ماكرون أم لوبن .. إلى الرئاسية الفرنسية ؟
الإثنين 24/4/2017 م …
ماكرون أم لوبن .. إلى الرئاسية الفرنسية ؟ …
الأردن العربي – أظهرت أرقام رسمية لوزارة الداخلية الفرنسية تصدر مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن نتائج سباق انتخابات الرئاسة في فرنسا ما يؤهلهما لخوض الجولة الثانية من هذه الانتخابات في السابع من أيار القادم.
وذكرت وسائل إعلام أنه في أحدث النتائج وبعد فرز 40 مليون صوت حصد ماكرون 40ر23 بالمئة من الأصوات مقابل 64ر22 بالمئة لمنافسته لوبن.
وكانت حصيلة سابقة ذكرتها رويترز أشارت إلى أنه مع إحصاء 20 مليون صوت من مجموع أصوات الناخبين الفرنسيين وعددهم 47 مليونا وإظهار استطلاعات الرأي مستوى إقبال يقارب 80 بالمئة وضعت الأرقام لوبن في المقدمة بنسبة 38ر22 بالمئة من الاصوات فيما حصل ماكرون على 19ر22 بالمئة والمرشح فرانسوا فيون على 63ر19 بالمئة وجان لوك ميلينشون على 09ر18 بالمئة.
إلى ذلك وصفت لوبن في كلمة أمام أنصارها الساسة الحاكمين في فرنسا حاليا بأنهم “متغطرسون” داعية الناخبين الفرنسيين إلى “التخلص من قيود النخبة الفرنسية الحاكمة المتغطرسة”.
وقالت لوبن إن “الوقت حان ليتحرر الفرنسيون من النخبة السياسية الحاكمة في بلدهم حاليا” واصفة نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت استطلاعاتها انتقالها إلى مرحلتها الثانية بأنها “تاريخية” وفقا لما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وجددت لوبن تعهدها بالدفاع عن فرنسا ضد “العولمة المتوحشة” معتبرة أن الدورة الثانية المقررة في السابع من أيار القادم ستدفع الفرنسيين إلى الاختيار بين “العولمة المتوحشة” المجسدة بخصمها ماكرون و”البديل الأكبر” الذي تجسده هي.
وأشارت لوبن إلى أن نتيجة الانتخابات التاريخية “تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة للدفاع عن الأمة الفرنسية ووحدتها وأمنها وثقافتها” مشيرة إلى أن “الشيء الأساسي على المحك في هذه الانتخابات هو العولمة المتوحشة التي تهدد حضارتنا”.
بدوره قال ماكرون بعد ظهور النتائج الأولية “إننا نطوى اليوم بوضوح صفحة من الحياة السياسية الفرنسية” لافتا إلى أن الفرنسيين عبروا عن الرغبة في التجديد معلنا نيته إنشاء ائتلاف واسع للانتخابات البرلمانية القادمة.
وأوضح ماكرون قائلا إن “منطقنا هو منطق الجمع الذي سنواصله حتى الانتخابات التشريعية”.
وأضاف ماكرون “باسمكم سأحمل صوت الامل لبلادنا ولأوروبا” مشيرا إلى أنه يريد أن يكون “رئيس الوطنيين في مواجهة تهديد القوميين” على حد تعبيره.
وكان ماكرون البالغ من العمر 39 عاما استقال في آب الماضي من الحكومة ليؤسس حركة سياسية خاصة تمهيدا للترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
من جهته اعترف مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم بنوا آمون بهزيمته مقرا بأن نتائج الانتخابات تشكل عقابا تاريخيا للحزب الاشتراكي في إشارة إلى رفض الفرنسيين لحكم الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند الذي سجل أدنى مستوى بالشعبية بين الرؤساء الفرنسيين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن آمون قوله “إن النتائج الأولية للمرحلة الأولى للانتخابات التي بدأت مراكز الاستطلاع بنشر التقديرات حولها اليوم تشكل عقابا تاريخيا” للحزب الاشتراكي الذي حكم البلاد خلال ولاية الرئيس فرانسوا هولاند.
وكان هولاند الذي يعد الرئيس الأقل شعبية بتاريخ الرؤساء الفرنسيين اضطر للتخلي عن الترشح لهذه الانتخابات وسط غضب الناخبين ورفضهم لسياساته.
وجرت هذه المرحلة من الانتخابات بعد ثلاثة أيام فقط على اعتداء إرهابي شهدته جادة الشانزليزيه في باريس التي شهدت في الفترة الأخيرة انتشارا للعمليات الإرهابية بعد استهتار إدارة هولاند في التعامل مع الإرهاب واستخدامها له في أجنداتها السياسية ضد الدول المستقلة وخاصة سورية.
من ناحيته دعا فيون الناخبين الفرنسيين إلى التصويت لماكرون بالمرحلة القادمة.
في هذه الأثناء كشف استطلاعان جديدان للرأي أجريا مساء اليوم أن مرشح الوسط ماكرون سيفوز على لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات.
وأفاد معهد ايبسوس سوبرا ستيريا أن مرشح حركة “إلى الأمام” سيحصل على 62 بالمئة من الأصوات في مقابل 38 بالمئة لمرشحة حزب الجبهة الوطنية بينما رأى معهد “هاريس انتراكتيف” أن الفارق سيكون أكبر مع 64 بالمئة من الأصوات لماكرون و36 بالمئة للوبن.
وعلى خلفية انتهاء عملية التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات شهدت العاصمة باريس مظاهرات حاولت الشرطة تفريقها باستخدام القوة ما أدى إلى وقوع اشتباكات وسقوط عدد من الجرحى.
وجرت التظاهرات التي أطلق عليها اسم “ليلة المتاريس” في ساحة باستيليا واستخدم عناصر الشرطة حسب التقارير الإعلامية ورواد شبكات التواصل الاجتماعي قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين.
وانطلقت هذه الاحتجاجات بعد دقائق من إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات حينما بدأ المتظاهرون بكسر الحواجز ورمي الزجاجات والألعاب النارية على عناصر قوات الأمن.
وقال أحد المشاركين في المظاهرات “جئنا هنا للاحتجاج على المهزلة التي تمثلها هذه الانتخابات” مضيفا “إن جميع المرشحين الأساسيين إن كان ماكرون أو لوبن أو فيون ليسوا هنا إلا من أجل الإبقاء على حكم طواغيت المال الذين يغتصبون السلطة ويسرقون ثروات الشعب وليست لديهم أي شرعية وبالتالي فإن هناك أزمة تمثيل جدية في فرنسا”.
وأغلقت في وقت سابق مساء اليوم مراكز الاقتراع في أنحاء فرنسا وسط تدابير أمنية مشددة معلنة انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وتم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء فرنسا لضمان أمن وسلامة عمليات الاقتراع التي جرت بعد ثلاثة أيام فقط من الاعتداء الإرهابي في جادة الشانزيليزيه السياحية في باريس الذي تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي وأدى إلى مقتل شرطي فرنسي.
واعتبرت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة بعمليات التصويت في هذه الانتخابات قبل ثلاث ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع تعتبر من أفضل النسب منذ أربعين عاما رغم تسجيلها تراجعا طفيفا عن سابقتها وبلغت 42ر69 بالمئة فيما سجلت عام 2012 نسبة مشاركة بلغت 95ر70 بالمئة.
التعليقات مغلقة.