تعقيب على خطاب مندوبة الأردن دينا قعوار في مجلس الأمن
محمد شريف الجيوسي
مندوبة الأردن في الأمم المتحدة في كلمة لها امام مجلس الأمن تكشف عن انحيازها للجماعات الإرهابية المسلحة مطالبة الدولة بوقف ” البراميل المتفجرة ” وبتقديم مساعدات للمناطق الواقعة عن سيطرة العصابات الإرهابية وبحل يضمن ” انتقالاً سياسيا ” ومطالبة بدعم دولي أكبر لاستضافة اللاىجئين السوريين مستخدمة أرقاما غير دقيقة حول أعدادهم
دعا الأردن الليلة الماضية ( الخميس / الجمعة ) بلسان مندوبته لدى الامم المتحدة، دينا قعوار ، إلى ما أسمته (اطلاع المجتمع الدُولي على مُداولات مَجلس الأمن حول كيفيةِ الاستجابةِ للأزمةِ الانسانية في سورية وتداعيتها على الأردن ودول الجوار وعلى الاستقرار في المنطقة وكيفية التعامل مع أكبرِ أزمةٍ انسانيةٍ في العالم اليوم.
وتحدثت قعوار عن فظائع يتعرض لها الأطفال والنساء والمدنيين والمرافق المدنية كالمستشفيات وقطع الخدمات الرئيسة كالمياه والكهرباء.. مساوية بذلك بين الدولة الوطنية السورية التي تقدم خدماتها لمواطنيها في المناطق الواقعة تحت إدارتها وتعمل على إيصالها بكل الوسائل للمناطق الواقعة تحت سيطرة العصابات الإرهابية التي تعمل على تخريب هذه الخدمات العامة للمواطنين وسرقة النفط وسوى ذلك.
وحملت قعوار الدولة الوطنية مسؤولية مسؤولية أكبر لما يحدث ، داعية (النظام السوري لعدم استخدام البراميل المتفجرة، والتوقف عن انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني ) ، ومن ثمة دعت جميع الجهات للإلتزام بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، دون ان تسمية تلك الجهات ، تهربا من تحميل من تطلق عليها الولايات المتحدة وحلفائها المعارضة المعتدلة .
كما اكدت على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتكثيف العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية لما يزيدُ عن 12 مليون انسان داخل سورية بحسبها ، بحاجةٍ ماسةٍ للمساعدة بما فيها المناطق المحاصرة (ومصطلح المناطق المحاصرة هو الإسم السري للمناطق الخاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية المسلحة التي عاثت وتعيث فساداً وتخريباً ، وهدف المطالبة بتقديم مساعدات لتلك المناطق مدها بعناصر القوة والتمدد وهو مطلب أمريكي لإستدامة الحرب على الدولة الوطنية السورية أطول فترة ممكنة )
واعتبرت قعوار ، ان الأردن ملتزمٌ بتطبيقِ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالوضع الإنساني في سورية، وانه سيعمل مع نيوزيلاندا واسبانيا وبالتعاون مع جميع اعضاء المجلس لمتابعة هذه القرارات، وصياغة وتقديم غيرها لضمان وصول المساعدات وإنقاذ المزيد من الأرواح، وانه سيستمر في تسهيل مرور شاحنات المساعدات عبر معبر الرمثا . ( تجري محاولات تسييس هذه المساعدات بالكتابة عليها أنها مقدمن من هذه الجهة أو تلك وهي الجهات ذاتها التي تجند وتمول وتدرب وتسلح وتمرر العصابا الإرهابية )
وحثت قعوار الأمم المتحدة وشركائها على الاستفادة قدر الإمكان من الموارد التي خصصها الأردن لهذا المعبر لزيادة عمليات عبور الحدود.
وقالت قعوار ان حدة الأزمة في سورية ازدادت ، لتأخذ طابعا اكثر تطرفا وطائفية ، ولتلقي بتبعاتها الإنسانية الهائلة على دول الجوار والتي تمثلت بتدفق أعدادٍ ضخمة من اللاجئين ، مضيفة ان الأردن فتح ذِراعيه لاستقبالِ الاشقاء اللاجئين السوريين منذ مَطلع الأزمة، وكانت بداية تلك الاستضافة في منازل الأردنيين انفسهم قبل أن تزداد نسب التدفق، وقبل أن تَشيّد المخيمات التي يقارب أحدها في كثافته السكانية رابع أكبرَ مُدن الأردن. ( يعبر من يسمون لاجئين سوريين من نحو 48 منفذا اردنياً غير شرعي مع سورية بحسب مسؤولين أردنيين وتستغل الجماعات الإرهابية المسماة معتدلة هذه المعابرلغايات العبور الآمن واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وباتت هذه المعابر تستغل من قبل الهاربين من العدالة ومهربي المخدرات والسلاح والبشر والمال والدخان والماشية والسيارات المسروقة )
واعتبرت قعوار أن الأردن ( يستضيفُ ما يزيدُ عن مليون ونصف سوري في ظل محدوديةِ المواردِ والإمكانيات وعدم كفاية الدعم الدولي المقدم له ) وهي الأرقام التي تتضارب بين حين وآخر بين مسؤول أردني وآخر ، وبين الأرقام الأردنية الرسمية وبين أرقام مفوضية اللاجئين ، وبين من أتوا كلاجئين بعد الأزمة وبين من هم كعمالة مقيمة أو أصحاب محلات ومشاريع استثمارية صغيرة وورش بناء وسوى ذلك .
وتحدثت قعوار عن ما أسمته ، مفهوم حالة ( الإعياء الذي تتعرضُ لها الدول المُضيفة للاجئين بما فيها الأردن الذي أصبح مُنهكا ووصلَ إلى الحدِ الأعلى من إمكاناته في تقديم المساعدات للاجئين السوريين ).
وناشدُت قعوار ما أسمته ” المجتمعَ الدولي الآن وأكثرَ من أي وقتٍ مضى لتحمل مسؤولياته في مساندة ومساعدة الأردن والدول المضيفة للاجئين السوريين لتمكينهم من الاستمرار بأداء هذا الدور الإنساني الهام .
ورحبت قعوار بإعلان ( حكومة الكويت الشقيقة عن استضافتها الكريمة للاجتماع الوزاري للدول المانحة ) داعية الدول للمشاركة الفاعلة فيه”.
وطالبت بمتابعة بيان برلين الختامي الذي سلط الضوء على التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تُواجه دول الجوار، داعية الدول للمساهمة في اعادة توطين اللاجئين.
وتحدثت قعوار عن حل سياسي للأزمة السورية “يحقن الدماء، ويُحقق ما اسمته ( الانتقال السياسي ـ وهو المصطلح الذي تطالب به الجماعات المعارضة للدولة الوطنية السورية التي تستمد الدعم بأشكاله كافة من واشنطن وعواصم الغرب الأوروبية الاستعمارية والانكشارية التركية ودول الخليج وغيرها .. ) بما ينسجم مع ما اسمته قعوار (الطموحات المشروعة للشعب السوري )،ويعيد الأمن والاستقرار لسورية وشعبها، ويرمم الوحدة الوطنية السورية الجامعة لكافة مكونات الشعب السوري، ويوفرُ البيئة اللازمة لعودة أبنائها اللاجئين إلى ديارهم .
واعتبرت قعوار أن ( غياب الحل الشامل للأزمة السورية سيؤجج تكريس الصراع الطائفي على مستوى الإقليم وسيدفع المنطقة الى المزيد من العنف والدمار) وقعوار بهذا القول تريد إعطاء الصراع طابعه طائفي ، فيما الأمر ليس كذلك ، إلا في أدمغة الجماعات المسماة معتدلة التابعة لواشنطن ، والعصابات الإرهابية المسلحة ، وهما تحاولان بكل الوسائل عبثاً صبغه بالطائفية ـ فيما هي مؤامرة وحرب دولية مكشوفة تشن على سورية ومحور المقاومة لأسباب معروفة )
وقالت قعوار أن الاردن يدعم ” العملية السياسية ويدعم الجهود الجدية التي تبذلها الأطرافُ الإقليمية والدولية للتوصل الى حل سياسي استنادا لبيان جنيف، وتحديدا الجهود الروسية والمصرية” وقالت ان الاردن “يدعم جهودَ الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية والتي يبقى دورها محوريا وأساسيا، بما في ذلك خطط المبعوث الخاص ستيفان دي مستورا التي تهدف الى الحد من مستوى العنف وضمان وصول الدعم الإنساني لبعض المناطق”.
وحول هذا الدعم تقول التقارير ومراكز الدراسات الأمريكية والغربية غير ذلك وأن الأردن ضالع في المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة ، وإن كان الأردن لا ينفذ أحياناً كل ما قد يطلب منه في الوقت المناسب علنا وبكل أريحية ، كما أن الأحزاب القومية واليسارية والنقاباتى المهنية والقوى والشخصيات الأردنية بما في ذلك المتقاعدين العسكريين أعلنوا مراراً رفضهم زج الأردن ضد سورية والعراق والبحرين وفي أي رقعة اخرى ، ودعوا للتنسيق في مجابهة الإرهاب مع الدول العربية التي تتعرض له والتي تعمل على مكافحته كسورية والعراق ومصر
عمان صباح يوم الجمعة 27 شباط ، 2015
التعليقات مغلقة.