أيام داعش الأخيرة في سورية
د.خيام الزعبي ( سورية ) الأربعاء 3/5/2017 م …
أيام داعش الأخيرة في سورية …
يبدو أن مصير تنظيم داعش وإرهابه يقترب من النهاية في سورية، فكل يوم يعلن الجيش السوري، سحق مقاتلي ومسلحيه في كافة الأراضي السورية والقضاء على عناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي انتشرت مؤخراً في سورية في محاولة لها لزعزعة أمان واستقرار الدولة السورية والمنطقة العربية بأكملها، الأيام القليلة الماضية أعلن الجيش السوري عن تصفية قيادات أردنية وسعودية وغربية في حمص وحماة وريف دمشق، كما نفذت وحدات من الجيش السوري في إطار حربها على الإرهاب عمليات مكثفة على تجمعات ونقاط تسلل المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في أحياء بمدينة دير الزور وأطرافها وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد خلال ضربات استباقية قام بها الجيش بالتنسيق مع القوات الجوية.
تمكن الجيش السوري من هدم امبراطورية تنظيم داعش التي سعى لبنائها منذ سنوات في سورية، وبدأت العديد من المؤشرات على ضعف هذا التنظيم بشكل كبير، فهناك إنهيار كبير ومتسارع وهزيمة قاسية تلقاها هذا التنظيم على يد الجيش مسرحها هذه المرة ريف حمص الشرقي وسط سورية شهد أقسى الهزائم التي تكبدها الدواعش محدثة إرتباكاً كبيراً في صفوفهم، إذ سيطر الجيش على الطريق الواصل بين مدينة تدمر وبلدة عقيربات في ريف حماة الشمالي الشرقي ما يسهل على القوات الحكومية التقدم باتجاه ريف حماة الشمالي الشرقي ومنها إلى بادية الرقة، وتعتبر الأسابيع الأخيرة أكبر دليل على فشل تنظيم داعش في سورية، حيث خسر التنظيم قبضته على مدينة حلب وتجري استعدادات لتحرير مدينة الرقة، وهي المحطة الرئيسية لداعش في سورية.
ومع اقتراب النهاية يتصاعد التساؤل بشأن مصير مسلحي “داعش”، لقد دفعت الهزائم المتتالية التي منيت بها داعش في سورية، عدداً من مسلحيه الأجانب، إلى الفرار نحو الحدود التركية وفق تقارير غربية، ما يشير إلى حجم الانهيار الكبير في صفوف هذا التنظيم المتشدد وانهياره في سورية، وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن “عدداً كبيراً من المسلحين الأجانب” تخلوا عن القتال في صفوف داعش في سورية، وحاولوا الوصول إلى الأراضي التركية،.وتحدثت عن إقدام أشخاص يحملون جنسيات بريطانية وأميركية وفرنسية، على الفرار من صفوف “داعش سورية”، الذي خسر مناطق واسعة كانت تحت سيطرته، وبذلك يبدو أن بداية نهاية داعش قد اقتربت، بعد نحو 3 أعوام، على احتلاله مناطق واسعة في سورية، وإعلانه “خلافة” مزعومة، الأمر الذي دفع وقتها عدد كبير من الأجانب إلى السفر إلى سورية للانضمام إلى صفوف التنظيم المتشدد.
في هذا السياق أن الانحسار التدريجي لتنظيم داعش في كل من سورية و العراق يدل على بداية نهاية هذا التنظيم، وفي الآونة الاخيرة شهدنا خسارته للعديد من المناطق ومساحات النفوذ التي كان يسيطر عليها، والآن نشهد انسحاب الكثير من مقاتلي هذا التنظيم من سورية والعراق باتجاه الدول التي جاؤوا منها في أوروبا وآسيا الوسطى وشمال إفريقيا، أما فلول هذا التنظيم فالجيش السوري وحلفائه كفيل بالقضاء على ما تبقى منه.
مجملاً…. إن الكرة الآن في ملعب الجيش السوري، وباتت بيده أي مبادرة هجومية قادمة على الإرهابيين بإسناد حلفاؤه خاصة سلاح الجو الروسي في أغلب المحاور، وبذلك أثبت الجيش السوري وحلفاؤه قدرته على إلحاق الهزيمة بقوى الجهل والظلام، عصابات داعش ومن وراءهم، وتحطيم أسطورتهم الوهمية الخادعة، وهنا يمكنني القول إن رهان الغرب على قدرة داعش على هزيمة الجيش السوري هو رهان خاسر وعلى الغرب وحلفائه من العرب أن يفهموا أن تزويدهم لداعش وأخواتها بالسلاح هو لعب بالنار سوف يدفعون ثمنه باهظا وﻻشك أن مصير أعداء سورية سوف يكون نفس مصير تنظيم داعش الذين يدعموه بالمال والسلاح لزعزعة أمن واستقرار سورية، وبإختصار شديد قلت وأكرر، ستزول داعش لا محالة، وستزول كل مخططات الفوضى غير الخلاقة التي تحاول أمريكا، وتصر على تنفيذ مخطط التقسيم في المنطقة العربية وعلى الأخص سورية.
التعليقات مغلقة.