حمادة فراعنة : الأردن الكاسب الأول من انعقاد القمة على أراضيه وحقق بانعقادها ما يرتجيه

 

الإثنين 3/4/2017 م …

حمادة فراعنة : الأردن الكاسب الأول من انعقاد القمة على أراضيه وحقق بانعقادها ما يرتجيه …

الأردن العربي –

تنويه : نشير إلى فقرات من مقالة الكاتب الأردني الفلسطيني حمادة فراعنة حول القمة العربية ألـ 28 ، رغم وجود تحفظات عميقة لنا عليها شكلاً ومضمونا باعتبارها تمثل ( وجهة نظر ) أخرى مغايرة تماما لما رأيناه قبل وأثناء وبعد القمة ، وقد عبرت عن رأينا في ذلك مرتين مرة قبل انعقادها بأسابيع ومرة بعد إنعقادها ، ولكل من فضائيات ( هنا بغداد ) مرتين ولــ A N. B كما تتمثل وجهة نظري أيضا في الدراسة التي قدمها حزب البعث العربي التقدمي بعد اختتامها وفي البيان الذي أعلنه حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني ( وحدة ) عشية انعقادها .

لقد تجاوزنا عن نشر فقرات من المقالة ، لا نحتمل نشره لما يتضمن من شطط وعدم دقة في تقديرنا ، وأوردنا ما لا نتفق عليه ولكن يمكن وضعه ضمن أقواس ، أو ما نتفق حوله جزئيا أو كلياً دون أقواس .

محمد شريف الجيوسي

رئيس تحرير شبكة الأردن العربي

يقول حمادة فراعنة أن الأردن ( حقق جل ما يريده ، بعقد القمة على أرضه ، ونال ما كان يتطلع إليه ، وأنجز في الوقت ذاته أهدافه الوطنية والقومية ) باستضافتها ، وأنه كان الكاسب الأول منها . ومثنياً على ( إدارته البارعة، ورئاسته لها ) وأنه تفوق على نفسه وأثبت أن لديه إدارة راشدة وحكمة بالغة وأمناً مثيراً للاعتزاز، .. ولعل ذلك ينعكس على علاقاته الثنائية مع من يملكون الإمكانات المالية والقدرة على الوفاء بما لديهم من تغطية احتياجاته الضرورية الحيوية، لمواجهة ما نعانيه من عجز ومديونية وفقر وتدني في الخدمات.

وأضاف فراعنة أن الأردن إذا كان قد صمد بفعل قدراته الأمنية، و( التفاف القطاع الأوسع من شعبه حول نظامه السياسي في وجه أكبر عوامل عنف واضطراب محيطة به )، على نحو ما عصفت بسوريا وليبيا واليمن والعراق ومن قبلهم بالصومال ، فإن هذه الحصيلة لا تعني أن يبقى ذلك يومياً، ومستمراً مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية التي تواجه الأردنيين .

واعتبر فراعنة أن (نجاح الأردن في مواجهة قوى التطرف السياسي الإسلامي على مختلف توجهاتها،وتقديمه نقيضاً لذلك، بدعوات التوصل إلى حلول سياسية للصراعات البينية القائمة انعكس ذلك على بيان القمة بضرورة إنهاء العنف والصراع الدموي في سورية والعراق واليمن وليبيا ) ، مستفيداً من ( فشل ) الأطراف جميعها في تحقيق مأربها السياسية عبر الخيار المسلح الذي خلق القتل والدمار والخراب .

وتابع فراعنة : لقد قدم الرئيس اللبناني نموذجاً ( للفهم الأردني ) عبر خطابه أمام القمة ، اعتماداً على خلاصة التجربة اللبنانية المريرة، مفاده أن لا منتصر ولا مهزوم ، وأن القادة العرب هم الذين يتحملون مسؤولية ما جرى ، وأن الحلول يجب أن تكون عربية وليست مستوردة من الأخرين، .. حيث نشهد نتيجة نتائج التدخل الأميركي الأوروبي بالخسائر الفادحة التي دمرت العرب وقدراتهم وجعلت أراضيهم وأمنهم مستباحاً للعدو الإسرائيلي الذي مازال يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية ، وتطاول على أمن أكثر من بلد عربي من شمال إفريقيا حتى بلدان الخليج العربي ، كما تفعل بشكل أو بأخر كل من تركيا (وإيران ) وأثيوبيا وفق تطلعاتها التوسعية على حساب العرب ومصالحهم .

وأشار فراعنة إلى أنه لا أحد في الأردن يتوهم أن ما أداه ورغب به البلد سيكون هو الأعلى فهماً والأعمق إنجازاً، نظراً لتوفر ثلاثة عوامل خارجة عن إرادته ، أولها أن قوى التطرف مازالت موجودة وفاعلة وقابلة للتسلل وتعميم أذاها وتفجيراتها وانتقال خلاياها ما بين هذا البلد أو ذاك ، وثانيها أن قوى ودولاً معادية لن تتوقف عن مؤامراتها ومخططاتها في مواصلة تدمير العرب ووحدتهم وأمنهم ، وثالثها توفر فهم الحل الأمني في عقلية أصحاب القرار ومؤسساته لدى أغلبية أطراف النظام العربي ،

لقد فشل النظام العربي طوال عشرات السنين في معالجة أزمات ومشاكل كادت تكون مستعصية وغدت جزءاً من الأمراض الكامنة بين مساماته ، فقد فشل في ردع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وإستعادة الشعب العربي الفلسطيني حقوقه المشروعة على أرضه ، وفشل في معالجة قضية الصحراء بين المغرب والجزائر ، والإخفاق في وضع حلول للصراع في الصومال ، وعدم التوصل إلى تفاهمات وعلاقات حسن الجوار مع ثلاثة بلدان وقوميات كبيرة محيطة به هي (تركيا) وإيران و( أثيوبيا) ، تصطدم مصالحها مع المصالح العربية وتؤثر فينا وعلينا ، مثلما فشل في تعميم فائدة الثروة النفطية الخليجية ، .. ليس فقط تقديم المساعدات المالية لبعض البلدان العربية كما تفعل نسبياً ، ولكنها لم تعط الأولوية للمواطن العربي ، لمواطني بلدان الفقر العربي ، الأولوية في العمل في أسواق بلدان الخليج ، فالعمالة الأسيوية مع الأسف لها الأولوية في العمل على حساب العرب لدى الشركات والمؤسسات الخليجية ، كما أن استثماراتها المالية في بلدان أوروبا وأميركا لها الأولوية على حساب استثماراتها في البلدان العربية وهي بالقروش مقارنة بالمليارات في خزائن البنوك الأميركية والأوروبية .

ولهذا لا نتوهم أننا سنفعل ما لا نستطيع فعله ، لأننا لسنا في موقع صنع القرار العربي ..

وأورد فراعنة لقاءات ثنائية وثلاثية تمت على هامش القمة اعتبرها إيجابية ، ومشيراً الى تحفظات عميقة أردنية ومصرية على أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، معتبراً أن فلسطين كانت حاضرة وأخذت مكانتها التي تستحق ، و( رد لها الاعتبار والأولوية نظراً لعدم وجود من يعترض ذلك ، بل ويُثني على هذا الخيار ) ، لأنه خيار لبناني أردني مصري وحتى سوري وإن غابت عن الحضور ، فالتطرف الإسرائيلي وعقلية قيادة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي لم تتردد في نسف كل الرهانات العربية على التوصل إلى أي تسوية ، وهو ما سوف يحصل حتى في ظل إدارة ترامب المتطرفة في انحيازاتها لليمين المتطرف الذي يقود المشروع الاستعماري الإسرائيلي وتتحكم في إدارته وسياساته العنصرية التوسعية ووصف الأبارتايد الذي وصفه تقرير الاوسكوا والذي كتبه اليهودي جنوب إفريقي ريتشارد فولك ، وهو مع الأسف لم يتطرق له بيان القمة العربية ، الذي كان من المفترض أن يستضيف وأن يكافئ ريما خلف معنوياً بدعوتها وحضورها وفريقها كشاهد أمام العالم في القمة العربية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.