من خلف الكواليس: كيف تعقد التجارة بين إسرائيل ودول الخليج؟

 

الثلاثاء 18/4/2017 م …

من خلف الكواليس: كيف تعقد التجارة بين إسرائيل ودول الخليج؟ …

الأردن العربي – مقابلة خاصة مع مدير عام لشركة إسرائيلية – عربية لديه علاقات تجارية مع الدول العربية.. الصعوبات، الأفضليات، والأسرار

يلقي غطاء ثقيل من السرية بظلاله على العلاقات التجارية بين شركات إسرائيلية وشركات عربية، وهناك سبب جيد لذلك. رغم أن الحديث يدور عن علاقات تجارية فقط، إلا أن الشك تجاه الإسرائيليين كبير. تحدث مدير عامّ شركة عرب ماركت (Arab Markets)، السيد إليران ملول، مع صحفية في موقع “المصدر” كاشفا عن نشاط شركته الواسع، الذي ينجح غالبا بفضل السرية تحديدًا.

يرتكز نشاط ملول في التجارة مع شركات مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر. وفق أقواله، تُعقد التجارة مع الدول العربيّة تحت غطاء ثقيل من السرية، حتى أن دولة إسرائيل ليست لديها معطيات دقيقة حول حجمها.

ما هي مجالات التجارة بين الإسرائيليين والعرب؟ وفق أقوال ملول، تُجرى التجارة في مجال التكنولوجيا والمواد الصناعية الخام، إضافة إلى مجالات سرية أخرى. لم يكن هذا السؤال هو الوحيد الذي حظي بإجابة قصيرة. فلم يحظَ أيضا السؤال كيف بدأت أعماله التجارية مع العالَم العربي بإجابة موسعة، بل تضمنت العبارة عن طريق تناقل “الأخبار بين الأشخاص”.

أية دولة عربية هي الأفضل لإسرائيل لإجراء علاقات تجارية؟

لمزيد الدهشة، فإن العرب هم الذين يتوجهون ويبادرون أكثر. بالمُقابل، يتغلب الخوف على حب الاستطلاع لدى الإسرائيليين. بما أن ملول يعمل في هذا المجال منذ ثماني سنوات، يتعرض في أحيان كثيرة إلى صعوبة في عقد صفقات بسبب الشكوك طويلة السنوات بين الإسرائيليين والعرب. “فمن جهة، هناك شركات إسرائيلية منتجاتها ملائمة للبيع في الدول العربية، ولكنها ليست مستعدة لإرسال عمالها إلى هذه الدول، ومن جهة أخرى، هناك شركات إسرائيلية نجحت “بالتمتع” بالتجارة مع العالَم العربي، وباتت ترغب في عقد المزيد من الصفقات معه”.

وبشكل شخصي، يشير ملول إلى الدولة ذات الاحتمال المرتفع للمبادرين الإسرائيليين وفق اعتقاده. “تشكل السعودية سوقا قويا جدا. يعتبر سوقها صعبا في الواقع، ولكنه السوق الأهم في الخليج، ولديها احتمال مرتفع من حيث حجم التجارة مع الإسرائيليين”.

“هناك سبب منعكم من أن تسمعوا عن شركتنا حتى يومنا هذا”

تؤثر الأحداث الدبلوماسية والأزمات السياسية في نشاطات المجتمَع، ولكن وفق أقوال الخبير ملول فإن “هذا يؤثر بشكل أساسيّ في الصفقات الجديدة، لكنها لا تؤثر في الصفقات الجارية”. يضيف ملول موضحا أنه رغم عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، فإن حجم نشاط شركته آخذ بالازدياد سنويا فحسب. “نتابع عملنا التجاري أثناء الأزمات أيضا. فمنذ البداية نعرف أننا نعمل في مجال معقّد وحساس لذلك نحن مستعدون لكل السيناريوهات”.

يحافظ ملول جدا على خصوصية زبائنه طيلة المحادثة وعلى عدم الكشف عن تفاصيل قد تعرضهم للخطر. منحت له هذه السرية شهرة جيدة في الدول العربيّة. هناك حالات كان في وسعنا توفير مبالغ مالية تصل إلى عشرات تكاليف الإنتاج على مصنع عربي باستخدام التكنولوجية الإسرائيلية، ولكن رجل الأعمال العربي يتساءل”ما الفائدة من توفير أربعة ملايين دولار، إذا بدأ الزبائن بمقاطعة منتجاتي والتشهير بسمعتي بعد صفقة كهذه”. إحدى المهام الخاصة بشركتنا “عرب ماركت” هي ضمان السرية حول عقد الصفقة. “هذا هو السبب أنكم لم تسمعوا عن شركتنا حتى يومنا هذا”.

الأفضلية الإسرائيلية

نجح أحد مشاريع ملول في الخليج في السنة الماضية بعد أن اختار زبون من الخليج اقتراحه رافضا اقتراحات أوروبية أخرى، رغم أنه كان يعرف أن ملول وشركته إسرائيليين. “كل من يعمل في مجال التجارة في يومنا هذا في الدول العربيّة، ظاهريًّا لديه المزيد من الأسباب لاختيار عدم التجارة مع إسرائيل، ولكن هذا صحيح حتى تظهر الحاجة إلى أفضلية التفوق التكنولوجي والتوفير الاقتصادي”.

ولكن هناك أفضلية أخرى لدى الإسرائيليين مقارنة بالأوروبيين، وهي القرب الجغرافي بين إسرائيل ودول الخليج. “تصل البضاعة التي تخرج من إسرائيل خلال عشرة أيام تقريبا إلى كل مكان في الشرق الأوسط. بالمقابل، إذا اشترت إحدى الدول العربية بضاعة من أوروبا فإن وصول البضاعة إليها قد يستغرق شهرا حتى شهر ونصف.

خفض مستوى التجارة أثناء رمضان، وعدم خوف ملول من اتفاقية سلام

عندما يتحدث ملول عن شركائه التجاريين في الدول العربيّة هناك شعور واضح من التقدير والاحترام لهم. “نحترم شركاءنا جدا، ونعمل كل ما في وسعنا من أجلهم. فنحن نبذل قصارى جهودنا لتلبية طلبات الشركات العربية”. يؤثر العمل مع شركاء مسلمين في دوام عملي أيضا بصفتي رجل أعمال يهودي. يوضح ملول أنه “من يعمل أقل أثناء شهر رمضان” كشركائه المسلمين.

أثناء المقابلة سألته إذا كانت اتفاقيات السلام المستقبلية بين إسرائيل والدول العربية ستلغي الحاجة إلى خدمات شركته. كانت إجابته قصيرة وهادفة. “لسنا بحاجة إلى اتفاقية سلام للعمل، ولكنها لن تؤثر في مصالحنا التجارية بل على العكس. سنواصل نشاطنا على أي حال، حتى وإن أغلِقت غدا المعابر الحدودية”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.