المشاريع الصهيونية والوطن العربي
فؤاد دبور ( الأردن ) الخميس 11/5/2017 م …
المشاريع الصهيونية والوطن العربي …
عملت الحركة الصهيونية ولا تزال، من اجل اضعاف الوطن العربي عبر منع اقطاره من التواصل والترابط والتنسيق حتى لا يستطيع تشكيل قومية عربية واحدة تجعله مؤهلا لقيادة المنطقة. بل هي تريد قيادة المنطقة لتحقيق مصالحها، وهذا لن يحدث الا بتجزئة المنطقة الى دويلات صغيرة. كما ان الكيان الصهيوني وهذا ما أورده شمعون بيريز في كتابه ” الشرق الاوسط” حيث جاء فيه ان هدفنا النهائي هو خلق اسرة اقليمية من الامم، ذات سوق مشتركة وهيئات مركزية مختارة على غرار المجموعة الاوروبية”.
كما جاء فيه بأن تقسيم العمل في النظام الشرق اوسطي، سوف يكون من خلال خلق معادلة جديدة، قائلا: “ان المعادلة التي سوف تحكم “الشرق الاوسط الجديد” سوف تكون عناصرها كما يلي: النفط السعودي + الايدي العاملة المصرية + المياه التركية + العقول الاسرائيلية”. ويرى الكيان الصهيوني ان الصراع الفعلي في “الشرق الاوسط” هو بين الوحدة العربية من جهة والتعددية الطائفية والعرقية من جهة أخرى، لان الوحدة سوف تؤدي الى استمرار العداوات والتناقضات والحروب في المنطقة، بينما تعددية الطوائف والكيانات والدويلات ستقود المنطقة الى الاستقرار والسلام على حد زعمهم.
واكد العديد من المفكرين الصهاينة على وضع الخطط والمشاريع والأفكار التي تؤدي الى اضعاف اقطار الوطن العربي ومن ابرزها:
1- تقويض الكيانات العربية واسقاطها وتفتيتها، عبر اثارة الحروب والنزاعات بين الدول العربية.
2- ايجاد مختلف الوسائل لتدخل القوى العظمى في النزاعات العربية، بغية تدمير البنية الاساسية للدول العربية من دون استثناء.
3- تفتيت المجتمعات العربية من الداخل عن طريق دعم الاقليات غير العربية وغير الاسلامية.
4- تدعيم علاقات الكيان الصهيوني مع دول الجوار العربي والتحالف معها. ولهذا فإن الكيان الصهيوني تعتمد في استراتيجيتها على اضعاف الدول العربية من خلال الوسائل التالية:
– تفتيت الدول العربية من خلال اثارة النعرات الطائفية وتغذيتها داخل كل دولة عربية، بما يحقق الامن القومي للكيان الصهيوني.
– العمل على توسيع الخلافات بين الاقطار العربية، لكي تبدد قوتها العسكرية في الصراعات الاقليمية التي تسهم هي في خلقها ودعمها.
– العمل على منع قيام وحدة بين الاقطار العربية، والسعي الى تمزيق المنطقة وتجزئتها الى كيانات ضعيفة متقاتلة.
– انشاء حركات مؤيدة للكيان الصهيوني، تهدف الى تفتيت الروابط الاجتماعية والقومية في المجمع العربي، وخلق صراعات دينية بين المسلمين وبقية الطوائف من اجل تفتيت الشعب الواحد وتقسيمه.
– تمزيق الدول العرية الى مناطق مستقلة تسيطر عليها الطوائف المختلفة.
– بما ان القومية العربية هي العدو الرئيسي للكيان الصهيوني، فإن تجزئة وتقسيم وتدمير الاقطار العربية هو واجب وهدف الكيان الصهيوني الاول.
– على الكيان الصهيوني ان تقيم علاقات جيدة مع الاقليات الدينية، والعرقية، والاثنية، وتحريضها للعمل معها ضد العرب تصل الى حد الانفصال وتشكيل كيانات منفصلة.
– من اجل القضاء على التفوق السكاني العربي والقوة العربية لا بد من تفتيت الاقطار العربية لإضعافها، وابقائها عاجزة عن مقاومة الوجود الصهيوني.
وعليه فإن الحركة الصهيونية توجه جهودا كبيرة الى تفتيت الوطن العربي، لأنها مقتنعة بأن تجزئة بلدانه وتحويلها الى كيانات ذات طابع طائفي او ديني أو عرقي سيساهم في حمايتها وضمان امنها، ويحقق لها هدفين في ان واحد: فمن جانب سوف تجد تبريرا لها في عالم يسوده مفهوم الدول الطائفية، وبصفتها “دولة يهودية” فإنها ستجد مبررا لوجودها الذي سوف يسود في المنطقة، ومن جانب اخر سوف تشغل القيادات والشعب العربي سنوات طويلة في خلافات محلية على الحدود والاطماع المتعلقة بالممرات المائية والثروات البترولية. عندها تستطيع ان تؤمن لنفسها التطور الذي سوف يسمح لها بأن تحقق اهدافها البعيدة المدى، والمتعلقة بالسيطرة الكاملة ، ونهب ثرواتها والتحكم بمسيرتها السياسية والاقتصادية.
واذا ما نظرنا الى ما اصاب سورية والعراق واليمن وليبيا وحتى مصر عبر السنوات الاخيرة من حروب داخلية وخارجية نجد ان هذه الحروب التي تقوم بها العصابات الارهابية مدعومة من الغرب الاستعماري والولايات الأمريكية والكيان الصهيوني وانظمة عربية تصب في تحقيق الاهداف والمشاريع والمخططات التي وضعتها الحركة الصهيونية بهدف الاجهاز على القوة العربية المتمثلة في مشروعها النهضوي ووحدة اقطار الوطن العربي ولا تزال. المعارك مستمرة في العديد من اقطار الامة من اجل الحاق المزيد من الدمار والخراب والقتل في هذه الأقطار وبخاصة في سورية العربية التي واجهت ولا تزال تواجه العدوان الكوني وادواته من العصابات الارهابية والداعمين لها في الاقليم والمنطقة العربية.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــؤاد دبــــور
التعليقات مغلقة.