ماذا لو استشهد البرغوثي أو سعدات؟

 

 

الثلاثاء 23/5/2017 م …

ماذا لو استشهد البرغوثي أو سعدات؟

الأردن العربي – نتيجة للسياسيات القمعية التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية تجاه الأسرى المضربين عن الطعام فإننا ندق ناقوس الخطر، إذ من المتوقع أن يرتقي أحد الأسرى بسبب تردي أوضاعهم الصحية.

قادة من العيار الثقيل يقودون إضراب الحرية والكرامة وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكريم يونس وغيرهم، وربما يرتقي أحدهم شهيداً.

ولكن في حال استشهاد أي من هؤلاء القادة، كيف سيكون الرد الفلسطيني؟ وهل سيكون هناك مواجهة عسكرية؟

أكد المحلل السياسي هاني العقاد، أنه على مدار 37 يوماً على إضراب الأسرى ولا يوجد مفاوضات مع قيادات الأسرى، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية تحاول أن تفتح مفاوضات جانبية مع أطراف فلسطينية أخرى، موضحاً أن وضع الأسرى ينذر بالخطر، حيث أن بعضهم نقل إلى المستشفيات.

وقال العقاد في لقاء مع “دنيا الوطن”: “عند تعرض أي من قيادات الأسرى للخطر، اعتقد أن كل الأوراق في المنطقة ستتغير، وستنشب انتفاضة جماهيرية جديدة، وستصل مداها إلى مستوى لا يتصورها أحد، فهي قضية حساسة جداً”.

وحول طرح قضية الأسرى خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بيت لحم، قال العقاد: “لا يخفى على أحد اهتمام القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس بقضية الأسرى وهمومهم ومطالبهم العادلة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه كان هناك فرصة تاريخية أتاحت للقيادة الفلسطينية طرح قضية الأسرى على الرئيس الأمريكي ترامب من خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس الفلسطيني مع نظيره الأمريكي اليوم، بحضور كل وكالات الأنباء العالمية والعربية والدولية، باعتبار أن هذه القضية هي أكبر القضايا التى تفرض نفسها على كل حدث، و في نفس الوقت استطاع الرئيس أبو مازن أن يضع السيد ترامب في صورة مخاطر استمرار إسرائيل بالتنكر لمطالب الأسرى الإنسانية.

وبين العقاد، أن الرئيس طالب نظيره الأمريكي بالتدخل للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإنهاء هذه القضية و بالتالي الاستجابة لمطالبهم الإنسانية.

هذا يعني أن الرئيس أبو مازن سيرسل رسالة للأمريكان بأن الصراع لن ينتهي إلا بتبييض السجون وتحرير الأسري الفلسطينيين دون تميز ودون شروط.

وأكد العقاد أن الرئيس محمود عباس لم ولن يفوت أي مناسبة أو حدث دولي دون التحدث في قضية الأسرى، وعرض معاناتهم وانتهاك حقوقهم، بالإضافة إلى مناشدة المجتمع الدولي لإنهاء هذه المعاناة الكبيرة للأسرى ولأسرهم ولكل أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي السياق، استبعد العقاد أن تفتح المقاومة الفلسطينية جبهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي في حال حدوث أي مكروه للقادة الأسرى، متوقعاً أن المواجهة ستكون جماهيرية، معللاً ذلك أن المواجهة المسلحة لن تكون في صالح الفلسطينيين، لأن أي مواجهة مسلحة قد تجر إلى حرب كبيرة والتي تتفاداها فصائل المقاومة.

من جانبه أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، راسم عبيدات، أنه في حالة إصابة أحد قادة الأسرى بحجم مروان البرغوثي أو أحمد سعدات أو عباس السيد، فإن حكومة الاحتلال ستدخل في مأزق، وقد يفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية عام 48 باتجاه الدفع لاندلاع انتفاضة قوية تشمل كل الوطن سواء داخل السجون أو خارجها، خصوصاً أن التفاعل مع قضية الأسرى كبير، والتي تمس كل أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال: “هذا الإضراب ولأول مرة في تاريخ الإضرابات يشمل الداخل الفلسطيني، وهذا دليل على أهمية هذه القضية، وبالتالي أعتقد أن حالة الحكومة لن تكون سهلة في حال استشهاد أي من قادة الإضراب، وهذا يعرض أيضاً السلطة الفلسطينية لمخاطر الانهيار”.

وبين أن الاحتلال لا يريد أن يظهر بأن الأسرى قد انتصروا في معركة الأمعاء الخاوية، وبالتالي فهو يحاول فتح قنوات من خلال السلطة الفلسطينية وليس مع قادة الأسرى.

بدوره، رأى الخبير في الشأن العسكري والأمني اللواء واصف عريقات، أن جميع الاحتمالات مطروحة في حالة استشهاد أحد قادة الإضراب، خاصة أن المقاومة الفلسطينية قبل عدة أيام خرجت بمؤتمر صحفي بأنها جاهزة ويدها على الزناد إذا لم تستجب إسرائيل لمطالب المضربين عن الطعام.

وأوضح أن الموقف الآن سواء أكان فصائلياً أو شعبياً أو عسكرياً، موقف تحت التفجير بلحظات لأن الغضب الجماهيري عندما يتفجر فإنه لا يعرف أحد كيف يترجم، منوهاً إلى أن هناك احتقاناً كبيراً في فلسطين وترقب حذر ومشاعر مليئة بالحقد على الإسرائيليين، بالإضافة إلى إجراءات الاحتلال تجاه أهالي الأسرى التي تساعد أيضاً على التفجير الجماهيري الذي يمكن ترجمته لأعمال ميدانية ربما تقود لأعمال عسكرية فصائلية أو فردية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.