فلسطين القضية… فلسطين الهوية

 

الإثنين 27/3/2017 م …

فلسطين القضية… فلسطين الهوية

“أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين” – محمود درويش …

هي الأرض المعطاءة في الجليل والضفة الغربية، هي المنزل الذي هجره أهله في حيفا ويافا وعسقلان. هي أشجار بيسان، وطفلٌ حزينٌ يمشي حافياً بين أزقة مخيم اليرموك قبل أن تدنسّه عصابات حاقدة. هي الحلم الجميل الذي يراود الجيل الجديد الذي لم يرها في الواقع، وسمع عنها قصصاً موجعةً فصارت أيقونته وبوصلته والزاوية التي ينظر منها إلى العالم.

فلسطيننا هي “فلسطين القضية، فلسطين الهويّة، فلسطين اللحن الحلو لمطلع غنيّة” كما يغنيها خالد الهبر، فتنبض قلوب الآلاف من الوطنيّين اللبنانيّين والفلسطينيين والشباب العربي القابض على الجمر من أجلها.

هذه هي فلسطين اليوم، قضيّة وانتماء وهويّة سياسيّة وقوميّة وثقافيّة. من كان معها، ومن يضحّي لأجلها يرتقي إلى الجانب المشرق في التاريخ. من عاداها وتآمر عليها ومن هجّر شعبها ومن أذلّه في أماكن لجوئه يلعنه التاريخ، وتلفظه شعوبنا وتقاومه بالحجر والصاروخ والمدفع، باللحن الحلو وقصائد الشعراء.

في لبنان تعطلت بوصلة الجغرافيا، ولم تعد تشير إلى الشمال منذ زمنٍ بعيد. لدينا بوصلة واحدة لا تشير إلّا جنوباً، بوصلة القلب صوب القدس وتل الربيع ونابلس ورام الله وغزّة وعكّا. بوصلتنا صقلها انتماؤنا إلى القضية، تصيب دوماً ولا تخطئ.

100 عام مرّت على وعد “بلفور” الذي أعطى ممّا لا يملك، و 69 عاماً مرّت على تأسيس الكيان الغاصب على أرضنا. 100 عام أيضاً من المقاومة الشعبية التي سقط فيها شهداء من كل أصقاع الأرض ومنعوا خلالها العدو من التوسع في مشروعه الكبير. من كل الهويّات وكل الانتماءات أتوا من أجلها وحدها، جوهرة المناضلين وبوصلتهم، فلها منّا كل الحبّ والوفاء وكل التحيّات النضاليّة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.