صفقة (القرن) الكبرى.. خطة أولمرت تعود للدوران
الأربعاء 3/5/2017 م …
صفقة (القرن) الكبرى.. خطة أولمرت تعود للدوران …
الأردن العربي – كتب صلاح سكيك …
في العام 2006، طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق ايهود أولمرت، خطة للسلام، بهدف إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولتكون مقدمة أيضًا ينتهي بها الصراع العربي- الإسرائيلي.
هذه الخطة لاقت ترحيبًا من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، واعتبرها آنذاك خطوة إسرائيلية جريئة، ووقتها كانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متواصلة، وتمهد لحل نهائي، لكن عدم رضا السلطة الفلسطينية عن الخطة، والمتغيرات التي أعقبتها، أدت لتوقفها وعدم الأخذ بها، أو حتى إعادة طرحها من جيد.
الخطة جاء فيها، بأن يتم عرض مبادلة للأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يعني اقتلاع آلاف المستوطنين اليهود من الضفة الغربية، وترسيم حدود تقام على طول الجدار الإسرائيلي العازل، وعلى أن تقوم إسرائيل بضم نحو 6.3 في المئة أراضي الضفة اليها، وهي مناطق تضم نحو 75% من المستوطنات اليهودية.
إضافة إلى ذلك، كان من المفترض أن تقتلع خطة أولمرت عددًا من كبريات المستوطنات اليهودية، ومنها تجمعات استيطانية متشددة قريبة من مدينة الخليل، وبعض المستوطنات الزراعية في وادي الأردن، أما تلك التي كانت ستضم إلى إسرائيل فهي المستوطنات القريبة من شمالي الضفة، وجنوب وشرق القدس.
وتضمن العرض الإسرائيلي المرفوض فلسطينيًا، إنشاء ممر آمن بين جنوب الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن الفلسطينيين يصرون على العودة إلى حدود عام 1948 التي كانت قائمة حتى حرب حزيران من عام 1967.
وفي ملف القدس، فذكر أولمرت، أنه لا يمكن حله ضمن الجدول الزمني، لذلك سيكون الاتفاق على تأجيل النقاش في هذا الملف بهدف إنهائه لاحقًا، واقترح أولمرت بأن تبقى السيادة والسيطرة في الأماكن المقدسة في المدينة، بمشاركة دول وأطراف دولية عدة.
آنذاك، رأى معلقون من الجانبين، أن خطة أولمرت هي خطة لتدمير أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار، وتملك الحد الأدني من السيادة ومقومات الحياة، فيما اعتبرها البعض فرصة لإنهاء بعض من الصراع القائم، الذي يزداد أكثر فأكثر مع ازدياد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
بعد المقترحات السابقة ومقارنتها بالمقترحات الحالية، هل بالفعل خطة أولمرت مطروحة أمام ترامب كي يقرب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أم ان المبادرة العربية، هي المخرج الوحيد، ويتم وضع صفقة (القرن) التي قد يفرضها ترامب على الطرفين، أم ترامب يفكر فيما لا يفكر به الآخرون، وسيذهب نحو خطة أو مبادرة خاصة به، وبالتالي سيصبح جزءًا من التاريخ، كمنهٍ للصراع في الشرق الأوسط؟
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور، ناجي شراب، أكد أنه بعد 3 سنوات من آخر زيارة للرئيس محمود عباس، إلى البيت الأبيض، تأتي هذه الزيارة في ظل المتغيرات التي تعيشها المنطقة، خصوصًا وأن المتغيرات طالت القضية الفلسطينية، وأجهضت عملية السلام التي كان يطالب بها أبو مازن، طوال عقد من الزمن.
وقال شراب لـ “دنيا الوطن”: “إن اللقاء قد يكون بداية لعلاقة جيدة ما بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة”، موضحًا أن المطالب الأمريكية التي سيضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على طاولة البيت الأبيض، ستتعدد بما يخدم مصالحها، لا سيما الطلب من الرئيس عباس، بالاعتراف بيهودية الدولة، “وبالتالي عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم” وهذا مطلب أساسي للأمريكان، إضافة لإيعازهم بضرورة استئناف المفاوضات “الفلسطينية- الإسرائيلية”.
وأضاف: “هناك توجه أمريكي، يساند السلام الإقليمي، وسيقوم الأمريكان بطرحه، والعمل عليه، وسيحاولون الضغط على الجانب الفلسطيني، للقبول بهذا الحل، للبدء في إنجازه عبر مؤتمر دولي يحضره عدة أطراف في الشرق الأوسط”.
وأوضح شراب، أنه على الجانب الآخر، فإن الرئيس عباس، سيركز على استعداده للبدء في العملية التفاوضية، من أجل إحلال السلام الشامل والعادل، وسيطلب دعمًا من ترامب، كي يضغط على الحكومة الإسرائيلية، في ظل تعنتها بخصوص ملفات السلام.
ولفت إلى وجود تراكمات تفاوضية يستند إليها المفاوض الفلسطيني، منها تفاهمات عباس- أولمرت عبر الخطة التي وضعها الأخير عندما كان رئيسًا للوزراء في إسرائيل، لا سيما وأنها كانت تلقى بعض الترحيب من الفلسطينيين آنذاك، وأيضًا دعمها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، رغم أنها لم تطبق.
وبيّن أن الأمر يختلف بالنسبة لترامب، لعدم امتلاكه رؤية متكاملة لإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، فهو يعتمد على علاقاته بنتنياهو، ومنظمات يهودية، إضافة لمستشاريه الذين عينهم لإطلاعه على فحوى المفاوضات السابقة، مستدركًا: “لكن ترامب، يظهر وكأنه يريد إحراز صفقة تاريخية، لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي، والدخول للتاريخ بكونه الرئيس الأوحد الذي فعل ما عجز عنه الرؤساء السابقون الذين تعاقبوا على البيت الأبيض”.
وذكر شراب، أنه رغم ما قد يظهر بأن صفقة تلوح في الأفق، إلا أنه من غير المتوقع أن تقبل الحكومة اليمينية في إسرائيل بأي حلول أو تفاهمات سابقة، فهي لم تقبل بالقليل حتى تقبل بخطة أولمرت، في ظل وجود الثلاثي “نتنياهو- بينت- ليبرمان”، على رأس حكومة اليمين.
التعليقات مغلقة.