اوهام ترامب

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 27/3/2017 م …

اوهام ترامب …

يحرص ترامب على قع طريق تلعفر الرقة ويسعى لإقامة منطقة عازلة تمتد من الرقة لدرعا ثم الجولان المحتل واقامة كيان كردي يمتد من شمال العراق وسورية وجنوب شرق تركياوآخر “سني ” يمتد من غرب العراق من الموصل الى الرقة ودير الزُّور .

لكنه ينظر للمستقبل بعين الماضي ولا يعي ان مفاتيح الغد تصنعها سورية.

حين كان العالم كله في قبضة اميركا وكان ما يناهز ال ٢٥٠ الف مرتزق اميركي يعتدون على العراق اضافة للبريطانيين وباقي الدول التي تذيلت السياسة الاميركية البربرية كانت هذه القوة عاجزة عن تحقيق كامل أهدافها برغم ان ايران وروسيا وسورية وحزب الله لم تكن قد أنضجت تحالفها بعد ولم تكن بهذا المستوى المتطور تقنياًوعسكريا واقتصاديا وسياسيا

ولا زالت ذاكرة التاريخ تسجل مغادرة القوة الاميركية الغازية العراق في سيرموني ليلي خلافا ً لما درجت عليه الجيوش المنتصرة في إشارة لهزيمة اميركية مرة وموجعة أثخنت جراحها الاقتصادية والعسكرية وفاقمتها وقد كان للمقاومة العراقية والدعم السوري والايراني الفضل في دحر وكنس المعتدي الاميركي.

فكيف لاميركا ترامب ان تحقق ما عجزت عنه وهي تمتلك هذه القوة وتواجد أساطيلها في المتوسط وعربدة معسكر المرتزقة الصهاينة والسعودية في كامل عافيتها الاقتصادية وفي ضل الهيمنة التي كانت في أوجها على العالم والمؤسسات والهيئات الدولية .

ان رهان ترامب على اقامة كيان كردي كمن يناطح جداراً اسمنتياً بقرون من طين اذا ان هذا الكيان سيجابه رفضاً رباعياً ايرانياً وعراقياًوسورياًوتركياً وجغرافيا سياسية غير قابلة للحياة .

كما إشعال جنوب سورية وخلق كريدور عازل ممتد من الرقة للجولان   تجربة تكررت لعدة مرات في سلسلة عواصف الجنوب الفاشلة التي كانت سبباً في تدمير بنى سورية تحتية وإنهاك الجيش السوري وسفك الدماء السورية المدنية والعسكرية وإيقاع مئات القتلى من قطعان الارهابيين وقد اثبتت   الوقائع الميدانية انها حلم غير قابل للتحقيق .

كما كانت الرسالة السورية الروسية الحاسمة للعدو الصهيونية باسقاط طائرة وإصابة اخرى لا تقبل التأويل ولجم لشهية العدو بالعدوان على سورية وتقديم الدعم المباشر للارهابيين .

اضافة لان التحالف الايراني السوري الروسي وحزب الله اصبح يمتلك غرفة عمليات موحدة وعلى وشك ان تضم العراق الذي يوشك ان ينهي ملف داعش والارهاب على الارض العراقية والميدان السوري يشهد تحولات ميدانية ودبلوماسية حاسمة بعد تحقيق النصر بمعركة حلب الحاسمة .

ديناميات الإقليم والعالم تفرض واقعا ً جديداً يعجز ترامب وادارته عن قراءتها.

ان زج بضع مئات منً المارينز علىً الارض السورية هي بدون أدنى شك قوة غازية لكنها محض قوة في فانتازيا إدارة عاجزة عن مواكبة العصر وقراءة المرحلة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.