لماذا لا يدين ترامب هجوم الإرهابيين بحق أطفال كفريا والفوعة ؟

 

الثلاثاء 18/4/2017 م …

لماذا لا يدين ترامب هجوم الإرهابيين بحق أطفال كفريا والفوعة ؟ …

الأردن العربي – عبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال نشره صحيفة «انديبيندنت» البريطانية عن أسفه إزاء مقتل العشرات من الأطفال في سورية في نهاية هذا الأسبوع. وتساءل قائلاً: « أين حزن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء أطفال كفريا والفوعة؟.. وأين هي عمليات الشجب والاستنكار من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة؟ يجب على الغرب أن يتفاعل مع الغضب المتساوي عندما يكون الشيعة هم ضحايا الإرهاب. أم إننا لا نهتم فقط؟

وقال فيسك: ما كل هذا النفاق! إن بعض القتلى من الأطفال السوريين يشكلون أهمية، في حين أن البعض الآخر، فأمرهم لا يهم. عندما قتل أطفال في بلدة خان شيخون، ثارت موجة كبيرة من الاستياء لدى قادتنا، لكن الأطفال والرضع الذين سقطوا قتلى في نهاية هذا الأسبوع جراء هجوم انتحاري لم يُقابل سوى بالصمت من قبل أولئك الذين يدعون حماية قيمنا الأخلاقية. لماذا كل هذا النفاق؟

وأشار فيسك إلى أنه عندما أدى هجوم بالغاز في سورية إلى مقتل أكثر من 70 مدنياً في الرابع من نيسان، بمن فيهم الأطفال، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن هجوم بصواريخ توماهوك على مطار الشعيرات العسكري في سورية، وقد أشادت أميركا، وكذلك وسائل الإعلام بالهجوم، ووصف ترامب (الرئيس) بشار الأسد «بالشر».

ولفت فيسك إلى أن الاتحاد الأوروبي بدوره أدان «النظام» السوري، ووصفت داونينج ستريت (الحكومة البريطانية) الهجوم بـ«الوحشي»، وطالبت بضرورة إسقاط نظام الرئيس الأسد، الأمر الذي دعا إليه كذلك كافة زعماء الغرب.

وقال: «لكن الهجوم الانتحاري الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي في الراشدين في حلب واستهدف الحافلات التي تقل أهالي كفريا والفوعة، والذي تسبب بمقتل نحو 126 سورياً بينهم أكثر من 80 طفلاً، وعلى الرغم من أن عدد القتلى كان أكبر بكثير، إلا أن ترامب لم يعبر عن حزنه، ولم تطلق البحرية الأميركية حتى رصاصة رمزية إزاء ما جرى، في حين وجه الاتحاد الأوروبي اللوم إلى جميع الفصائل ورفض توجيه أية إدانة أو استنكار»، لافتا إلى أن كل صفات «البربرية» التي وصفتها داونينج ستريت قد اختنقت إزاء ما جرى بحق أطفال كفريا والفوعة.

وتابع فيسك قوله: «كيف لا يشعر هؤلاء بالعار؟ ما هذا الوجه المكشوف الذي يظهرونه؟ وما مدى الفظاعة التي من شأنها أن تجعل الرحمة تجف في عروقنا، ألا تستحق المجزرة الأخيرة التي وقعت بحق الأطفال الأبرياء نفس الكم من الدموع والغضب، كما حدث في المذبحة الأولى».

ومضى فيسك قائلاً: «في الحقيقة ما جرى لا يستحق ذرف الدموع! فبالنسبة للضحايا الذين سقطوا، ومعظمهم من المدنيين، والذين قتلوا للتو في ريف حلب، هم من المسلمين الشيعة من سكان قريتي كفريا والفوعة، ويبدو أن من الواضح أن قاتلهم من جبهة النصرة أو إحدى الجماعات «المتمردة» السنية التي تم تسليحها من قبل الغرب، أو ربما من تنظيم داعش بحد ذاتها، وبالتالي فإن ما جرى لا يستحق حزننا».

ولفت فيسك إلى أنه «حتى أن ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» المناهض (للرئيس) الأسد، الذي لا وجود له تقريباً، أدان الهجوم ووصفه بأنه عمل «إرهابي».

وقال: «لقد شاهدنا تلك المقاطع السينمائية، التي كانت تجسد روح الأمومة التي تتمتع بها إيفانكا، وكيف أن دموعها على قتلى الهجوم الكيمائي في خان شيخون هي ما دفعت ترامب إلى شن تلك الهجمات، أين ذهبت دموع إيفانكا أمام الضحايا من الأطفال الشيعة، الذين من المفترض أنهم متساوون في الإنسانية، أم إن الإنسانية اختيارية بالنسبة لكم».

وتساءل فيسك: أين هي الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي وصفت الهجوم الكيمائي آنذاك بـ«العمل الفظيع»، وقد أصرت على أنها كانت تتحدث «أولاً وقبل كل شيء كأم».. ماذا حدث لكافة مشاعر الأمهات، وماذا حدث لمشاعر إيفانكا، ومشاعر موغريني إزاء صور المجزرة التي حصلت بحق أطفال كفريا والفوعة والذين تم وضع جثثهم في أكياس بلاستيكية سوداء؟ لم كل هذا الصمت؟!

وقال: «ليس ثمة شك في القسوة الصارخة والمتعمدة والقاسية في الهجوم الذي وقع يوم السبت، حيث اقترب الانتحاري بسيارته المفخخة من حافلات المدنيين من سكان كفريا والفوعة والذين يعانون حصاراً من قبل المتمردين السنّة. ، والذين كانوا متجهين نحو غرب حلب في إطار الاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومة السورية وخصومها من المتمردين. وأضاف: إن «الأطفال الصغار الجميلين»، حسب وصف ترامب لضحايا الهجوم بالغاز في خان شيخون قد أثار غضبه، خلافاً للهجوم الذي استهدف أطفال كفريا والفوعة. لماذا؟ لأنهم كانوا من الشيعة؟ ولأن الجناة مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالغرب!

وتابع فيسك قوله: إن الغرب يريد إلقاء اللوم على (الرئيس) الأسد الذي «يشتبه» بقيامه بتنفيذ الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» لا أحد يشكك في وحشية النظام، ولا بممارساته القمعية، ولكن، في الواقع، ثمة شكوك كبيرة حول مسؤولية (الرئيس) بشار بالهجوم في خان شيخون.

واختتم قائلاً: «إننا ندعي بكل أسف أن العنف في الشرق الأوسط ليس له علاقة بنا، في حين نحن مصدره الرئيسي».

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.