“سري سالي” عيد إيزيدي فما هي طقوسه؟
الخميس 20/4/2017 م …
“سري سالي” عيد إيزيدي فما هي طقوسه؟ …
الأردن العربي – سلوى ابو شقرا – يحتفل الايزيديون بعيد رأس السنة الايزيدية فى شمال العراق. هو الاحتفال الأكبر منذ ثلاث سنوات لدى هذه الطائفة التي اضطهدت وعانت وواجهت شتَّى أشكال العنف من قتل وسبي وتهجير منذ العام 2014 على يد تنظيم ‘داعش’.
يُصادف أول أربعاء من شهر نيسان في حسابات الكنيسة الشرقية، والذي يتأخر 13 يوماً عن التقويم الغربي ‘الكريكوري’ أي يوم (19/4/2017) ويمثل أقدس عيد للطائفة الإيزيدية.
ما هو ‘سري سالي’؟
كلمة نيسان لدى الايزيديين تنقسم إلى كلمتين: ‘ني’ أي الجديد، و’سان’ أي الولادة. وقد أحيا الايزيديون في معبد لالش بمنطقة شيخان فى شمال العراق عيد ‘سري سالي’ أي رأس السنة الايزيدية بلباس أبيض وشعلات نار.
يعتبر ‘سري سالي’ عيد ‘طاووسي ملك’ حيث يعتقد الإيزيديون أنه في هذا اليوم نزل ‘طاووسي ملك’ من عرشه السماوي ليتفقد أحوال الأرض وليسلمها إلى ‘وكيل الله في الارض’، وهو أحد الملائكة، ليدير شؤون الكون خلال السنة الجديدة. وبحسب الميثولوجية الإيزيدية كان الكون عبارة عن عتمة وضباب، والأرض مغطاة بطبقة أو قشرة من الجليد، وقد أرسل الله ‘طاووس ملك’ إلى الأرض لكي يعمرها ويوجد الحياة فيها. وتفيد الميثولوجية أيضاً أنَّه نزل لأول مرة في لالش لوجود طبقة من الجليد وحطّ على شجرة العزة الربانية (هرهر)، وبقدرة من الله فقد ذابت طبقة الجليد بفعل حرارة الشمس وظهر وجه الأرض على حقيقته وازدانت الأرض بحلة قشيبة من الزهور والرياحين والورود وبألوان الأحمر والأصفر والأخضر. وتفيد المعلومات أنَّ لون علم كردستان أُخذ منها. ولهذا اعتبر الكرد هذا اليوم بداية للربيع، وأطلقوا عليه رأس السنة.
من هو ‘طاووسي ملك’؟
تقول ‘دفاتر الإيمان’ الإيزيدية إنه ‘مخلوقٌ من نور الله وسرّه العزيز’. هو وفق معتقدهم ‘الإله الكامل’ أو الوجه الآخر للإله الأكبر الكلي القدرة في خيره، وشره وسلامه، وحربه، والكلّي في بياضه، كما في سواده. وهو يحمل أسماء عدَّة إلى جانب ‘طاووسي سي’ وهي: ربِّ، ملك الملك الكريم، ملك العرش العظيم، ربِّ قديمٌ منذ الأزل، ربِّ قدس الأقداس، ربِّ كلُّ الجهات. و’طاووسي ملك’ هو الإله الأكثر أهمية لدى الايزيدية الذين يعتقدون أن طاووس الملائكة هو الخالق الحقيقي والمسيطر على الكون ولذلك يعتبر جزءاً من التقاليد الدينية. هو لا يظهر دوماً، ومع ذلك اتخذ مجموعة من الأشكال الأخرى على مر الزمان. وتفيد الميثولوجيا بأنَّ ‘الله الخالق ليتمكن من مساعدة طاووسي ملك في هذا الدور المهم فقد خلق له ستة ملائكة آخرين شأنهم شأنه، وهم انبعاثٌ من نوره وغير مجزئين عنه. وعندما يتحدث الايزيديون عن الملائكة السبعة الكبار فهم يلخصون عملية الانبعاث.
مراسم العيد
يؤدي رجال الدين في معبد لالش المراسم مع تراتيل، فيما يقصدُ الشباب والأطفال حافات القرى والجبال والبساتين لجلب ورد نيسان، أما الأمهات فيسلقن البيض ويلوننه بأنواع الألوان ويخبزن خبزاً خاصاً يسمى (سه وك) ويوزعنه على الجيران. كما يزرنَ مقابر موتاهن وينذرنَ الخبز والبيض وبعض الحلوى عن روح موتاهن. في حين يتوجه الرجال لزيارة مزارات الخاسين التي تقع في القرية. وبحلول هذه المناسبة يذبح كل بيت ذبيحة قرباناً لأطفالهم وعائلاتهم. ويغسلون وجههم بقطرات الندى التي تسقط على النباتات ما يعني ‘التعمد بماء السنة الجديدة’. إلى ذلك، يختار الإيزيديون البيضة في هذا العيد إذ تمثل درة الخالق، ويلونون البيض بأشكال وألوان ترمز إلى تزين الأرض بالنباتات والورود، ويسلقونه. ويرمز البيض بالنسبة إليهم الى تجمد الأرض لأنه يتحول من الحالة السائلة إلى الصلبة بالغليان، ويفقسونه إذ يُمثل انفجار الدرة وتكوين الخليقة. ثمَّ يلقي كبار السن قشور البيض الملونة في الأراضي المزروعة رمزاً لنشر الخير والبركة. ويوزعون الخبز والبيض بعضهم على بعض دلالةً على اختلاط زادهم وتقوية روابط المحبة والأخوة.
إلى ذلك، يمتنع الإيزيديون عن حرث الأرض في هذا الشهر إذ يُعتبر خطيئة على اعتبار أنَّ الأرض متزينة. ولا يجرون مراسم الزواج وزف العروس في هذا الشهر لأن نيسان ‘عروس السنة’ وقد تحلى وتزين بأجمل الألوان، ولا يرضون، بحسب معتقدهم، بـ’أية عروس سواه لمباركته’.
في ‘سري سالي’ تُزهر الطبيعة وترتدي حلَّة ملونة، على أمل أن يزهر مصير الايزيديين، وأن يكونوا في الأعياد المقبلة قد تركوا المخيمات وعادوا إلى منازلهم، هم الذين سجنوا في أقفاص الأسر والعبودية وبيعوا في أسواق الرق والنخاسة. نقول لهم كل عام والطائفة الإيزيدية بخير.
التعليقات مغلقة.