اليهود في وثيقة حماس.. لماذا أصبحوا خارج دائرة الأعداء؟
الثلاثاء 4/4/2017 م …
اليهود في وثيقة حماس.. لماذا أصبحوا خارج دائرة الأعداء؟ …
الأردن العربي – صلاح سكيك …
وفق ما تم نشره، من خلال قناة الميادين الفضائية، عن وثيقة حركة حماس، وبحسب تسريبات ظهرت مؤخرًا، فإن حماس ستفرق بين اليهود، كأهل كتاب، واليهودية كديانة من ناحية، وبين الاحتلال ومشروع الحركة “الصهيونية”، من جهة أخرى، وترى أن الصراع فقط مع الأخيرة.
وقالت الوثيقة المسربة، إن حماس لا تخوض صراعًا ضد اليهود لكونهم يهودًا، وإنما تخوض صراعًا ضد الإسرائيليين المحتلين، وستواجه حماس كل من يحاول أن يعتدي على الشعب الفلسطيني أو يغتصب حقوقه أو يحتل أرضه، بصرف النظر عن دينه أو قوميته أو هويته.
وأوضحت الحركة من خلال الوثيقة المسربة، أن اضطهاد أي إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي وديني أو طائفي،
غير وارد في مبادئها، وترى أن المشكلة اليهودية و”العداء للسامية” واضطهاد اليهود ظاهرة ارتبطت أساسًا بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم، على حد تعبيرها.
الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أكد أن التفريق بين “الصهيونية” كحركة عالمية سياسية، واليهودية كديانة، واضح وصريح، وحماس أرادت أن تقول إن الصراع في فلسطين لن يخرج منها.
وأضاف حرب، لـ “دنيا الوطن”، أن حماس أكدت من خلال بند اليهود، أنها “نضجت” سياسيًا، فهي لا تعادي العالم، بل نهجها واضح، وهو أن الاحتلال هو الاحتلال، وأن المراجعات السياسية مطلوبة في هذا التوقيت.
اليهود ليسوا كلهم أعداءً
وأشار إلى أن التحول الحمساوي هو نوعي وإيجابي، ويُعرف “الأعداء”، أكثر من أي وقت مضى، فعندما تتحدث عن الصراع مع اليهود، فهناك يهود فلسطينيون وسامريون داخل الأراضي المحتلة، وبالتالي تخصيص الأمر هو الأفضل.
وأوضح حرب أن يهود العالم سينظرون إلى الأمر بشكل إيجابي، لموقف حماس، لكن دون إظهار التفاؤل بشكل كبير، أو تضخيم الأمور فلسطينيًا، لأن هناك معايير معينة من أجل الوصول إلى المجتمع الدولي.
أما الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، فقال: إن حماس منذ زمن بعيد تُفرق بين المحتل وبين اليهود، وزعيم الحركة الشهيد أحمد ياسين، كان يقول: “لسنا في عداء مع اليهود كيهود، وإنما على عداء مع الاحتلال”.
حرب سياسية
وأوضح الصواف لـ “دنيا الوطن”، أن الشعارات التي كانت تكتب وتردد في السابق ليست موقفاً رسمياً من الحركة، فهي ليست من مبادئ حماس، فلو الحركة عادت اليهود فلربما تفعل ذات الأمر مع المسيحيين، وبالتالي معادة العالم كله، وهذا الأمر ليس وارداً على الإطلاق في ثوابتها.
وأضاف أن اليهود في العالم ليسوا جهلاء، فهم يعلمون موقف حماس منذ زمن، والحركة لم تفعل ذلك إرضاء لليهود أو الغرب، وإنما إعادة تأكيد أنها لا تقاتل اليهود وإنما المحتلين فقط.
بدوره، الخبير في الحركات الإسلامية، خالد صافي، أكد أن حركة حماس، بتفريقها بين اليهودية و”الصهيونية”، له دلالة كبيرة، وإظهار أنه لا حرب عقائدية، ولا دينية، مع الاحتلال، وإنما الحرب سياسية، مع محتل جاثم على الأرض الفلسطينية.
شعارات قديمة انتهت
وأضاف صافي لـ “دنيا الوطن”، أن حماس أرادت إرسال رسالة بأن المعركة مع المحتل داخل فلسطين فقط، ولا يمكن نقلها خارج حدود البلاد، فاليهود في الخارج لا علاقة لهم بالاستيطان واحتلال الأرض، لافتًا إلى أن حماس قصدت أن إنهاء الاحتلال يعني بأنه لا يوجد صراع عندئذ.
وبيّن أنه في بداية حركة حماس، كانت ترفع شعارات “الموت لليهود”، و”قتل اليهود عبادة نتقرب بها إلى الله”، لكن الآن هناك تغيير في العقلية الحمساوية، وهذه المراجعات تعكس تطور الفكر السياسي للحركة.
وذكر صافي، أن الميثاق التأسيسي للحركة كان متناسباً مع حماس كحركة مقاومة، لكن الآن ستظهر بخطاب سياسي أكثر اعتدالًا، بعيدًا عن الرؤية العقائدية التي كانت سائدة.
التعليقات مغلقة.