الإرهابي بشريط “داعش” الأخير.. “عامر الخلايلة”
الأردن العربي ( الخميس ) 27/2/2015 م …
قالت مصادر إن الشخص المنتمي لتنظيم “داعش” الإرهابي الذي ظهر في شريط مصور مؤخرا وهو يهدد الأردنيين، وتداولته عدد من المواقع الإلكترونية، يدعى “عامر الخلايلة”، وهو من سكان منطقة المثلث الشمالي في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء، فيما اعتبر مختصون أن الشريط محاولة من التنظيم للتستر على خلافاته الداخلية التي تعصف به حاليا عقب اغتيال الكساسبة، وجراء الخسارات الفادحة التي أوقعتها به ضربات التحالف.
ونقلت يومية “الغد” عن أحد قيادات التيار السلفي الجهادي في الأردن، تأكيده أن الخلايلة “انتمى للتيار السلفي الجهادي قبل سنوات”، مشيرا إلى أنه كان “يمتلك محلا لبيع الألبان في الرصيفة، وهو من الأشخاص المغمورين في التيار، وتكبد خسائر مالية اضطرته لإغلاق محله، والتوجه إلى مصر بقصد العمل”.
وأضاف: “تزوج الخلايلة من سيدة مصرية خلال إقامته في مصر، وبعدها عاد إلى الرصيفة، حيث أطلق عليه أبناء المنطقة تسمية (عامر المصري)، نسبة الى زوجته”.
وقال: “شارك الخلايلة في أحداث الزرقاء التي افتعلها التيار السلفي الجهادي الأردني في نيسان (إبريل) العام 2011 وتسببت بإصابات وأضرار مادية، حيث قبض عليه وتم توقيفه ضمن ما يزيد على 100 متهم آخر من التيار، وبعد الإفراج عنه بالكفالة، توجه في خريف العام الماضي إلى سورية والتحق بتنظيم “داعش” الإرهابي، وأصبح مسؤولا عن إحدى المقاطعات في مدينة الرقة السورية”.
وفي السياق، قال المحامي موسى العبداللات وكيل الدفاع في قضية “أحداث الزرقاء”، إنه تم توجيه “تهمة القيام بأعمال إرهابية والتجمهر غير المشروع خلال أحداث الزرقاء للمتهم الخلايلة”.
وبين العبداللات أن الخلايلة “خلال أحداث الزرقاء ألقى كلمة أمام مسجد عمر بن الخطاب، وتم توقيفه بعد اشتباكه مع رجال الأمن”، لافتا إلى أنه “غادر إلى سورية بعد إخلاء سبيله، مع نحو 70 متهما من بين 150 شاركوا في الأحداث، حيث التحقوا بتنظيمات سلفية مسلحة تقاتل النظام السوري”.
وأوضح أن “40 متهما منهم لقوا مصرعهم في سورية”، مشيرا إلى أن أحد قياديي “داعش” سعد الحنيطي، كان متهما بقضية “أحداث الزرقاء، حيث أخلي سبيله بالكفالة، وتوجه بعدها إلى الرقة السورية التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وأصبح قاضيا شرعيا له”.
ووفق مراقبين فإن تنظيم “داعش” يسعى من خلال تلك الرسالة التي وجهها أحد أعضائه “الأردنيين” للشعب الأردني، الإيحاء، بأن “لديه شعبية في أوساط الأردنيين، وأنه لم يفقدها، بالرغم من الجريمة البشعة التي اقترفها بحق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة”.
واعتبروا أن “داعش” يحاول التستر على خلافاته الداخلية التي عصفت به عقب جريمة اغتيال الكساسبة، من خلال إظهار أن التنظيم “موحد”، وأنه “لم تقع في داخل تركيبته خلافات، عقب تباين وجهات النظر حول الطريقة البشعة لاغتيال الكساسبة، بالإضافة إلى ما تسببت به من غضب شعبي ورسمي أردني ضد التنظيم”.
ورأوا أن إظهار متحدث “أردني” ملتحق بالتنظيم، أراد “داعش” من خلاله الإيحاء “بوجود تأييد أردني لما يمثله، وليستغله لتأجيج الشارع ضد السياسات الرسمية المناهضة للإرهاب والإرهابيين”.
وبحسب الخبير في الحركات الإسلامية حسن أبوهنية، “يجيء اختيار التنظيم الإرهابي لشخص من عشيرة أردنية كبيرة ومحترمة، إنما يهدف أولا للإيحاء بأن هناك من يؤيده في الشارع الاردني، وثانيا، كي يرسل رسالة للتحريض على السياسة الرسمية ضد (داعش)”.
ووفق أبو هنية، فإن “داعش تعمد في الشريط المصور المسجل ذكر اسم أبو مصعب الزرقاوي (أحمد فضيل الخلايلة) الذي كان قائدا لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وقتل صيف العام 2006، للإيحاء بأن التنظيم يسير على منهج الزرقاوي في محاولة كسب مؤيدين له من التيار السلفي الجهادي في الأردن”.
التعليقات مغلقة.