سورية تقول : نرد ، ولا نحتفظ فقط بحق الرد
ابراهيم ابو عتيلة ( الاردن ) الأحد 19/3/2017 م …
سورية تقول : نرد ، ولا نحتفظ فقط بحق الرد …
تعودنا منذ ست سنوات ، ومنذ بداية الأزمة السورية ، ومع كل عدوان كان يشنه الكيان الصهيوني على سوريا على سماع مقولة يرددها الإعلام السوري – نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين – ولقد كان لتلك العبارة وقعها عند الكثيرين ، فداعمي عصابات الإرهاب في سوريا كانوا يتغنوا شماتةً وتهكماً بهذه المقولة متسترين بذلك على تحالفهم وتعاطفهم مع الكيان الصهيوني ، في حين كان داعمو الدولة السورية منقسمين بين الإربكاك والتبرير ولم يكونوا قادرين على الدفاع عن موقف الدولة السورية ولا بقادرين على التبرير لأعداء الصهاينة المؤمنين بالمقاومة وسيلة وحيدة لصد العدوان وايقاف الصهاينة عند حدهم .
ويأتي فجر أمس بمفاجأة لم يتوقعها الكثيرون ، ولا حتى أكثر المتفائلين بقدرة الدولة السورية فهاهي الصواريخ السورية أرض – جو تتصدى للعدوان الصهيوني ، وجاء في بداية الخبر أن طائرات العدو قد فرت من تلك الصواريخ ، فرح أنصار المقاومة وشكك بها كل من يسير في درب امريكا والصهاينة وقوى الإرهاب التي تقاتل الدولة السورية ، ولم يكد يمضي وقت طويل حتى جاء خبر مفرح آخر ، الدفاعات الصاروخية السورية أسقطت طائرة F16 صهيونية وأصابت أخرى فيما وصلت شظايا الصواريخ إلى مناطق من شمال وغور الأردن ، وكان خبر إسقاط الطائرة بمثابة بشرى أسعدت كل المؤمنين بالمقاومة وكل من يؤمن بأن العدو الرئيسي والاساس للأمة العربية هو االكيان الصهيوني ، فيما كشف هذا الخبر من يسيروا في ركب الصهيونية والذين تبنوا موقف جيش الصهاينة عندما قام بنفي الخبر ، وتجاوز الأمر عند البعض منهم بأن قالوا بأن الصوريخ السورية لا تتعدى كونها فتاشات أو فقاعات لا تسمن ولا تغني من جوع ، علماً بأنه قد تم سماع أصوات صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة.
وبعيداً عن كل ذلك فلقد كانت تلك المفاجأة صاعقة ضربت الكيان الصهيوني وحلفاءه ، فلم تكن ” إسرائيل” لتتوقع يوماً وخاصة بعد كل الدمار الذي لحق بسوريا بأن يقوم الجيش العربي السوري بالرد على صلف العدوان ، واعترفت ” إسرائيل ” بعدوانها متذرعةً بحجج ممجوجة تعودنا عليها أيضاً وهي ضرب قوافل سلاح كانت في طريقها لحزب الله .
إن قيام الجيش السوري بالتصدي للعدوان الصهيوني يعني بالضرورة :
– أن لدى القيادة السورية إرادة سياسية قوية للتصدي لكل عدوان صهيوني بدءاً من فجر أمس وأن ولا عودة مطلقاً لمقولة نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين .
– أن الجيش السوري وبعد أن حقق انتصارات واضحة ضد قوى الإرهاب والظلاميين قد أصبح في وضع يؤهله للتصدي وبكل قوة للعدوان الصهيوني .
– أن حلفاء سوريا يقفوا مع سوريا ومع هذا الرد ومع وقف العدوان الصهيوني المتكرر، فروسيا هي من قامت بتوفير تلك الصواريخ للجيش السوري ، وايران تدعم بكل قوة كل ما يقوم به الجيش السوري وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله ، ولا يمكن بأي حال أن تقوم سوريا بالرد على عدوان الصهاينة دون موافقة الحليفين الرئيسيين الروسي والايراني .
– سقوط نظرية أن روسيا يمكن أن تعقد صفقات مع الكيان الصهيوني على حساب سوريا تلك النظرية التي تبعت زيارة نيتنياهو لموسكو في الفترة الأخيرة .
– استياء موسكو من العدوان الصهيوني المتكرر على سوريا الأمر الذي دفع بموسكو إلى استدعاء سفير الكيان لديها للاحتجاج على تصرف الصهاينة وعدوانهم .
– أن لامجال لقيام الصهاينة بالعدوان دون رد قوي رادع ، وربما ينتقل ذلك الرد إلى مرحلة أكبر، مرحلة تستهدف مواقع صهيونية في داخل فلسطين المحتلة ، وهذا ما يدلل عليه ذلك الصاروخ الذي حلق في سماء فلسطين المحتلة وتصدت له وسائل الدفاع الصهيونية المتقدمة والمتطورة المتمثلة بصواريخ “حيتس″والتي لم تنجح الا في اعتراض صاروخ واحد فقط ، بعد ان بث الرعب في قلوب ونفوس الصهاينة وربما ذكرهم ببعض مما شعر به بعضهم في حروبهم مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية .
خلاصة القول أن ما حصل من رد سوري على العدوان الصهيوني لم يكن قطعاً حدثاً عرضياً كما لم يكن مصادفة ، فمثل ذلك وفي وضع مثل وضع سوريا لا يمكن إلا أن يكون رداً مدروساً بعناية ورد متفق عليه مع الحلفاء الأقربين الأمر الذي يضعنا أمام واقع جديد ومرحلة جديدة …… فهل نرى استراتيجية سورية جديدة في تعاملها مع العدوان الصهيوني .. أعتقد جازماً بأن هذا ما سيحصل وربما يشتد الأمر ويتضح بشكل أكبر بعد خلاص سوريا من أزمتها وخلاصها من عصابات الظلام والإرهاب .
التعليقات مغلقة.