الإعلام و التحريض على القتل
د.يحيى ابو زكريا ( الخميس ) 27/4/2017 م …
الإعلام و التحريض على القتل …
قال الله تعالى في محكم التنزيل : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق . و قال أيضا : وَ لا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .. وقال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ ع…َنْ سَبِيلِ اللَّهِ ..
و قال رسول الله : إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا …وقال المصطفى أيضا : عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ..
برعت بعض وسائل الإعلام العربية و الإسلامية في مسألة التضليل و الكذب و الإفتراء و صناعة الكذب و الزيف , حتى أصبح الإعلام مقرونا بالدجل و الكذب , و قد بات هذا الإعلام جزءا من سياسة التدمير التي تكرس في واقعنا العربي و الإسلامي , فسارع إلى التزوير و الوضع و نسبة أشياء لشهود الزور سواء كانوا موجودين أو خياليين ….
وفوق هذا و ذاك قامت و تقوم وسائل إعلام عربية على التحريض على التقاتل و الفتنة و التناحر و التذابح وتزيين كل هذه الفعال في عيون المشاهدين , و عقلهم الظاهر و الباطن وفي شعورهم ولا شعورهم , و حولت هذه القنوات القتل و الذبح و النحر و المثلة بالأجساد إلى جهاد في سبيل الله و طريقا لرفعة الدين و إعلاء كلمة الحق , و عملت أيضا على ضرب الحوار و التلاقي و المصالحات و الأخوة , و أنتجت الطائفيات و المذهبيات و الإثنيات و الجاهليات كل ذلك بإسم الإعلام الحر الموضوي الذي خان مواثيق الشرف الإعلامي و مواثيق القرآن و السنة و إجماع العلماء الذي ينص على حرمة الدماء و عصمة الأرواح و قدسية الإنسان وكرامته ….وقد ورد عن إبن ماجة المحدث أن من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ..
و وسائل الإعلام التضليلية لم تساهم بشطر كلمة على القتل بل ساهمت بأطنان الصور و الكلمات و عبارات و برامج الشتائم و القدح وتفجير المتناقضات في الداخل العربي و الإسلامي , و هي شريكة في الدم المراق و الرقاب المنحورة من الوريد إلى الوريد تحت مسميات الثورة و الجهاد و التنوير و الدمقرطة و إعلاء كلمة الله , فيما رسول الله – ص- دعا للإسلام في مكة و لم يسفك أي دم مطلقا .
التعليقات مغلقة.