيضا هناك خبراء في مجال الطاقة وحتى الأمن وأماكن أكثر حساسية ، وهذا لم يعد سرا كما هي أسرار اتفاقية الغاز الأردنية الإسرائيلية بواسطة الشركة الامريكية .
كان والدي رحمه الله ، يقول مثل لا يعرفه من أعمارهم تقل عن ثلاثة أو أربعة عقود يقول المثل ‘ ما بعرف رطني غير ابن بطني ، ‘ ونحن لا يعرف رطننا غير البريطانيين بالتحديد فهي من عملت على إنشاء الجيش الأردني ‘ أيام الفريق فريدريك وكلوب باشا ‘ وما زالت تقوم بدعمنا في كل المجالات السياسية وغيرها بالرغم من وعد بلفور وتسليم فلسطين لليهود .
لا أعرف انبكي أم نضحك ؟ يقال أن الشعب الأردني من أكثر الشعوب العربية علما وقدرة على الإبداع في العديد من المجالات ، لا بل وساهم في بناء كثير من القطاعات الإعلامية والتعليمية والصحية في معظم الدول العربية ، ولكنه اليوم يستقدم خبراء لوضع خطة ‘ لتواصل الحكومة مع الشعب الأردني ‘!!
علم الاتصال والمخاطبة يحتاج أن يعرف المرسل ‘ كل شيء عن المستقبل ‘ مثل إمكاناته العلمية والعملية وثقافته الشخصية والمجتمعية واللغة المناسبة لمخاطبته ، ورغباته وأهدافه والكثير من الأمور يعرفها علماء خبراء الاتصال ، وبما إننا استوردنا خبراء بريطانيين ولم نستعن بخبراتنا الوطنية فهذا دليل إضافي على أن حكومتنا لا علاقة لها بالمواطن الأردني ، لا من قريب ولا بعيد وأن البريطاني هو الأقرب الينا وهو من يعرف ‘ رطننا ‘ كما عرفنا الملح ‘الإنجليزي’ منذ عشرات السنين ومفعوله .
نبارك لحكومتنا الرشيدة هذه الخطوة الجبارة وندعوها لاستقدام مزيد من الخبرات الأجنبية خاصة الفرنسيين ، كوننا اليوم نستضيف أكثر من مليون سوري ولبناني وكما هو معلوم الإخوان ثقافتهم فرنسية بسبب الاستعمار الفرنسي لدولتيهم ، ولا ننسَ الايطاليين ايضا من أجل اخواننا الليبين كون الأردن اليوم أصبحت ‘ بلاد العرب ‘ أما الأمريكان فمكانهم لا يعرفه الإ القلة فهم اليوم أصحاب الحظوة .
بئست الحكومة التي ما زالت تعيش في زمن ‘ كلوب باشا ‘ وبئس القرار الذي لا يمت للشعب والوطن بأي شكل من الأشكال ‘ وبئست الخطة أو الخطط التي توضع لمزيد من تثبيت الفرقة بين الشعب وأجهزة دولته ، وكل العزاء لأبناء الوطن من خبرائة حتى أطفاله وأخيرا سؤالي لمن يجلسون في العبدلي من نواب واعيان اين انتم مما يحدث في وطننا ؟ أم أنتم ايضا بحاجة لخبراء ليقدموا لكم خبراتهم ، وأخص هنا أصحاب الدولة والمعالي ممن ادمنوا على طأطأة الراس وما زالوا يرددوا ‘الافرنجي برنجي ‘ .
التعليقات مغلقة.