رسالة الى الرئيس المصري السيّد عبدالفتاح السيسي / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 27/2/2015 م …
السيد الرئيس هناك من ينظر اليك على انك صاحب وجهين احدهما مستعار لكني كنت ولازلت انظر لك على انك صاحب ذلك الوجه الذي وضع مصر على الطريق الصحيح وجنبتها الويلات عندما دعمت ثورة الشعب وانقذته من ” اخوان الشياطين” بصرف النظر عن تبعة تلك العملية الوطنية وما اعقبها من اعمال اجرامية تنفذها عصابات الارهاب لضعضعة كيان مصر كما تعمل على ضعضعة كيان المنطقة برمتها بصرف النظر عن ما تحمله من مسميات ” تتبرقع بالاسلام زورا.
السيد الرئيس نعلم جيدا انك تسلمت بلدا منهكا يعاني شعبه من ويلات نظام فاسد حول شعب مصر الى ” شعب اجير” لكن راس النظام والمحيطين به لازالوا يقبعون في السجون هنا تكمن اهمية ان يحسم امرهم في محاكمات عادلة لاتحتاج اصلا الى شهود فالشاهد هو شعب مصر ومعاناته ومصر التي حولها هؤلاء الى بلد مقعد ينتظر المعونات والمساعدات بعد ان كانت مصدر للخيرات.
السيد الرئيس اريد فقط ان اذكر بان مصر عرف عنها انها شقيقة العراق كما هي شقيقة سورية ولن يحصل في التاريخ ان نجح احد في دق اسفين بين شعوب مصر وسورية والعراق سوى اولئك الذين خدموا المستعمرين محاولين فصم عرى هذه العلاقات التي اكتنفها الغموض في حقبة من الزمن في عهد النظام المصري السابق عندما تعاملت اجهزته في حينها بطريقة معيبة مع العراقيين واخذت تدقق في “ انتمااتهم المذهبية . في حين ان العراق لم يفعل ذلك على مدى العصور وفي جميع العهود وهو يحتضن شعب مصر وبالملايين وكذا الحال بالنسبة لسورية .
السيد الرئيس اولئك الذين ينظرون لك معولين على حلم الوجه المستعار افرحتهم تلك العلاقة التي بدات مع تحرك ملك السعودية السابق الذي وافاه الاجل مؤخرا حين هب داعما ثورة مصر وشعبها ضد ” الاخونجية” لكني كنت في حينها اتوجس من ذلك التحرك السعودي وقد صدق حدسي هاهي السعودية ردمت الفجوة بينها وبين قطر المتامرة على مصر وعلى الامة مثلما نراها تحتضن بعد ايام اردوغان الاجرام الذي هاجم مصر وشعبها وقيادتها مرات عديدة ناعتا اياها باوصاف معيبة .
السب الرئيس ما ان ودعت السعودية ذلك الملك حتى عادت الى خطها ونهجها الخطيرالذي لايؤتمن مثلما لايؤتمن هو الاخر خط اسيادها ما وراء المحيطات الذين باتوا يساومون مصر حتى على بضع ” طائرات مروحية” دعما لجيش مصر في حربه ضد الارهاب كما تبخرت تلك الوعود التي اطلقها ال سعود لدعم مصر لتبرز بوادر علاقات حميمية جديدة بين ” الاخونجية ومن يساندهم وبين ال “سعود” .
سخرت بالامس وانا استمع الى نقد ” قطري” لمصر لانها تحاكم ” كبير الاخونجية محمد مرسي” بتهمة تسليم معلومات هامة عن امن مصر الى قطر التي بررت و تبجحت بانها بلد شقيق لمصر ولاضير من افشاء اسرار حكومية مصرية لها.
انظر لهذا الشقيق سيدي الرئيس كيف يبرر تسلم المعلومات دون ان ينفي ذلك وهاهو” اميره يطرق ابواب البيت الابيض متوسلا ومحاولا اثارة اسياده على مصر والمنطقة التي تنتظر شعوبها المزيد من الويلات جراء تامر هؤلاء ؟؟
حسنا فعلت عندما استقبلت رجل روسيا الذي يزعج الغرب انه بوتين حفيد الافذاذ من القادة الروس فكان وقع الاستقبال صفعة للذين يراهنون على وجه مصر الاخر .
مصر التي نعرفها محط احترامنا وودنا ومحبتنا كما هي محط احترام وتقدير شعوب افريقيا قبل الشعوب العربية والاسلامية. مصر مهد الحضارات لايليق بها غير ان تكون سدا منيعا بوجه التيارات الارهابية والوهابية التي تعبث بالمنطقة الان تحت واجهات ” طائفية” وان ادبيات الازهر ” التي تؤكد على الوسطية خير دليل فضلا عن التاخي القائم بين ابناء شعب مصر مسلمين واقباط ومن ديانات وملل مختلفة .
مصر لايليق بها سوى ان تكون رافدا داعما للشعوب العربية وفي المقدمة ” شعب سورية والعراق” وان لاتنزلق في المتاهات التي تروج لها ” انظمة مجلس التعاون” وعلى راسها السعودية وقطر وان لاتكون اداة طيعة لها .
ونتمنى ان لايكون خبر “ ضم مصر” الى تشكيلة عسكرية صحيحا والتي تضم ايضا وفق الخبر عددا من الدول عنوانها” وظاهرها محاربة “داعش” في العراق وسورية لكن باطنها اسقاط حكومات ودول واقامة دويلات طائفية فضلا عن ” اثارة” صراع دام في المنطقة انطلاقا من اليمن مرورا بالعراق وسورية ولبنان وهو ماتسعى اليه انظمة التامر في مجلس التعاون وتركية التي خبرتموها وعن قرب فضلا عن حلفائهم الغربيين الذين يقفون وراء هذه الكوارث التي حلت في المنطقة ولن توفر حتى مصر اذا تواصلت لاسامح الله .
*اعلامي عراقي
التعليقات مغلقة.