سارة نور تكتب عن ندوة للمهندس محمد سيف الدولة في الذكرى ال 21 لوفاة والده الدكتور عصمت سيف الدولة: 31 مارس 2017م

 

الأحد 2/4/2017 م …

سارة نور تكتب عن ندوة للمهندس محمد سيف الدولة في الذكرى ال 21 لوفاة والده الدكتور عصمت سيف الدولة: 31 مارس 2017م…

الأردن العربي –

* توفي المفكر القومي والمحامي المصري الشهير الدكتور عصمت سيف الدولة صاحب “نظرية الثورة العربية” في 31 مارس 1996 بعدما أثرى المكتبة العربية بمؤلفات عدة أبرزها “أسس الاشتراكية العربية” و “نظرية الثورة العربية” بأجزائها و”إعدام سجان” الذي روى فيه تجربه سجنه في عام 1972 و التي امتدت لعام ونصف.وكذلك كتابه “دفاعا عن الشعب” الذي أورد فيه مرافعته الكاملة عن متهمى انتفاضة الخبز في 1977 وكتابه (عن العروبة و الإسلام ) الذي حسم فيه الجدل الدائر بين تعارض الانتمائين القومي و الإسلامي.

===========================

قال محمد سيف الدولة الباحث في الشأن القومي، إن الوطن العربي فشل في حل مشكلاته المزمنة نتيجة استدعاء المناهج الغربية أو التاريخية، ومحاولة تطبيقها على الواقع العربي المغاير لها والذي تجاوزها لأن الظواهر الاجتماعية لا يمكن تكرارها.

وأضاف سيف الدولة خلال إحياء الذكرى الـ21 للمفكر القومي الراحل الدكتور عصمت سيف الدولة أن التحركات الاجتماعية متغيرة لذلك من الصعب تكرار التجربة أكثر من مرة، مشيرا إلى أن إعادة تجربة ثورة يناير مستحيل لأن أصبح هناك متغيرات أخرى تستوجب حلول مغايرة.

وأوضح سيف الدولة أن فشل المشروعات القومية الكبرى يرجع إلى عدم قراءة الواقع العربي بشكل منهجي علمي، ومن ثم تحديد مشكلاته بدقه وإيجاد حلول ملائمة له من خلال مكوناته الحضارية،لافتا إلى فشل المشاريع الماركسية و الليبرالية المستوردة من الخارج.

سيف الدولة قال إن والده المفكر القومي الراحل أثبت استحالة نجاح المشاريع المستوردة في حل أزمات الوطن العربي، إذ فند المنهج الماركسي الذي اهتم بصراع العمال و الفلاحين في مواجهة الرأسمالية لكنه لم يفهم التجزئة التي تعرض لها الوطن العربي ولم يعِ الإسلام كمحدد حضاري للأمة العربية، ولم يعترف بحرية الإنسان، أيضا اعتبر أن القضية الفلسطينية فرصة لتطوير الاقتصاد.

أما الليبرالية من وجهة نظر الدكتور عصمت سيف الدولة التي أطلق عليها “القانون الطبيعي” الذي يعتمد على الفردية ويتجاهل المجتمع فأن هذا القانون اعتبر تحقيق الانسان لاحتياجاته بحرية دون تدخلات سيؤدي في النهاية لصلاح المجتمع ككل لكن المفكر الراحل وجد أن تطبيقها في الواقع، أسفرعن طبقة رأسمالية تتحكم في الإعلام والاقتصاد و النظام السياسي.

لم تجد تكرار تجربة النهضة الأوروبية صدى في عقل المفكر القومي الراحل ، لأن هذه التجربة لها ظروفها المختلفة تماما عن الواقع العربي، بل ذهب سيف الدولة إلى خطأ وجهة النظر التي ترى في تكرار تجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حل للمعضلات العربية نتيجة لوجود مستجدات سياسية دائمة على الساحة العربية.

وانتقد سيف الدولة نموذج التيار الإسلامي الذي يريد دائما تكرار تجربة الهجرة والمدينة من خلال السيطرة على جزء محدد من الأرض ومن ثم الانطلاق نحو تحقيق مشروعه، لكن هذا لم يعد فعال الآن بسبب وجود التشكيل القومي الذي يعوق هذا المنهج.

إذن ما العمل لحل المعضلات العربية المزمنة بعد فشل المناهج السابقة؟ استخدم الدكتورعصمت سيف الدولة أدواته المنهجية في السبعينات لتحديد المشكلة بدقة ومن ثم إيجاد حلول لها، فوجد أن مصر جزء من الأمة العربية التي يشكل الإسلام وعاءها الحضاري باعتبار أن الأمة شعب استقر على أرض فترة طويلة من التاريخ وأنتج عليها حضارته المتميزة.

فانطلق المفكر الراحل من مفهوم الأمة في تحديد مشكلات الوطن العربي التي أجملها في التجزئة و الاستبداد والتبعية وطرح مواجهة هذه المشكلات من خلال دولة العرب الموحدة الاشتراكية الديمقراطية ظهر ذلك واضحا في كتابه نظرية الثورة العربية.

في هذا، يقول المهندس محمد سيف الدولة إن مصر من أقدر الدول العربية على تحرير نفسها من الاحتلال المباشر لكنها فقيرة لذلك فهي دائما تحت ضغوط مؤسسات الإقراض الدولية رغم وجودها في وطن عربي غني و العكس بالنسبة للكويت ، فهي دولة غنية اقتصاديا لكنها ضعيفة لذلك لجأت لأمريكا لتحريرها من العراق .

ويرى سيف الدولة أن فلسطين لن تحرر بالفلسطينين وحدهم، لكنها تحتاج إلى تكامل عربي في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية لأنها جزء من أمة وليست أمة قائمة بذاتها، مؤكدا أن والده وجد في الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد عن الشعب الفلسطيي كارثة ، لأن هذ يعني رفع الدول العربية أديدهم عن القضية الفلسطينية، ما سيجعل المنظمة تقبل بالاعتراف بالكيان الصهيوني و هذا ما حدث بالفعل في معاهدة أوسلو.

وعن إشكالية ارتباط التنمية بالاستبداد يؤكد سيف الدولة أن والده رفض تماما مقايضة حرية الإنسان المتمثلة في سعيه المتواصل لسد احتياجاته بالتنمية الاقتصادية، إذ كان يؤمن بأن الإنسان الحر قادر على فهم مشكلاته و إيجاد حلول لها بينما يمنع الاستبداد الانسان من هذا الحق و بالتالي لن يسد الناس احتياجاتهم.

يرى الباحث محمد سيف الدولة أن سبب عدم تحقيق ثورة يناير لأهدافها يعود إلى التخلي عن المشروع الثوري الرئيسي الممثل في تحرير مصر من التبعية لصندوق النقد الدولي والولايات المتحدة الأمريكية واتفاقية كامب ديفيد،على حد تعبيره.

أوضح سيف الدولة أن ثورة 25 يناير كانت على جزء محدد من النظام وليس النظام بأكمله ، ولم يكن هناك نظرية للثورة تفهم الواقع وتحدد المشكلات الحقيقية وتضع الحلول المناسبة، مشيرا إلى أن الثوار اعتبروا أن مبارك هو النظام وهذا لم يكن حقيقي، فالنظام هو الكتالوج الأمريكي لمصر .

بعد الثورة أصاب الجميع ما وصفه سيف الدولة بحمى الديمقراطية بعد عهد طويل من الاستبداد، بدأ الجميع يتسابق للحديث في الإعلام وتناسوا بناء حركة شعبية تدافع عن الثورة، مشيرا إلى أن الحديث حول التبعية لأمريكا وتعديل اتفاقية كامب ديفيد، كان من المحرمات بعد الثورة، على حد قوله.

المصدر:

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/1395355-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8021-%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84%D9%87–%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D8%B5%D9%85%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9بية

======================================

كتبوا عن عصمت سيف الدولة:

عبد الوهاب المسيرى

http://essmatseifeldawla.blogspot.com.eg/2016/03/blog-post_20.html

زكى نجيب محمود

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.