” التّنوّع ” التاريخيّ السّوريّ ، و محدوديّة خطاب ” الحرب “
د . بهجت سليمان ( سورية ) الجمعة 28/4/2017 م …
” التّنوّع ” التاريخيّ السّوريّ ، و محدوديّة خطاب ” الحرب “ …
لا يعني ” الشّأن العامّ ” أنّه الهمّ الاجتماعيّ العامّ الظّرفيّ أو المرحليّ ، فقط، و إنّما يعني ارتباط الأفكار بالمصير المتكوّن من الإرادة الموافقة للموضوعيّات المختلفة ، كالموضوعيّة في الاستقراء و الموضوعيّة في الاستنباط و الموضوعيّة في العيش و التّعايش ، و الموضوعيّة في الّلغة و المصطلحات و الموضوعيّة في الموقف من العالم ، بما في ذلك النتائج المترتّبة على الاجتماع في ظرفين محدّدين من الزّمان و المكان.
المهمّ هنا في إطار ” الشّأن العامّ ” أن لا تكون المادّة التي يشتغل بها أو عليها الفكر مادّةً نادرة . إنّها قد تكون غير متكرّرة كواقعةٍ ، إلّا أنّها يجب أن تمسَّمباشرة جوهر الاجتماع و الاقتصاد و السّياسة و التّأمّل القابل للتّصنيف النّوعيّ في حظيرة مصلحة و اهتمامات و حاجات الأغلبيّة في أفق الاستراتيجيّات.
يدخلُ واقع التّنوّع العربيّ – السوريّ ، القوميّ و العرقيّ و الّلغويّ و الدّينيّ المذهبيّ و الطّائفيّ و الثّقافيّ و العائليّ و الجغرافيّ و الدّيموغرافيّ.. في عداد الأمر الواقع المسلّم به من وجهة النّظر السوسيولوجيّة و الأكاديميّة.
و لكن كيفَ لنا عند فحصنا الهادئ لهذه البِنيويّة التّكوينيّة للمجتمع السوريّ التّاريخيّ ، أن لا نُهملَ تاريخاً مديداً أضفى على هذه الحقيقة قيماً أخرى من قبيل أشكال تجاذب العلاقات و العيش أو التّعايش الاجتماعيّ ، أو تنافرها و اقتتالها و ربّما استحالاتها المتعدّدة ، عبر هذا ” التّاريخ ” الذي نادراً ما كانيتكوّن على نحو هادئ في انسجام؟
من جانبها تختلف الأفكار ( و الثّقافة ) أيضاً.. و تتباينُ بسبب طبيعتها الّلامتكافئة.. يعني أنّ الأفكارَ شيءٌ متفاوتٌ بحسب تاريخيّة التّشكّل أو تاريخانيّته المجزوءة ، أو بحسب طبيعة الغاية منها التي تكمن في برنامج المنظومة الثقافيّة ، التي تختلف بحسب الأيديولوجيات و العوامل البِنيويّة الأخرى ، و ما إلى ذلك من مصالح اجتماعيّة و سياسيّة و ثقافيّة ، ترسم للأفكار سياساتها الدّاخليّة كما تظهر عليها في النّتائج و الاستنتاجات.
و لا نستطيع في هذا السّياق التّشكّليّ أن نهمل ما للطبيعة الشّخصيّة للأفراد ، بما في ذلك ميولهم و انحيازيّتهم ، من أهمّيّة خاصة في الصّياغات الأسلوبيّة التي لا تنفصل بطبيعة الحال عن المادّة المضمونيّة للفكرة التي يحدّها أو يشترطها ، على الأقلّ ، عاملان إثنان هما العمق و القدرة على الإحاطة ، من جهة ، و الاقتران الدّائم للسّياقِ النّصّيّ التي تتبلور فيه الفكرة في صقالة التّجربة الفرديّة و بعدها أو قربها من الشّأن العام ، من جهة أخرى ؛ و ذلك مع الأخذ بالاعتبار الواقع الشّخصيّ الذي يكادُ أخيراً يحسم الكثيرَ من المضمون الاعتقاديّ للفكرة و بعثها في الأداء.
يكادُ يكون اختبارُ جميع الأفكار التي تصبّ في حقل الإنتاج الاجتماعيّ ، يكاد يكون أمراً لا غنى عنه من حيث اتّصاله بعلوم الاجتماع ، سواءٌ منها النّفسيّة و الاقتصاديّة و السّياسيّة و علاقات التّواشج أو التّنافر في منظومات ( حقول و فضاءات ) الاتّصال المختلفة.
ونتحدّث هنا عن سخفِ ” التّقريريّة ” التي تمنهج ” الأيديولوجيّات ” التي تقبع في جذر و خلفيّات الأفكار التي يُراد بها تعميماً اجتماعيّاً يتوخّى السّلاسة و السّهولة المرغوبتين.. بدلاً من أن تكون المسائل الاعتباريّة العامّة التي توحي بالواقعيّة و العقلانيّة أو تتّسمُ بهما ، هي الأكثر ظهوراً في إحصاء النّتائج و مخرجات السّلوك في الاجتماع.
لقد شكّلتْ التقريريّة الصّلبة ، في قراءة التّاريخ السّوريّ ، صفةً مركزيّة سلبيّة ، و ذلك لما انتهت إليه اليومَ من مواقف سياسيّة مدهشة و غريبة تكادُ تكون منفصلةً عن الفكر و الثّقافة و المعرفة في آنٍ واحد.
ولقد أثبت الواقع السّوريّ الذي مزّقته ” الحرب ” أنّه من السّخفِ أن يمرّ الفكر أو البحث التّعليليّ مروراً عابراً على موجزٍ سريعٍ للتّاريخ العربيّ السّوريّ ، الذي يعود إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد و ذلك منذ اخترعت الكتابة الأولى ما قبل الأبجديّة.
فتاريخنا الاجتماعيّ ، ترَآكَمَ على مراحل كبرى كالأوليّة الانتمائيّة للمكان المتفاوت ما بين الجزيرة العربيّة و بادية الشّام ، ثمّ المرحلة الفينيقيّة و الإغريقيةّ الهلينيّة و الرّومانيّة و البيزنطيّة و الإسلاميّة و الصّليبيّة و المغوليّة و المملوكيّة و العثمانيّة ، إلى المرحلة الحديثة التي شكّلتها إيقاعات الاستعمار على مختلف أطواره التي جعلت واقع تكويننا الاجتماعيّ و السّياسيّ رهن ” الآخر ” الغربيّ المركزيّ.
و لكنّ تلك المراحل الكبرى لا تُفيدنا في شيءٍ من الفهم الأنثروبولوجيّ للتّكوين ، ما لمْ نكنْ قد أخذنا في الحسبان تلك التّفاصيل التّاريخيّة العنيفة ، التي غلبت على أنماط التّفكير لاحقاً و جعلت منها أخيراً تخوماً للخلاف و الانقسام و الاختلاف.
لقد مرّت سورية في أزمنة متعدّدة ، راكمت فيها التّوتّر الاجتماعيّ المتبادل ما بين المكوّنات التي وعَتْ مبكّراً مفهوم الانحياز التّاريخيّ إلى الغلبةِ الظّرفيّة ، تحقيقاً للشخصيّة المتفوّقة المدعّمة بالأفكار المتباينة و بالسّلاح.
و هكذا امتلأ التّاريخ الاجتماعيّ – السّياسيّ، السّوريّ ، بمكوّنات متعدّدة بعضها واقعيّ و مباشر و بعضُها سيكولوجيّ و ضمنيّ .
و لقد رتّب هذا الواقع الكثير من أسباب تعليل التّمايزات المعاصرة التي جعلتْ منها الاستئثاريّة في الحضور و ” السّلطة ” و ” المصلحة ” مسوّغاتٍ كافيةً للاستعداد للحرب في قابليّاتٍ حيّةٍ لا تنتهي.
عادةً يعمل المؤرّخون ( العربُ و السّوريّون و المسلمون! ) على إبداء الوجه التّآلفيّ للاجتماع ، في السّرديّات الأكاديميّة بخاصّة ، تاركين الوجه الآخر من التّناقض الاجتماعيّ و السّياسيّ الذي عمل ” الآخر ” على تغذيته و استثماره ، و بخاصّة في منطقة كسورية حيث عرفت العديد من الشّعوب الغازية و الجيوش الفاتحة و الأفكار و المصالح الانفصاليّة و الصّراعات الدّائمة سواء بالوكالة أم بالأصالة.
و لمن لا يعرف التّاريخ جيّداً ، فإن ما يدور اليوم من صراعٍ تاريخيّ ، اجتماعيّ و سياسيّ ، انطلاقاً من تغذيةٍ خارجيّة و تصنيعٍ احتكاريّ للمغزى التّاريخيّ ، إنّما هو ظرفٌ يكاد يكون عابراً على عصيانه و عناده السّياسيّ ، المدعوم من جميع القوى الخارجيّة ذات المصلحة المفهومة في هذا الصّراع.. و ربّما يكونُ نُسخةً عن أصلٍ تاريخيّ مألوف و محفوظ. فقط فإنّ المختلف، اليومَ، هو حجم الدّمار و عمقه تَبعاً لطبيعة أسلحة الصّراع المعاصرة الأشدّ فتكاً و الأمضى تخريباً لعناصر الحياة.
فهل لا جديدَ إذاًً في الحرب السّوريّة اليومَ ، مختلفاًً عن ماضي أنماط الصّراع في سورية و على سورية عبر التّاريخ الطّويل؟
سوف يُصدمُ الكثيرون إنْ قلنا إنّ الذي يجري من هذه الحرب في أشكالها المدمّرة في هذا الصّراع ، هو ليس مفارقاً أو غريباً على تاريخ سورية المديد. .و لعلّنا كذلك نستنتج النّتيجة التّالية التي لا يرغبُ فيها الجميع!
كانت سورية على، الدّوام ، و بالأخصّ عَبرَ الألفيّ سنة الأخيرة و نيّف ، و منذغزوة الإسكندر المقدونيّ لشرقنا في هذه المنطقة من العالم ( 333 ق.م ) ، مروراً بالحقبة العربيّة الإسلاميّة ، ثمّ الحقبة الأيّوبيّة فالحقبة المملوكيّة و العثمانيّة ، و إلى ما بعد الحرب العالميّة الأولى ( 1918م ) و سورية الحديثة ، و ماتلاها من استشراسٍ استعماريّ ، نتيجة تطوّر وسائل الحرب و السيّاسة و ظهور العهد الإمبرياليّ باحتكاريّاته العديدة و الشّموليّة.. ، إلخ..
كانت سورية على الدّوام محطّاتٍ للنّزاعات الكبرى و الغزوات المسلّحة و الحروب الطّاحنة ، و التي كان فيها المجتمع ، كما هو اليوم ، ينقسم على نفسه في استقطاباتٍ شديدةٍ تطوّرت من مصلحة الغلَبةِ و التّفوّق ، إلى استقطابات الانقساماتِ التي غذّتها الانتماءات السّياسيّة و الدّينيّة و الطّائفيّة و العرقيّة ، فيما بعد.
هذه هي الصّورة التي كانت على الدّوام.. و لم نكن قادرين، تاريخيّاً ، على التّنظير الحيّ فيها أو عليها ، و لم يعمل مؤرّخٌ حقيقيّ أمينٌ و جريءٌ على ذلك. . و لكنّنا نعيش اليومَ المفارقات المُعقّدة و المختلفة و المتعدّدة لأنّنا- ببساطة – معاصرون لهذه الحرب، و حسب!
أمّا النّتيجة التي لا يودّ الكثيرون منّا الوصول إليها في هذا الدّرس التّاريخيّ الموجِعِ الجديد.. فهو أنّنا ، فعلاً، نعيش في مجتمعاتٍ تقسمها الثقافات الانعزاليّة التي استطاع من جديد الغربُ العنيف البناءَ عليها ، بواسطة استخدام شعوب و دول المنطقة ، للصّدام المدمّر فيما بينها ، و ذلك على طول و عرض هذه المنطقة الإقليميّة من سواحل المحيط الهنديّ العربيّة و حتّى سواحل ” المتوسط “، مروراً في ” الخليج ” بشاطئيه العربيّ و الفارسيّ ، و حتّى جبال طوروس و زاغروس أيضاً في الشّمال و الشّمال الشّرقي لهذه المنطقة من العالم.
إنّه و على الرّغم من الدّروس السّياسيّة و الاجتماعيّة التّاريخيّة التي كانت شعوب المنطقة تدفع ثمنها على الدّوام ، و بالأخصّ مجتمعنا العربيّ السّوريّ الذي كان عرضةً دائمة للتجريبِ و التّخريب و القتل و الاقتتال ، و محاولات الهضم و الإلغاء و الاستفراد بحيويّة هذا ” المكان ” ؛ فإنّ ثقافاتنا ( أقول ثقافاتنا لأنّنا في الحقيقة شعبٌ بثقافات انقساميّة بخلفيّات متناحرة ، و لسنا شعباً بثقافة واحدة جامعة.. كما تبيّن حقائق الحرب و مفرزاتها الأخلاقيّة ، التي نعيشها اليوم ) تُثبتُ اليومَ أنّها ثقافات عصبويّة ” أحادية ” لم تستطع آلاف السّنين من الاجتماع أن تجعل منها ظاهرة واحدة في بوتقة سياسيّة واحدة أو موحّدة.. !!؟
و مهما كان دليلنا على الفعل الخارجيّ ، دامغاً و حاسماً ، فإنّ هذا لا يُلغي كوننا مجتمعاً بقوى و سلطاتٍ و أخلاقيّات ، مهيّأً في تكوينه التّاريخي للاحتراب و الاقتتال.
لا أريد لأحدٍ أن يفهم الأمر على عواهنه.
إنّني أنظر إلى هذه الحرب نظرةً شاملةً و تفصيليّة ، بما فيها مكوّناتها ، و لكن على الأخصّ مفرزاتها السّياسيّة و الأخلاقيّة في إطار مجتمع واحدٍ ، يبدو أنّه مؤلّفٌ من ” جماعاتٍ ” لا يربطها رابط أو من كواكبٍ مختلفةٍ و نائية.. إنّني أقف على قابليّات هذا المجتمع، الثّقافيّة ، للتّجزّؤِ و التّجزيء و التّجزئةِ و الاجتزاء.. !
إنّ أحاديّة الخطاب السّياسيّ و محدوديّته العمياء ، التي تظهرُ شيئاً فشيئاً إلى العلن ، و ذلك في غاياتٍ انقساميّة متعدّدة و انفراديّة تتبعُ انعزاليّات لا حصر لها في خلفيّات السّلوك الثّقافيّ و السّياسيّ و الاجتماعيّ ، في ” التّفاوضِ ” و ” الحوارِ ” و في ” القتلِ “.. و في ” الصّمتِ ” أيضاً.
إنّ هذه ” الأحاديّة ” التّعدّديّة التي لا تجتمع- ربّما- إلّا على مداهناتٍ و أكاذيبَ و تبييتٍ للخيانة و الخداع.. تعكسُ ما يُسمّى بالواحديّةِ السّياسيّة و الانتمائيّة المتعدّدة ، بعددِ الأسلحة و المنطلقات التي تغذّي أسلحة هذه الحرب ، و المرتبطة أصلاً بمحدوديّة ثقافيّة و سياسيّة ، أثبتت الأيّام على التّوالي ضيقها و سخافتها و صناعتها في المستحيلات.
ليس لهذه ” الواحديّة ” و تلك ” الأحاديّة ” ما توحي به الّلغة في استخدام المصطلحات في بعدها الاجتماعيّ العامّ ، في إطار ما تكلّمنا عليه أوّلاً من الشّأن العامّ.
و أتحدّثُ هنا عن التّشرذم العصبويّ الانفراديّ الذي يجعل من كلّ ” قوّة ” مسلّحة أو غير مسلّحة ، على الأرض ، تختطّ لنفسِها و ” جماعتِها ” أو عصابتها خطّاً ” اجتماعيّا ” و سياسيّاً مغلقاً و بدائيّاً في ” فكرةٍ ” أحاديّة أو واحديّة تلغي جميع ما عداها من أفكار ، لتقومَ هذه الأخيرة أيضاً ، و كلّ منها على انفراد ، بواحديّة ” ثقافيّة ” و تكوينيّة ، الأمرُ الذي يجعلنا أمام جبلٍ من ” الواحديّات ” و ” الأحاديّات ” و ” المحدوديّات “.. و الخلافات و الاختلافات في الأهداف و في الغايات و المصالح المفهومة منها و غير المفهومة.. و التي لا يجمعها جامعٌ و ربّما لن يجمعها أيضاً في المستقبل السّياسيّ الضّروريّ و القريب.
إذاً.. هل كان لا بدّ من “الانفجار” ؟
الجوابُ ليس بسيطاً بقدر ما هي عواملُ ” الانفجار ” السّوريّ كانت متعدّدة و مركّبة و معقّدة.
لقد انبنى كلّ ” خارجيّ ” – كعاملٍ أو كفعل – من خطط و مؤامرةٍ كبرى ، على قابليّات أكيدة و استعدادات متينة من الاحتواء ” المشّجع ” و ” الحاضن ” الدّاخليّ و ” الاحتضان ” المتواصل لعوامل ” الحرب ” و وقودها الاجتماعيّ الدّاخليّ.
و ننبّه هنا الجميعَ من الأطرافِ التي شكّلت وقود هذا الصّراع و ما تزالُ ، إلى الإسهامات الحاقدة و الّلئيمة التي قدّمتها تلك الأطراف..
فإنّنا ننبّهُ بالأحرى إلى ” المادّة الصّلبة ” من عوامل هذا الصّراع ، و المتمثّلة في الوعي الانعزاليّ و الانفصاليّ و الانقساميّ و المتخلّف و الرّجعيّ و البدائيّ أيضاً.
لعلّ كثيراً من مفردات و أدوات هذا الاقتتال الدّامي الذي يُمزّق سورية و يطحن فيها الأرواح و يعدم فيها الحاضر و المستقبل ، و بخاصّة منها ( المفردات و الأدوات ) تلك المستثمَرة بوعودٍ كاذبةٍ و مستحيلة و بأجور في القتل و إهراق الدّماء ، لا يُدركون من هذه الحرب إلّا الأجر الماليّ ” المغري ” لهم كوقودٍ رخيص في ” الحرب “، و أوهامهم في وعودٍ مزيّفة و زائفة ، جاهلين ( و أغبياء ) أنّ ” السّياسات ” العالميّة لا تنظرُ إليهم إلّا كمخلوقاتٍ رخيصةٍ و صمّاءَ ، مصيرها الموتُ و ليس الإثراء.. إن عاجلاً أو آجلاً بكلّ تأكيد.
ومن الأفضل هنا ، أن نتأنّى في الحكم على الأحداث البشريّة بـ ” الحتميّات ” التّاريخيّة الكاذبة أو الرغبويّة ، لنؤكّد أنّ ما هو ضروريّ و حتميّ ، قد أصبح في ذمّة الماضي من التّاريخ ، إلّا أنّ على ” المستقبل ” أن يُصنع بالقوّة – و أحياناً بالعنف – ضماناً لمسيرة الوطن الواحد و الوحيد.. هذا إنْ كان الأمر فعلاً يعني الأغلبيّة و ليس الجميع.. !
التعليقات مغلقة.