لماذا ذبحوا المصريين وحرقوا الأردني واستعانوا بامرأة؟.. كشف نفسي على “معتوهي” داعش ——————————————————————————–

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 25/2/2015 م …

 

“اختلطت دماء الضحاياالبريئة بمياه البحر الأبيض المتوسط” فغلت الدماء فى عروق كل من شاهد فيديو ذبح 21 قبطيًا مصريًا ذهبوا إلى ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، فكانوا صرعى على أيدي التنظيم الإرهابي”داعش”.

المشاهد شكلت صدمة نفسية لكل من رأى هذا الفيديو ومن قبله فيديو الحرق حيًا للطيار الأردني مُعاذ الكساسبة.

وطُرحت تساؤلات عدة: من هؤلاء؟! أهم بشر مثلنا، وكيف يقوى إنسان على فعل تلك الجريمة، وكيف تجردوا من السمات الإنسانية وأولها الرحمة بهذا الشكل، وما هى العوامل النفسية التى أوصلتهم لذلك، بالإضافة إلى اشتراك امرأة معهم فى عملية الذبح ، وماذا عن ثبات الضحايا أثناء عملية قتلهم وأن هذا أمر غير طبيعي، أضف إلى ذلك من يقبلون على مشاهدة تلك الفيديوهات وكيف يستطيعون رؤية تلك الجرائم الشنيعة.

الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس تفسر ذلك قائلة: حتى يصل الإرهابي إلى تلك الدرجة من عدم الإنسانية فإنه يمر بمراحل منها تدمير أى علاقة أو صلة بينه وبين الآخر(بنى أهله ووطنه)، وتدمير العلاقة بينه وبين الآخر (المختلف معه فى الدين والثقافة واللغة)، والأهم تدمير الذات وتخليصها من أى مشاعر إنسانية.

وتتابع العيسوي فى تصريحاتها لـ”بوابة الأهرام”: تعكف تلك الجماعات الإرهابية التدميرية على اختبار تلك الشخصيات فى أصعب الاختبارات التى تؤهل هؤلاء الأشخاص للقتل والعنف دون شعور بالصدمة أو محاسبة النفس، ومنحهم شعورًا قويًا ونافذًا بأن ما يقومون به أمر جليل.

وتضيف: تلك الجماعات الإرهابية تتخذ من الأفكار التدميرية منهجًا لها، مشيرة إلى أن أى إرهابي ينتمي لـ”داعش” مثلًا، يعزلونه فى المناطق الصحراوية، فالخلوة تجردهم من الهوية، ونسيان ما يدعى بالأب والأم والأخ وحتى الزوجة والأبناء، مؤكدة على أن ذلك يشكل المرحلة الأولى التكوينية لأى إرهابي، ثم تأتى بعدها مرحلة التدريب القتالي، وتشويه الإنسان بداخله، وقتل براءته، فما كان يراه من قبل من مشاهد الدم عبر الفضائيات أو الإنترنت أصبح يعيشه ويجسده ويقوم به بنفسه، مع الضغط من قبل الجماعة الإرهابية على إشباعه بفكرة القضية والهدف السامي وأنه جزء لا يتجزأ من سلسلة لا بد من إكمالها، وتخليصه من الخوف من فكرة الموت، وأنه إذا مات فإنه سيدخل إلى الجنة من أوسع أبوابها ويتزوج بحور العين، مشيرة إلى أن هذا الشخص يصل إلى فكرة الانصياع الكامل وكأنه منوم مغناطيسًا.

وتشير العيسوي، إلى أن استخدام “داعش” للقتل بهذا العنف هو من أجل الترويج لهم واجتذاب أكبر قدر ممكن من الأفراد محبي العنف لينضموا لهم أو فتح الباب لانضمام أكبر قدر من المرضى النفسيين الذين لا يرضون سوى بمنظر الدماء والقتل والتعذيب، بالإضافة إلى أن هناك رسالة من وراء ذلك العنف وهو إرهاب كل من يشاهدهم ويفزع منهم.

وعن الإخراج الهوليودي، لتلك الحوادث الواقعة من قبل “داعش” خصوصًا فى حادثتي حرق معاذ الكساسبة وكذلك ذبح الأقباط المصريين، وما هى الرسالة النفسية من وراء ذلك، تقول إن هؤلاء يريدون استعراض قواهم ولديهم من تضخم الذات والغطرسة ما يجعلهم من وجهة نظرهم مكان الله فهم يحرقون الناس أحياء ويذبحونهم فى مشاهد عنيفة ومن الخلف ويضعون الرأس فوق الجسد بشكل يغير من خلقة الله للإنسان، ففي ذلك غطرسة كبيرة وتنم عن أن الامراض النفسية لهؤلاء فاقت الحدود، كما أنهم يريدون أن يوصلوا رسالة لمن معهم فى الجماعة بأن من كان مهمشًا فى مجتمعه وبلا فائدة فإنه أصبح بفضلهم مشهورًا والحكومات تخافه والشعوب تخشاه، مشيرة إلى أن تلك الفيديوهات محبوكة الصنع الهدف منها بث روح معنوية تدميرية لكل من يشاهدها ولاسيما من رجال الشرطة والجيش والقادة.

كان ملاحظًا على الفيديو الذي بثته داعش لذبحها للأقباط المصريين، ثبات الضحايا ورضوخهم وفسرت أستاذ الطب النفسي ذلك قائلة، ثبات الضحايا أمر غير طبيعي، والإنسان يدافع عن روحه، ويبدى عنفًا شديدًا عندما يقترب أحد لإزهاق روحه، وما حدث ليس له تفسير سوى أنهم قد أعطوهم مخدرًا شوش على وعيهم ولكنه ليس مخدرًا قويًا، لأنهم كانوا يقفون على أرجلهم.

لاحظنا أيضًا وجود امرأة من بين الإرهابيين الذين قاموا بتلك العملية الإرهابية البشعة، وشاركت معهم فى الذبح، وفسرت الدكتورة هبة العيسوي هذا الأمر قائلة، وما الضرر فى ذلك فالتوصيف النفسي لا يقتصر على الرجال فقط، بل أن هناك نساء مجرمات وعتاة فى الإجرام، ونأخذ مثالاً على ذلك تلك السيدة التى قامت بتعذيب ضباط الشرطة بقسم كرداسة وأسقتهم ماء نار.

أما عن المتلقين لتلك الفيديوهات والمقبلين على مشاهداتها حتى أن فيديوهات القتل لداعش الإرهابية حققت ملايين المشاهدات على موقع “اليوتيوب”، وماذا عن العامل النفسي لديهم حتى أن منهم من يشاهد الفيديو أكثر من مرة قالت العيسوي، إن جزءًا كبيرًا من هؤلاء لديهم قدر كبير من الشغف، أو أنه نوع من الوجاهة الاجتماعية لدى أشخاص آخرين، يثبتون أنهم على قدر كبير من الشجاعة، أو أن هناك من هم متعاطفون مع ما تقوم به داعش من قتل وحرق، لإيمانهم بنفس الفكرة.

من ناحية أخرى تابعت، هناك من يرفض مشاهدة تلك الفيديوهات لأنه يتحلى بقدر من العاطفة والحساسية ولا يريد أن يقتل داخله براءة كرهه للدم والعنف

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.