شهداء سورية في عيدهم يرسمون لنا طريق النصر
هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 9/5/2017 م …
شهداء سورية في عيدهم يرسمون لنا طريق النصر .. .
ذكرى السادس من أيار من عام 1916 ستبقى محفورة عميقا في ضمائر وعقول وأرواح الشعب العربي السوري، كرمز للنضال في سبيل الحرية وإقامة الدولة العربية التي تعيد للعرب حريتهم وشخصيتهم، وفي هذه الذكرى نستذكر جميعاً كعرب ذكرى شهداء الحرية ، في كل من سوريا ولبنان ونستذكر معها حقد وكراهية سلاطين بني عثمان على العرب واسلامهم المعتدل والمتسامح مع جميع الاديان ، ففي ذلك اليوم برز حقد السلطان العثماني حفيد سلالة بني عثمان المدعو “بجمال باشا السفاح” بحق مناضلي ومثقفي العروبة وهذا بدوره فقد كان فصلاً من فصول مسيرة هذه الحقبة المظلمة لأمة العرب عندما استعمرهم سلاطين بني عثمان لاربعة قرون فهم قد نشرو الجهل والتخلف بين أبناء العروبة بحقبة حكمهم للعرب فقد كانوا هم سلاطين العرب وبحجة انهم أنبياء الاسلام الجدد والاسلام منهم ومن حججهم براء فقد أشاعوا الظلم والفساد والجهل والاميه والتخلف في أمة العرب ، وقد استكملت مسيرة هذا الحقبه المظلمة من سلاطين بني عثمان ضد العرب في مجازر أبادة المثقفين العرب .
وفي يوم 6 ايارمن عام 1916 كانت المجزره الكبرى ضد مثقفي ومناضلي العروبة وفي تفاصيل هذه المجزره بحق مناضلي ومثقفي هذه الأمة نقرأ انه قد غادرمنطقة عالية في الخامس من شهر ايار 1916 قطار محمل بكوكبة من المثقفين والمناضلين العرب تحت حراسة شديدة، ولما وصل القطار مدينة رياق، التقى بقطار محمل بعائلاتهم إلى المنفى في أراضي الأناضول، وكان مشهد اللقاء والوداع مؤلما مريرا، وقد افترق القطاران بعد ذلك إلى دمشق وحلب، ولما وصل قطار الشهداء محطة البرامكة، منع الجنود الناس من مشاهدتهم، ثم نقلوهم إلى دائرة الشرطة .
أنيرت ساحة المرجة في الساعة الثالثة من صباح يوم 6 أيار بالأنوار الكهربائية، كما أمرت السلطة العسكرية صاحب مقهى زهرة دمشق بإنارة المصابيح لتستطع بنورها على الساحة، ووقف جمال باشا السفاح على شرفة بناية أحمد عزت العابد ليراقب عملية الإعدام، وقد تم إعدام سبعة من الشهداء وهم حسب الترتيب التسلسلي في إعدامهم وهم، شفيق بن أحمد المؤيد العظم، عبد الوهاب بن أحمد الانكليزي، الأمير عمر عبد القادر الجزائري، شكري بن علي العسلي، رفيق بن موسى رزق سلوم، الشيخ عبد الحميد الزهراوي، رشدي بن أحمد الشمعة ، كما أصدر جمال باشا السفاح أوامره بتنفيذ حكم الإعدام بشهداء بيروت فجر يوم السبت 6 أيار، في سا حة البرج التي أصبحت تعرف لاحقا بساحة الشهداء، ففي الوقت الذي كان فيه القطار يقل الشهداء السبعة إلى دمشق، كانت المركبات تحمل من عالية إلى بيروت الشهداء وهم حسب تسلسل الإعدام كالتالي، بترو باولي، جرجي موسى الحداد، سعيد فاضل بشارة عقل، عمرمصطفى حمد، عبد الغني بن محمد العريسي، الأمير عارف بن سعيد الشهابي، الشهيد أحمد طبارة، توفيق أحمد البساط، سيف الدين الخطيب، علي بن محمد بن حاجي عمر النشاشيبي ، العقيد أمين بن لطفي الحافظ، محمد جلال الدين بن سليم البخاري، محمد الشنطي.
واليوم ومع مرور الذكرى الأولى بعد المئة ، على ذكرى هذه المذبحة والمجزرة ،يعود المدعو بالسلطان العثماني الجديد “اردوغان” وزمرته الحاكمه اليوم ، ليستكمل مسيرة اجداده الحاقده على العرب ، فهو اليوم يمعن باجرامه بحق سوريا ومع كل هذا وذاك فاليوم يمكن ان نقول ان تكاملية صمود سورية أمام المشاريع العثمانية الجديدة ، والتي راهن عليها سلاطين بني عثمان الجدد بأنها ستكون النواة الأولى لدخولهم الى سورية ومن ثم الى العراق ومنها الى مصر ،قد سقطت جميعها بصمود سورية بكل اركانها امام مشاريع العثمانيين الجدد .
ختاماً ،أن ذكرى عيد الشهداء هذه الذكرى المؤلمة بحجمها واسلوبها ستشكل وبما لايدع مجالآ للشك دافعآ للسوريين بشكل خاص لأن هذه الذكرى ترتبط ارتباط تاريخي وأنساني وروحي وعقائدي بهم لأن يستمروا بأستكمال مسيرة التحرر من أفكار وأحقاد بني عثمان وفي طريق هذا التحرر سيكون هناك طبعاً دافع أقوى لدى السوريين اليوم بعد حجم المعانأه التي زرعها سلاطين بني عثمان الجدد بسورية اليوم ، ليكون الهدف القادم للسوريين اليوم بعد قرب أستكمال مسيرة نصرهم على هذه المؤامره الكونية القذره التي تعصف بهم هذه الايام ، هو اعمار وبناء سورية لتنهض من جديد” ولتكن دماء شهداء الامس القريب والحاضر المعاش ، هي قرابين النصر والتحرير ، ولتبقى سورية هي درة الشرق ومنبع التاريخ وارض المجد وقلب العروبة النابض ، فهنيئاً لكل شهداء الامس واليوم الذين رسموا ويرسمون بدمائهم طريق النصر …..
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.