إيران الإسلامية أم إسرائيل الكبرى؟

 

د. مخلد الزيودي ( الأردن ) الثلاثاء 25/4/2017 م …

إيران الإسلامية أم إسرائيل الكبرى؟

مع نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ومع نمو الشعور القومي لدى غالبية القوميات الخاضعة لهيمنة الدولة العثمانية، تعالت الأصوات المطالبة بالاستقلال ومنها القومية العربية، رفض السلطان عبد الحميد إعطاء فلسطين وطن قومي لليهود وكان ‘جمال أتاتورك’ آخر ضابط عثماني يغادر فلسطين دفاعاً عن القدس قُبيل انتهاء العمليات العسكرية في الحرب العالمية الأولى. على الطرف الآخر، قاد الضابط الانجليزي ‘لورانس’ ثورة القوميين العرب ضد الجيش العثماني بموازاة ثورة قبائل العراق ضد الانجليز والتي قُتل فيها المندوب السامي البريطاني’ ليجمان’ على يد الشيخ ‘ضاري’ ‘ضاري هزّ لندن و بكّاها’ ثورة ضد العثمانيين يقودها الانجليز تقابلها ثورة ضد الانجليز مع العثمانيين، أي تناقض هذا؟ . كان من نتائج هذه المرحلة اتفاقية سايكس بيكو، وعد بلفور وإعلان قيام ‘دولة إسرائيل’. بعد مضي قرن كامل تتعالى الأصوات معلنة أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية هي ‘العدو اللدود’ للعرب ‘الإسلام السني’ وكأننا نريد محاكمة إيران الإسلامية اليوم بأثر رجعي بوصفها الإمبراطورية الفارسية قبل خمسة عشر قرنا من الزمان.

أردنياً، تمثل الأسرة الهاشمية الحاكمة امتداد لآل البيت الذين ينتهي نسبهم بسبطي علي بن أبي طالب ‘ الحسن والحسين’ أحفاد النبي محمد عليه السلام من ابنته ‘فاطمة الزهراء’ بالإضافة إلى أن شرعية الأسرة الهاشمية على الأرض الأردنية مستمدة من دم ‘جعفر الطيار’ شقيق علي بن أبي طالب الذي استشهد في معركة مؤتة في جنوب الأردن. أتباع المذهب الشيعي بشكل عام، الذين تمثلهم ‘الجمهورية الإيرانية الإسلامية’ اليوم تُدين بالولاء لآل البيت، بمعنى أن إيران ‘الشيعية’ تُقرّ وتعترف بأن الأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن أسرة شرعية حاكمه ولذلك تدين لها بالولاء والانتماء بناءاً على قناعة دينية راسخة.

إذا لا مشكلة للنظام الأردني الهاشمي الحاكم ولا للأردنيين الذين يؤمنون بشرعية هذا النظام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية! بناءاً على ذلك، لماذا يتبنى الأردنيين العداء المجّاني للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ لماذا لا نفكر أردنيا بعقلانية وهدوء بعيدا عن خطاب العواطف لنقرر موقفنا من إيران اليوم؟ لماذا لا يتذكر الأردنيين الثمن الباهظ الذي دفعناه ‘لوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو’ وندفعه اليوم ثمناً لتطرف ‘طائفة سنّية’ تسعى لتصفية حساباتها مع ‘الشيعة’ على حساب الأردن والأردنيين؟ وهل يُعقل أن نضع أيدينا بيد كيان صهيوني يرى أن فلسطين ‘وطن قومي لليهود’ وان الأردن ‘وطن بديل’ لشعب فلسطين؟ هل يُعقل أن يتحالف ‘العرب السنة مع إسرائيل’ في مواجهة ‘إيران الإسلامية الشيعية العدو المُشترك اللدود’؟ ما هي النتيجة؟ ستحقق إسرائيل مشروعها الديني التاريخي المحدد ‘ من النيل إلى الفرات’ بواسطة العرب ‘السنة’ عندها سيتحقق حُلم ‘إسرائيل الكبرى’ وستوقع اتفاقية سلام مع ‘الجمهورية الإيرانية الشيعية الإسلامية’، كل ذلك سيكون على حساب الأردن والأردنيين! هل الأردنيون وقيادتهم مع ‘ إيران الإسلامية أم مع إسرائيل الكبرى’ ؟ لا نتعجل الرد فكروا بالإجابة قبل الرد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.