صدور زمن الكبار لفايز رشيد

 

الأحد 23/4/2017 م …

صدور زمن الكبار لفايز رشيد …

الأردن العربي – صدر في بيروت عن الدار العربية للعلوم “ناشرون”, كتاب جديد للروائي والكاتب السياسي د. فايز رشيد, بعنوان “زمن الكبار.. قادة الجبهة الشعبية كما عرفتهم”. الكتاب هو مذكرات لأحداث شخصية للمؤلف مع تسعة من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وهم: د. جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الشهيد أبو علي مصطفى, الذي اغتالته المخابرات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, القائد وديع حداد صاحب شعار”وراء العدو في كلّ مكان”, أبو ماهر اليماني “ضمير الثورة الفلسطينية, الشهيد المبدع غسان كنفاني, الكاتب صابر محي الدين, المناضل المرحوم حمدي مطر, تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, والمفكر هاني الهندي.

يقول الكاتب في مقدمة كتابه :”راودتني فكرة إصدار هذا الكتاب، منذ أعوام خلتْ. تمثلّ دافعي إليه، في أن كثيرين يتصورون القادة، وكأنهم بشرٌ من نوعٍ مختلف، يرسمون العبوسَ على وجوههم بشكلٍ دائم، يتصنعون الجديّة ويضفونها على ملامح وجوههم، ليُبدوا قادة كباراً!”, وبهذا المعنى,فإن رشيد يتطرق للكثير من المواقف الإنسانية المجهولة لأولئك القادة, المتوفين كلهم. ويؤكد المؤلف وجهة نظره قائلا” من عاصرتهم من الرفاق في قيادة الجبهة الشعبية، لا ينطبق عليهم أيّ من الأوصاف السابقة. إنهم بشرٌ عاديون، إنسانيون في شعورهم، وإحساسهم ومواقفهم. وهذه، تلعبُ دوراً رئيسياً في جدية وحكمة وصوابية القرارات، التي كان يتخذها الواحدُ منهم. كانوا عاطفيين أيضاً”.

الكتاب في حدّ ذاته وثيقةسياسية جديدة عن قادة فلسطينيين ,قضوا حيواتهم في الكفاح والنضال من أجل الوطن الفلسطيني. كما يحضّر الكاتب لإقامة حفلات توقيع لكتابه في عمّان , وستتحدث عنه المناضلة الفلسطينية ليلى خالد. كما ستجري حفلات توقيع للكتاب في مدن ومواقع عديدة في لبنان.

وفي ما يلي المقدمة كما كتبها المؤلف …

مقدمة

راودتني فكرة هذا الكتاب، منذ أعوام خلتْ. تمثلّ دافعي إليه، في أن كثيرين يتصورون القادة، وكأنهم بشرٌ من نوعٍ مختلف، يرسمون العبوسَ على وجوههم بشكلٍ دائم، يتصنعون الجديّة ويضفونها على ملامح وجوههم، ليُبدوا قادة كباراً! من عاصرتهم من الرفاق في قيادة الجبهة الشعبية، لا ينطبق عليهم أيّ من الأوصاف السابقة. إنهم بشرٌ عاديون، إنسانيون في شعورهم، وإحساسهم ومواقفهم. وهذه، تلعبُ دوراً رئيسياً في جدية وحكمة وصوابية القرارات، التي كان يتخذها الواحدُ منهم. كانوا عاطفيين أيضاً، بتلك الملامح الفلسطينية، التي تحوّل الظلمَ، الذي تعرّض ويتعرّض له شعبنا، إعصاراً مقاوماً للمشروع الصهيوني برّمته، وتأكيداً على الحق في الأرض الفلسطينية كلّها، من النهر إلى البحر، دون مساومة أو مهادنة على مترٍ مربّع واحد من الأرض الفلسطينية. قادة الجبهة، شعبيون وجماهيريون أيضاً، وهو ما ميّزهم ويميّزهم عن غيرهم. باختصارٍ، إنهم أصيلون في انتمائهم الوطني الفلسطيني، والقومي العربي، والأممي الإنساني. لكل واحدٍ منهم، مواقف قد تكون مجهولة للمعظم، حاولت التطرق إليها وذكرها في هذا الكتاب، أوردتها كما هي، ومثلما حصلتْ، دون زيادةٍ أو نقصان، حاولت إضاءة الوجه الآخر لهؤلاء الكبار، بالمعنى الحرفي للكلمة، كي يتبين القارئ، البعد الإنساني لكل واحد منهم، في زمن أصبح الكثيرون فيه، قادةً لشعبنا، رغم خُلوّ ملفاتهم، من أيّ تاريخ نضالي. أدبياً أو تنظيمياً، أو فكرياً، أو نضالياً!

كانَ عليّ استشارة نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أبو أحمد فؤاد، في مجمل المشروع، رحّب بالفكرة وشجّعها. من قبله، تناقشتُ وشريكة حياتي ليلى خالد، في الكتاب المقتَرَح، وهي الأخرى استحسَنتها أيضاً.

لا أدّعي مطلقاً، أنني الوحيد الذي عايش هؤلاء القادة ويستطيع كتابة مذكراته عنهم، فغيري عايشهم أكثر، ولفترات أطول من فترتي، لكن الفرق بيني وبين هؤلاء الرفاق، أنني أستطيع الكتابة، وأمتلك الوقت لها، وقد أصبحت جزءاً من حياتي على مدى عقود طويلة، وهم يستطيعونها أيضاً، لكن الوقت قد لا يتيح للواحد منهم، إصدار كتاب. أضرب مثلاً بالقول: لقد عرضتُ على الحكيم جورج حبش، سواء عندما تواجد في سوريا أو في الأردن، أن أكتب مذكراته، (التي اقترحتُ عليه تسجيلها على أشرطة فقط، احتراماً لوقته)، ليختار فيما بعد، مطلق كاتب يحيلها إليه، كان الحكيم يفضّل السكوت عن الإجابة على هذا الطلب.

بالفعل، لو صدرت مذكرات الحكيم، مؤسس حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للعبتْ دوراً كبيراً في التأريخ لفصول مهمة في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، والتاريخ الفلسطيني بشكلٍ عام. كذلك في تاريخ النضال العالمي.

أدركُ، أن كثيرين عرضوا على الحكيم ذات الطلب، لكن للأسف مضى، ولم نسمع روايته، باعتباره القائد الشاهد والمؤسس للحركة وللجبهة. الأولى لعبت دوراً رئيسياً في حركة التحرر الوطني العربية لعقودٍ كثيرة، وقامت بدورٍ مهم، في إضاءة الطريق الثوري أمام الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وانتصار الجبهة القومية على المستعمر البريطاني في جنوب اليمن عام 1967، واضطرار البريطانيين إلى التفاوض معها باعتبارها فرعاً للحركة، دون الصيغ المدعومة الأخرى، وهذا خير دليل على صحة ما أقول. أما الجبهة الشعبية، فهي باختصار، صمّام أمان الثورة الفلسطينية، الحاملة لطموحات شعبها، والحريصة على كلّ حقوقه، والمجابهة لأعدائه، والتي لم تتخلَّ عن مبادئها قيد أنملة.

رغم كل الذي قلت، لكنني أدّعي، أن علاقتي ببعض الكبار الذين ذكرتهم في كتابي هذا، تجاوزت مرحلة الرفاقية والاحترام المتبادل، بيني وبين الواحد منهم، إلى مرحلة الصداقة الحقيقية، وهي مع الرفيقين أبو علي مصطفى وصابر محيي الدين، هذا لا يعني أنني أنفيها مع كل الآخرين، ولكن المفهوم يؤخذ وفقاً لمبدأ النسبية بالطبع، ولولا وجود نوع من الصداقة، لم أكن لأستطيع الكتابة عنهم في الأساس.

من زاوية أخرى، فعند السؤال عن اختياري لهؤلاء الكبار فقط، للكتابة عنهم، دون قادة آخرين؟ فواقع الأمر، أنني كتبتُ عن المتوفين والشهداء منهم، ممن عاشوا ويعيشون خارج فلسطين المحتلة. أيضاً، كم كان بودي معرفة وديع حداد (وقد تعرّفت إليه خمس دقائق فقط ، رغم ذلك)، و جيفارا غزة، وأبو أمل وآخرين، ولكن للأسف لم يحصل ذلك. كما أنني وددت، لو أكتب عن قادة الجبهة الشعبية، الذين عرفتهم في الضفة الغربية، وفي السجون، لكن فترةً طويلة من الانقطاع عنهم مضت، هذا إضافة إلى ظروف أخرى متعلقة بملاحقة العدو الصهيوني لهم ولأبناء شعبنا عموماً، حتى الذين يكتبون تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي! فكيف إذن، بمعلومات أكتبها، متعلقة بقادة سابقين في الجبهة الشعبية، لم أسمح ولن أسمح لنفسي الكتابة عنهم، رغم احترامي الكبير لكل واحدٍ منهم، ولكل الذين عرفتهم.

كنتُ أودّ أيضاً الكتابة عن رفيقة عمري وشريكة حياتي ليلى خالد، لكن شهادتي فيها ستكون مجروحة، وقد اتفقت معها على إصدار كتاب عن مذكراتها، وفقاً لما ستسجله على آلة تسجيل دقيقة، أحضرتها لها.

قادة أحياء كثيرون من الجبهة الشعبية، موجودون خارج فلسطين المحتلة، وفي قطاع غزة، وكثيرون أصدقاء لي منهم، لكن الكتابة عن شخص لا يزال يؤدي دوره الوطني، ستكون مبتورة، إضافة إلى أنها من الممكن أن تؤخذ في غير معانيها! لكل ذلك، اخترتُ الكتابة عن المتوفين من الرموز والقادة الكبار في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكما عرفتهم.

عند بداية كتابة مخطوطة هذا الكتاب، لم يكن الرفيقان المرحومين تيسير قبعة وهاني الهندي قد توفيا، ولهذا كان عليّ لزاماً، إضافتهما… راجياً لقادة جبهتنا كلهم، المزيد من الصحة والسعادة والعطاء النضالي… وطول العمر، وسنظل نذكر أسيراتنا وأسرانا في سجون الفاشية الصهيونية، وسنبقى أوفياء لهم، نناضل من أجل تحريرهم من براثن النازية الجديدة. المجد والخلود لشهداء جبهتنا وثورتنا وشعبنا وأمتنا، ولشهداء التحرر على صعيد العالم أجمع..

وفي الختام…

إن جبهة شعبية، أسسها الحكيم جورج حبش، وظلّ أميناً عاماً لها طوال عقود، وتخلى عن منصبه طوعاً، لإتاحة الفرصة لقائدٍ جديد…

إن جبهة شعبية، استشهد أمينها العام الثاني أبو علي مصطفى في الوطن المحتلّ، على أيدي المابعد فاشيين الصهاينة، والذي كان قد أعلن موقف الجبهة قطعياً، واضحاً وصريحاً من استحالة مساومة العدو، فور دخوله الجسر إلى فلسطين، قائلاً… جئنا لنقاوم.. لا لنساوم…

إن جبهة شعبية، حُكمَ على أمينها العام الثالث أحمد سعدات، من قبل العدو الصهيوني، بالسجن 30 عاماً، بعد اختطافه ورفاقه من سجن السلطة الفلسطينية في أريحا، إثر اعتقاله في عملية بوليسية غادرة ومشبوهة، ومشكوك بمنفذيها جميعهم، من قبل أطراف فلسطينية…

جبهة بهذه المواصفات.. حتماً ستنتصر… على طريق ثورتنا الفلسطينية المسلحة.

ربما,ينتقدني البعض لعدم إدراج أسماء بعض رفيقاتنا في هذا المؤلّفْ، مثلما ناقشني أحد الأصدقاء، ذلك لأنني سأكون بصدد إنجاز كتاب عن دور المرأة في الجبهة الشعبية.

د. فايز رشيد

عمّان – 28 ديسمبر – 2016

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.