كوريا الشمالية ترد على التهديد بالتهديد
محمد نفاع ( فلسطين ) السبت 13/5/2017 م …
كوريا الشمالية ترد على التهديد بالتهديد …
**كل الاحترام
انا لا احب الدبلوماسية ولا اتقنها، لذلك اقول كل الاحترام لكوريا الشمالية ذات القوة العسكرية الهائلة ومنها النووية عندما لا تنفذ امريكا واسرائيل وبقية الشلة من الإمعات نزع السلاح الذري من مختلف المناطق في العالم، بهذه الحجة ضربت اسرائيل المفاعل النووي في العراق وجرى بعدها تدمير العراق. قد يتفهم البعض – وانا لست منهم – لو جاء هذا الانتقاد من “السويد” مثلا، اما ان يأتي من اكثر نظامين عدوانيين، امريكا واسرائيل!! فكل التقدير لكوريا الشمالية من شعب وجيش وقيادة.
** ملاحظة: هذه المقالة بروح مشاركتي في ندوة حول الموضوع في قناة الميادين يوم الجمعة 5/ ايار.
أسعفني الحظ فزرت جمهورية كوريا الدمقراطية ثلاث مرات في اجتماعات اللجنة التنفيذية لاتحاد الشباب الدمقراطي العالمي ومهرجان الشبيبة والطلبة الذي انعقد في بيونغ يانغ عاصمة البلاد قبل ربع قرن، وكان في منتهى الروعة.
كوريا بلد فقير وشعبها مجتهد جدا ومسلّح بالكرامة الوطنية وماض حافل بالنضال ضد كل الذين استعمروا كوريا وخاصة اليابان، لكن ايضا ضد الامريكان والفرنسيين. وساهمت الولايات المتحدة رأس محور الشر بتقسيم كوريا ولها في كوريا الجنوبية الموالية قواعد عسكرية وما يقارب العشرين الف جندي امريكي. وكان زعيم كوريا الشمالية كيم ايل سونغ، التقيت به وشد على يدي انا الشيوعي القادم من ( اسرائيل !! ) الاحتلال والعدوان.
الازمة الآن بدأتها الولايات المتحدة واسرائيل. فالولايات المتحدة بزعامة ترامب قررت نصب صواريخ جديدة متطورة – ثاد – وتقوم بمناورات هناك. اما الجانب الاسرائيلي فجاء في تصريح وزير الأمن ليبرمان “بأن الزعيم الكوري متطرف!” اما ليبرمان فهو قمة الاعتدال يرفل به رفلا!! وكل ذلك بحجة مساندة كوريا لسوريا في حربها مع الارهابيين القتلة المجرمين. وكأن اسرائيل مسؤولة عن سوريا، وهي التي تتدخل هناك بالقصف الجوي وتدريب ومعالجة الارهابيين. وان كوريا تمتلك اسلحة نووية متطورة، وذلك ممنوع على كوريا وعلى ايران ومسموح به لإسرائيل من هذا الثلاثي الذي هو محور الشر في العالم وفي الشرق الاوسط، والمتمثل بالولايات المتحدة ومعها حلف الاطلسي ودول اوروبا والصهيونية والرجعية العربية خاصة السعودية.
كوريا الشمالية مستهدّفة ومهدَّدة وهي لا تحتل ارض دول اخرى مثل اسرائيل وامريكا او السعودية وبقية الحلفاء في الحرب القذرة على اليمن والموقف المخزي تجاه سوريا وايران وفلسطين، وعذرا ان قلت: انا لا احب الدبلوماسية ولا اتقنها، لذلك اقول كل الاحترام لكوريا الشمالية ذات القوة العسكرية الهائلة ومنها النووية عندما لا تنفذ امريكا واسرائيل وبقية الشلة من الإمعات نزع السلاح الذري من مختلف المناطق في العالم، بهذه الحجة ضربت اسرائيل المفاعل النووي في العراق وجرى بعدها تدمير العراق. قد يتفهم البعض – وانا لست منهم – لو جاء هذا الانتقاد من “السويد” مثلا، اما ان يأتي من اكثر نظامين عدوانيين، امريكا واسرائيل!! فكل التقدير لكوريا الشمالية من شعب وجيش وقيادة.
نعم هناك تقديس شخصية، عند بعض ملوك وامراء العرب تقديس شخصية لعملاء وتابعين للاستعمار الامريكي وبالتالي لإسرائيل، وهنا العقبة الوحيدة لعدم وصول الشعب العربي الفلسطيني الى حقه العادل والطبيعي جدا في كنس الاحتلال والاستيطان وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة حتى بروح قرارات هيئة الامم المتحدة. لم اسمع لغاية الآن عن موقف ميكرونيزيا صديقة اسرائيل والتي تصوت بمثابرة لصالح الاحتلال.
في العالم محوران: محور الشر تقوده الولايات المتحدة ومعها حلف الاطلسي واسرائيل والرجعية العربية، ومحور نضال معادٍ لمحور الشر وشروره، فيه سوريا وايران والمقاومة اللبنانية وكوريا الشمالية ومعهم والى حد كبير روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية ومعهم عشرات الدول الاخرى في آسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا مثل دول البريكس وغيرها.
هذا هو الوضع السائد وبمنتهى البساطة، يجب وضع النقاط على الحروف بلا تأتأة وطرق التفافية ومتطلبات الدبلوماسية الرخوة البطيئة. نحن مع الحكمة في التعامل مع من يستحق وحيث توجد ثمرة لذلك، اما المماطلة فتعود احيانا بالفائدة على المعتدي. وكم انا معجب بقول هوشي منه الزعيم الفيتنامي المنتصر: “ليس من العار ان يدخل العدو الى بيتك، العار كل العار ان يخرج حيا”.
هل الدمقراطية تضرب اطنابها في امريكا واسرائيل والغرب والسعودية وقطر؟! دمقراطية الغرب هي دمقراطية رؤوس الاموال، والحمام البيتي، يطير ويتحرك في مكان ضيق مخطط له سلفا لا يتعدّاه. حتى لو جرت مفاوضات بين كوريا الشمالية البطلة وبين امريكا المعتدية والقوية وهذا ما سيكون كما يبدو، فتأتي كوريا ليس من مركز خنوع وخضوع وركوع بل بين الند والند، بين العند والند، هذه هي المعادلة الصحيحة والمطلوبة في كل مكان، وقد تكون القوة سياسية وقد تكون عسكرية، لذلك شعرت ببهجة وانا اسمع تقريرا عن قوة كوريا العسكرية في البر والبحر والجو ومن سلاح تقليدي وغير تقليدي، والامر الاساس انها ليست معتدية بل مستعدة لرد أي عدوان، وقلنا نحن العرب – ليس كلنا – بما معناه:
ألا لا يجهلن أحد علينا …………………….. فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وإجاك يا بلوط مين يعرفك، مع الاعتذار للسنديان، وليت كل اعضاء الجامعة العربية مثل كوريا الشمالية.
التعليقات مغلقة.