داعش تتحالف مع القاعدة وربما يندمجان أيضا..؟!

 

حسين الرواشدة ( الأردن ) الأحد 30/4/2017 م …

داعش تتحالف مع القاعدة وربما يندمجان أيضا..؟!

الإجابة بنعم ستكون بالطبع مفزعة، لأن مجرد مثل هذا التقارب أو التعاون سيجعل من جبهة “الإرهاب” الموّحدة تحدياً كبيراً على مستوى العالم كله.

رغم ان المعلومات مازالت شحيحة حول “اتصالات” جرت بين الطرفين: الاخوة الأعداء من أجل التوصل الى “تحالف” ولو مؤقتا الاّ ان ثمة ثلاث إشارات يمكن ان تندرج في سياق إمكانية حصول ذلك، الأولى ان القاعدة تعتقد ان بقاء داعش ولو مؤقتاً سيصب في مصلحتها على المدى البعيد، فهي كانت تخشى من ان تتصدر داعش قائمة “التنظيمات” المسلحة وان تتمدد في العالم على حسابها، أما وقد انحسرت وتراجعت فإن التحالف معها ممكن ومفيد ايضاً.

الإشارة الثانية هي ان القاعدة تراهن على انضمام المزيد من المقاتلين اليها في حال تعاونها مع داعش، خاصة الذين انشقوا عن داعش او الآخرين الذين يفكرون بالانشقاق لأسباب مختلفة، وقد سبق ان انضم العديد من قيادات داعش للقاعدة كما حدث في الموصل مؤخراً.

تبقى الإشارة الثالثة وهي ما أكده الظواهري في خطابه قبل نحو شهر حين طالب مقاتلي القاعدة بمساعدة إخوانهم في سوريا والعراق، وهي دعوة فهم منها إمكانية التعاون مع داعش أيضا لمواجهة “الأعداء” المشتركين.

في عام 2014 أعلنت داعش انشقاقها عن القاعدة، ثم بدأت الأخرى سلسلة تصريحات تبرأت فيها من التنظيم الوليد، كانت الخلافات الايدلوجية والسياسية مفهومة بالطبع وقد بدأت قبل ذلك حين كان الزرقاوي يتصدر صفوف التنظيم في العراق، ثم تجذرت اكثر مع قدوم البغدادي، هذه الخلافات كانت عميقة بالفعل، ابتداءً من مسألة إقامة الدولة والخلافة الى تحديد من هو العدو الى أولويات الجهاد وساحاته وصولا الى حدود التوحش، لكن بقي لدى الطرفين اللذين خرجا من رحم واحد مشتركات ايدولوجية وسياسية وإن اختلفت الرؤى والالويات، وهي كفيلة بدفعها للدخول في أي نوع من التعاون، او حتى التحالف وربما الاندماج.

هل قلت الاندماج؟ ربما. لكن ما هي الأسباب التي تدفع للتفكير بالتحالف؟ هنالك ثلاثة أسباب على الأقل: الأول هو الضغط الذي يتعرض له تنظيم داعش في سوريا والعراق بعد انحساره جغرافياً واطباق الخناق عليه في المركزين (الموصل والرقة)، الثاني المخاوف التي تنتاب القاعدة من ان تكون الهدف الثاني بعد التخلص من داعش، خاصة وان الإرادة الدولية والإقليمية توفرت أكثر من أي وقت مضى لاجتثاث داعش وتدميره عسكرياً.

اما السبب الثالث فهو ان هذا التحالف الدولي والإقليمي بعث بإشارة للقاعدة التي بدأت “ربيع” عملياتها في أفغانستان وغيرها من المناطق مضمونها ان الدور سيكون عليها وكانت “ام القنابل” مجرد البداية، وبالتالي فإن الرد المتوقع منها وقبل ذلك من داعش هو البحث عن “جبهة” موحدة او تحالف اسوة بما فعله “الخصوم”، فتحالف الأعداء يغري التنظيمين على التحالف ايضا.

أدرك تماماً ان هنالك بعض التفاصيل الأخرى التي تتعلق بما يجري على الأرض، سواء في سوريا حيت تتنوع التحالفات وتتعدد في موازاه اشتباك المصالح والنفوذ، او في العراق حيث يشكل التدخل “الإيراني” هاجساً لداعش والقاعدة، مما يدفعها للتحالف، لكن المهم هنا هو ان أي تحالف بين الطرفين، مهما كان نوعه، سيدفع باتجاه خطير، ليس على مستوى الحروب والصراعات في المنطقة، وانما على صعيد المواجهة بين الإرهاب والعالم ثم الصراع الدائر بين السنة والشيعة، هنا ستبدو التنظيمات المسلحة “قوة” معتبرة قادرة على التحالف مع تنظيمات أخرى (كما فعلت جبهة النصرة في سوريا مثلا) او ربما مع دول يمكن ان توظفهما لحساباتها المختلفة.

من المفارقات هنا انه فيما يتوجه داعش للتحالف مع القاعدة، او العكس، نجد ان العالم العربي الذي يواجه خطرهما معا أكثر من أي طرف آخر في العالم يتجه نحو المزيد من الصراعات والمناكفات، وفيما يعلن العالم حربه على الإرهاب بعد ان أصبح يدق ابوابه نجد ان الحل العسكري فقط مازال يتصدر الاجندة اما الجذور التي تغذي هذا التطرف والإرهاب فما زالت تتمدد ولا يجرؤ أحد عن الإشارة اليها بشكل جدي ناهيك عن محاصرتها او وقطعها من الأساس.

بقي ان أسجل ملاحظة أخيرة وهي ان الحرب ضد الإرهاب اذا ما نجح التنظيمان في التحالف او تمكنا من “الاندماج” وهو متوقع، ستكون طويلة ومكلفة وربما تكون احدى البوابات لدخول العالم في حرب عالمية جديدة، ونحن دائما من سيدفع الثمن.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.