الجيش السوري مستعدّ عملياً لمعركة إدلب
الأربعاء 26/4/2017 م …
الجيش السوري مستعدّ عملياً لمعركة إدلب …
الأردن العربي – بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة “حلفايا” وعدة قرى في ريف حماة الشمالي، واقترابه من محافظة إدلب، تطرح تساؤلات عدة حول إمكانية البدء بعملية عسكرية واسعة في ريف إدلب الجنوبي، لاستعادة المحافظة كاملة من التنظيمات المسلحة التي تعدّ المعقل الأكبر لهم اليوم في سورية.
وحول استعداد الجيش السوري لمعركة إدلب المرتقبة، وحقيقة الاستنفار في صفوف المعارضة المسلحة، أكد المحلل السياسي “تركي صقر” في تصريح خاص لـ وكالة أنباء آسيا أن “الجيش السوري بات على بعد 6 كيلو متر من مدينة “خان شيخون” -وهي أول قرى ريف إدلب الجنوبي- وأكبر مراكزهم في المحافظة التي حولتها العصابات المسلحة إلى رمز بعد افتعال حادثة الهجوم الكيماوي، لتقدّم من خلالها الذريعة لأمريكا للاعتداء على قاعدة “الشعيرات” في حمص.
وأضاف “صقر” أن ” لدى الجيش السوري خطط لبدء المعركة عملياً، مع تقدير القيادة العسكرية لظروف المعركة وفق خطط مناسبة لن يعلن عنها، إلا أنها ستبدأ بعزيمة وإصرار على تطهير إدلب من إرهابيي “النصرة” وغيرها من التنظيمات المتطرفة كما كل شبر من سورية”.
وأكد المحلل السياسي أن ” الفصائل المسلحة في إدلب تتخوّف اليوم من تحضيرات الجيش السوري، خاصة بعد فشلها في “غزواتها” المتعددة في ريف حماة التي أطلقت عليها تسميات مختلفة، إلا أن الكلمة في النهاية كانت للجيش السوري الذي يسيطر اليوم على 80% من شمال حماة، ما يعني أنه مستعد عملياً لمواجهة الفصائل في معركة إدلب بتقدم فعلي سيكون على الأرجح من خان شيخون”.
وحول دعوة زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري وعدد من قادة الفصائل المسلحة لإشعال حرب العصابات ضد الجيش السوري، قال “صقر” أن “حرب العصابات موجودة منذ بداية الأحداث في سورية، والجيش السوري صار بارعاً في هذا النوع من الحروب بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من إتقانها، في حين كان ما قبل الأزمة جيشاً نظامياً مستعداً لمواجهة جيوش أخرى”.
وأوضح “صقر” أن ” تصريحات الظواهري ما هي إلا صرخة إفلاس وتصريحات تطلق في الهواء، بعد فشلهم في أكثر من موقع أمام الجيش السوري، الذي يتخوفون اليوم من مواجهته، ويعلنون النفير وما أسموه تحريك جيوب نائمة لخوض المعركة، إلا أنهم سيفشلون كما فشلوا في حماة وحلب”.
وعن الدعوات بين الفصائل المسلحة للتوحّد استعداداً لمواجهة الجيش السوري قال صقر ” الاقتراب من إدلب لا يخيف الجيش السوري، بل على العكس يتجهز فعلياً لخوض هذه المعركة، كما يضع في حسبانه أن تركيا ستدعم هؤلاء (الفصائل المسلحة) وأن هناك حالة من الاستنفار والتحضير من قبل الفصائل”.
وتابع المحلل السياسي ” دعواتهم للتوحّد خاصة بين “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” بعد نداءات من مشغليهم الذين سيسعون لزج أكبر عدد منهم في هذه المعركة، أمر طبيعي، فجميعهم من جذر وفكر وهابي واحد، ولا نستغرب أن يتوحدوا لمواجهة الجيش السوري”.
وبشأن احتمال أن تشهد إدلب حالة استسلام أو مصالحة أكد ،صقر، أن باب المصالحات مفتوح، والدولة السورية تؤكد عليه دائماً، ونجاح العديد من الاتفاقيات وآخرها في “حي الوعر” يدل على جدية الدولة في حقن الدماء بين السوريين، إلا أن إدلب وضعها مختلف، والحديث عن مصالحة فيها يعد أمراً افتراضياً، فلا نعتقد أن الفصائل المتواجدة فيها ستقبل بالصلح أو أي نوع تعتبره استسلاماً، وهذا أمر نتوقعه”.
وتابع صقر ” يتواجد في إدلب أكثر من 25 ألف مسلح، وهم اليوم يعيشون حالة من الخوف مع اقتراب الجيش السوري من حدود المحافظة الجنوبية، إلا أننا نعتقد بأنهم لن يستسلموا، بل يحلمون بتغيير ميزان القوى على الأرض بأوامر من أسيادهم الذين سيفرضون عليهم إكمال المواجهة، لأن لا خيار آخر أمامهم كما توحي تصريحاتهم قبل بدء المعركة”.
التعليقات مغلقة.