يا لأحزان نيسان ( قصة واقعية )
عشتار الفاعور ( الأردن ) الإثنين 24/4/2017 م …
يا لأحزان نيسان …
كان صباحاً ربيعياً مشمساً من أيام نيسان كان نيسان أخضراً و ربيعياً كان الأطفال يلعبون في منزلهم آمنين و والدٌ يُحضر الذبائح ليُقري ضُيوفه لم يكن يخطر في بالِ أحدٍ بأن هذا اليوم ستنقلبُ فيه حياة هذه الأسرة و سيفقدُ فيه الأطفال براءتهم والى الأبد… في تمام الساعة السابعة و خمسٍ و ثلاثين من صباح يوم الجمعة ١٩٧٠/٤/٢٤ (في مثل هذا التاريخ) تزلزلت الأرض فجأة بصوتٍ صَمّ الآذان و أرعب الآمنين المطمئنين في بيتهم الذي يقع في مزرعتهم في قرية دير علّا في محافظة البلقاء الاردنية الابية و اختلف المشهد صراخ و عويل …. أُناسٌ يتراكضون و أطفالٌ لا يدرون أين يذهبون فقد تناثر بيتهم أمام أعينهم فجأة لا يدرون لماذا و فقدوا إحساسهم بالأمان فقد كان البيت هو الملاذ و هو الوطن و هو الأم و الأب و العائلة و توالت الصواريخ مختلطةً أصوات إنفجارها مع أزيز الطائرات الإسرائيلية التي قصفتهم في ذالك اليوم فكانت الطائرات تعود مطلقةً صليات من الطلقات عليهم مرةً أخرى محاولة أن تُجهز على من تبقى حياً كل هذا حدث في أقل من عشر دقائق و عند إنتهاء الغارة كان المنظر أقسى من أن تعبر عنه الكلمات فقد شاهد الأطفال والدهم مسجىً شهيداً على الأرض و حوله شقيقهم و شقيقتهم و بضعِ خرافٍ كان الرجل قد ذبحها قبل خمس دقائق ليجهزها طعاماً لضيوفه كانت إسرائيل قد إستهدفت هذا الرجل و منزله كما فُهم لاحقاً عقوبةً له لانه رجلٌ حاول جاهداً وكان يسعى للإصلاح بين المقاتلين المتناحرين ليتوحدوا معاً ضد إسرائيل و بعد ….
ها قد عادت الذكرى و نقف أمامك مرة أخرى و نسأل عن حال الأمة العربية و عن حال القضية الذي أستشهد من أجلها الكثير و الكثير و دمرت شعوب و قسمت أوطان .. في ذكراك رحمك الله يا جدي الشهيد مبارك الفاعور …رحمك الله يا عمي الشهيد فاعور مبارك الفاعور …رحمكِ الله يا عمتي الشهيدة تركية مبارك الفاعور …أريد أن أزور قبركم و لا أستطيع خوفاً من أن تسألوني أين أصبحنا و ماذا فعلنا للقضية الذي بذلوا دمائهم في سبيلها ….رحم الله شهداءنا و عسى أن يأتي اليوم الذي نزور فيها قبوركم بدون أن نخجل من أسألتكم المعلقة بلا أجوبة
التعليقات مغلقة.