تفاصيل لقاء القمة بين الملك والرئيس الأمريكي

 

الخميس 6/4/2017 م …

تفاصيل لقاء القمة بين الملك والرئيس الأمريكي

الأردن العربي – عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، في البيت الأبيض، لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ركز على الأزمات التي تشهدها المنطقة، وجهود تحقيق السلام، ومحاربة التطرف والإرهاب.

القمة التي سبقها لقاء جمع جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله مع الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى ميلانيا ترمب في المكتب البيضاوي، تناولت علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار الدور المحوري المهم الذي تقوم به المملكة في المنطقة.

وتبع لقاء القمة الذي عقده الزعيمان، مؤتمرا صحفيا مشتركا لجلالة الملك والرئيس الأمريكي، بحضور جلالة الملكة والسيدة الأولى.

وردا على سؤال حول استضافة الأردن للاجئين السوريين، قال جلالة الملك ‘أعتقد أن معظم اللاجئين إن لم يكن جميعهم يريدون العودة إلى سوريا، وما نعمل من أجله بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هو أن نمنح اللاجئين الاستقرار خلال وجودهم في بلدنا، وأن نعطيهم الأدوات، بالتوازي مع عملنا للتوصل إلى حلول للأزمة السورية، لنستطيع أن نؤمن عودتهم بحيث يكون لهم أثر اقتصادي إيجابي على بلدهم’.

وأضاف جلالته ‘مرة أخرى، الرئيس والأوروبيون كانوا داعمين للمجتمعات المستضيفة للاجئين، ويوجد عبء هائل على بلدنا، لكن هناك أيضا تقدير كبير للولايات المتحدة والدول الغربية الذين ساعدونا على التعامل مع هذه العبء’.

وردا على سؤال حول كيف ممكن أن تساعد مخرجات القمة العربية الولايات المتحدة في سياستها لدفع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال جلالته ‘إن مبادرة السلام العربية جاءت بحل لا لبس فيه يقدم السلام للإسرائيليين، ويجعلهم يشعرون بأنهم مقبولون في المنطقة’.

وتابع جلالته قائلا ‘ومن أجل أن نتمكن من دعم جهود الرئيس لجمع الطرفين معا، أود أن أذكر بأنه منذ البداية كان هناك انخراط من قبل الرئيس ترمب وفريقه مع الفلسطينيين والإسرائيليين، إنه الصراع المركزي في المنطقة، والرئيس يعلم ذلك جيدا، وهو يعمل مع فريقه بهذا الخصوص، ومهمتنا أن نعمل بشكل مكثف، فالعرب مستعدون لعمل ما يستطيعون لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين معا’.

وردا على سؤال عن سبب تفاؤل جلالة الملك بأن الرئيس ترمب سينجح في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث فشل الكثيرون، قال جلالته ‘إن ما لاحظته هو الانخراط المبكر للرئيس ترمب وفريقه مع جميع الأطراف في المنطقة، بخصوص التحديات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولقد كان لي الشرف أن التقيت الرئيس وفريقه في شهر كانون الثاني من هذا العام وناقشنا ذلك، والرئيس ترمب يدرك حجم الخلافات والتحديات، وأعتقد أن لديه الشجاعة والتفاني للقيام بذلك’.

وأضاف جلالته ‘تقع علينا جميعا مسؤولية المساعدة في الدفع لنصل الى خط النهاية. وفريق الإدارة الأمريكية كان متواجدا في المنطقة للتشاور مع جميع الشركاء، ومسؤوليتنا أن نجعل الفلسطينيين والإسرائيليين يمضون معا، وأن نسهل عمل الرئيس وندعمه ليتمكن من إزالة العوائق بينهما’.

وتابع جلالة الملك قائلا ‘إن الرئيس ترمب يدرك أنه إذا لم يتم حل المشكلة، فكيف سنتمكن من تحقيق النصر في الحرب العالمية ضد الإرهاب، والتي هي أولويته الأولى، ولذلك هذه هي القضية الرئيسية التي يدركها الرئيس، وأعتقد أنه لديه العزم، وهو يحظى بدعمي الكامل بخصوص ذلك ودعم دول كثيرة في المنطقة’.

وفي رده على سؤال عن مستقبل الحرب على الإرهاب بعد الرقة، قال جلالته ‘لقد شهدنا مكاسب كبيرة على الأرض في الرقة والموصل، وقد أشار الرئيس إلى صعوبة أن نحدد أوقاتا، فمن الصعب التكهن بذلك في ساحة القتال، فهذا الأمر يتطلب المرونة، ولكنني أعتقد أن النصر يتحقق في الميدان، ولذلك فإن الإرهابيين في حركة دائمة في العراق وسوريا ، وعلينا أن نكون متأكدين من أن خططنا تواكب تحركاتهم التي تتعدى حدود منطقتنا وأماكن أخرى’.

وأضاف جلالته ‘بحثت مع الإدارة الأمريكية النهج الشمولي لمحاربة الإرهابيين أينما كانوا، وأعتقد أن التوصل إلى فهم بأن الإرهابيين لا يحترمون الحدود ولا الأديان ولا الشعوب، يتطلب منا أن نحاربهم ضمن نهج شمولي، وهو ما تحدثت عنه مرارا’.

وقال جلالته ‘أنا بغاية السرور أن الرئيس وإدارته يدركون كيف نتعامل مع هذا الخطر على الساحة العالمية، وأعتقد أنكم تشهدون تحركا في الاتجاه الصحيح، لأن هناك رؤية واضحة بهذا الخصوص، ومباحثاتي مع وزير الدفاع ووزير الخارجية الأمريكيين ستمكننا من أن نقرر كيف نتكيف مع واقع المنطقة ضمن رؤية تتوافق مع الدبلوماسية العالمية’.

وفي رد الرئيس الأمريكي على سؤال حول الهجوم الكيماوي في سوريا، قال ‘كان لدى إدارة أوباما فرصة كبيرة لحل هذه الأزمة ولفترة زمنية طويلة، تم تفويتها عندما تم وضع خطوط حمراء وتم تجاوزها، وهو ما أثر سلبيا علينا ليس فقط في سوريا بل في مناطق أخرى من العالم، لأنه كان تهديدا فارغا، وأعتقد أن تلك فترة ليست من اللحظات الجيدة في تاريخ بلدنا، وقد لمست أثر ذلك بكل وضوح’.

وأضاف ‘المسؤولية تقع علي الآن، وسوف أتحمل هذه المسؤولية وأقوم بها بكل اعتزاز. لقد تم إضاعة فرصة مهمة للغاية سابقا. وسوف التقي الرئيس الصيني قريبا في فلوريدا، وستكون هناك مسؤولية أخرى علي تحملها وتتمثل في الموقف من كوريا الشمالية، لدينا مشكلة كبيرة في هذا الشأن، وهناك من يتصرف بشكل خاطئ. ولكن دعيني أقول لك بأن هذه المسؤولية كان يمكن أن تكون أقل وطأة لو تم معالجتها قبل سنين خلت’. واعتبر الرئيس ترمب أن الهجوم الكيماوي ‘يتجاوز الكثير من الخطوط بالنسبة لي. فعندما يقتل أطفال أبرياء، وأطفال رضع في منتهى البراءة بواسطة غاز مميت، وقد صدم الناس بنوع الغاز المستخدم، فإن هذا الأمر يتجاوز العديد من الخطوط، التي تتجاوز الخطوط الحمراء!’.

وتابع ‘أنظر إلى نفسي كشخص مرن جداً. ولست من النوع الذي يتمسك بأسلوب واحد جامد في ظل ما يستجد من تغيرات. إنني أتقبل التغيير، فالهجوم الذي وقع على الأطفال أمس ترك أثرا كبيرا جدا علي، لقد كان أمرا فظيعا للغاية، لقد شاهدته وتابعته عن كثب وهو حادث في غاية السوء’.

وأكد في معرض إجابته ‘أنه من المحتمل أن يتغير موقفي، بل إنه تغير كثيرا فعلاً إزاء سوريا ونظام الأسد. وإذا نظرت إلى الأسابيع الماضية ستلاحظ بأنه كان هناك عدة هجمات استخدمت الغاز، ولكنك الآن تتحدث عن هجوم على مستوى آخر. وإنني أتمنى لو أنه لم يكن علي التواجد في الشرق الأوسط، أو أن أرى مثل هذه الأزمة. ولكن بمجرد أن اندلعت هذه الأزمة تعاملنا معها بالشكل الخاطئ، وولدت داعش بسبب الفراغ وتوالت الأمور السيئة. وما حدث بالأمس أمر غير مقبول بالنسبة لي’.

وقال الرئيس ترمب ‘لا أحب أن أعلن أين سأتوجه وماذا سأفعل. لقد تابعت الإدارات السابقة وهي تعلن عن مواعيد وتواريخ شن الهجوم. وأنت يا جلالة الملك بكونك رجلا عسكريا، قد تتساءل لماذا يعلنون عن مثل هكذا تفاصيل. وقد تابعت معركة الموصل حيث أعلنت الإدارة السابقة بأنها ستشن هجوما خلال أربعة أشهر، وقلت لنفسي لماذا يعلنون ذلك؟ ومن ثم مر شهر وأعلنت الإدارة مجددا بأنها سوف تشن هجوما خلال ثلاثة أشهر، ومن ثم خلال شهرين، ثم قبل أسبوع واحد، وتساءلت لماذا يعلنون ذلك. وكما تعلمون تبين أن معركة الموصل أصعب من جميع التوقعات، وخسرنا الكثير من الضحايا في تلك المعركة، إنني لا أعلن هنا عن أي إجراءات يمكن أن يتم اتخاذها’.

وتابع ‘أود القول إن العالم يواجه اليوم حالة فوضى، لقد ورثت هذه الفوضى سواء في الشرق الأوسط أم في كوريا الشمالية أم في الولايات المتحدة، فهناك العديد من الأمور السيئة ومنها اتفاقات تجارية سيئة، لقد ورثت هذه الفوضى وسوف نعمل على إصلاحها، سوف نصلحها’.

وقال الرئيس ترمب، في معرض رده على سؤال حول إيران، ‘إن الاتفاق الذي أبرم مع إيران هو أسوء اتفاق شهدته في حياتي، كان الأجدر أن لا يبرم أبدا، وهي اتفاقية بمنظور واحد وليست في مصلحة الولايات المتحدة، وبصراحة فإنها ضد غالبية دول الشرق الأوسط. سأقوم بكل ما يتوجب عليّ القيام به. هناك اتفاق، لكن هناك من يشير إلى أنه لم يأخذ مجراه الصحيح من حيث القنوات والخطوات الضرورية لإعطائه الصفة النهائية، فهو لم يحظ بالتصويت عليه في الكونغرس ولم يحظ بإجراءات التصديق الفعلية، ولذلك يتوجب علي القيام بكل ما أستطيع فعله فيما يخص هذا الاتفاق’.

وحول محاربة الإرهاب، قال الرئيس الأمريكي ‘الولايات المتحدة سوف تعمل مع جميع الأطراف التي من الممكن والمناسب العمل معها للقضاء بشكل نهائي على داعش، وغيرها من الجماعات الإرهابية. فداعش تمثل إحدى هذه الجماعات، وقد تشكلت غيرها، وبصراحة فإن هذه الجماعات منتشرة في كل مكان. وسوف نقوم بكل ما يتوجب علينا القيام به للقضاء على الإرهاب’.

وفي رده على سؤال حول الميليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا، قال الرئيس ترمب ‘ سوف نوجه رسالة لهم وسوف ترونها’.

وكان جلالة الملك أعرب خلال المباحثات الثنائية والموسعة التي سبقت المؤتمر الصحفي، عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والعسكرية والتنموية.

المباحثات، التي حضرها كبار المسؤولين في البلدين، تناولت الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام، عبر إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وأكد جلالته ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس، وعدم المساس به لما سيكون له انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة.

كما جرى بحث تداعيات أزمة اللجوء السوري على المملكة، وما سببته من ضغوطات على اقتصادها ومواردها المحدودة، ما يتطلب حث المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الدول المستضيفة وفي مقدمتها الأردن. وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

كما حضرها عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية، ووزير التجارة، وكبير مساعدي الرئيس الأمريكي رئيس موظفي البيت الأبيض، ومستشار الأمن القومي، وعدد من كبار المسؤولين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أقام مأدبة غداء على شرف جلالة الملك عبدالله الثاني والوفد المرافق.

ولدى وصول جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله، البيت الأبيض، كان في استقبالهما الرئيس ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب، فيما اصطف حرس الشرف العسكري الأمريكي لتحية جلالتيهما.

ودون جلالتاهما كلمة في سجل كبار الزوار.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.