كلمة سيد المقاومة… رسالة واضحة لمن يعملون على تفتيت سورية
د.خيام الزعبي ( سورية ) السبت 27/5/2017 م …
كلمة سيد المقاومة… رسالة واضحة لمن يعملون على تفتيت سورية …
كلمة دامت قرابة الساعة والنصف ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” ليقول للجميع…أننا معاً على قلب رجل واحد.. فلا بد من وقفة حاسمة وشديدة في مواجهة الإرهاب ومحاصرة خطر التنظيمات المتطرفة والميليشيات المسلحة والقضاء عليها بشكل كامل،
هذه النقاط التي ذكر السيد نصرالله جاءت من منطلق خبرة عميقة في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية التي عان منها لبنان ودول المنطقة طوال السنوات الماضية.
من الواضح أن السيد نصرالله بعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشىء، في استخدام الإرهاب وإستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، فكلمته تضمنت رؤية واضحة ومحددة لموقف محور المقاومة فى مواجهة الإرهاب، ورداً مفحماً على من يفسرون ظاهرة الإرهاب تبعاً لأهوائهم فى منطقة دون أخرى، أو من جماعة إلى أخرى،
هذه لم تكن المرة الأولى التى يلقى فيها السيد كلمة أو خطاباً يتناول استراتيجية محور المقاومة فى مواجهة الإرهاب وإجتثاثه ودحره وتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة بأكملها.
وفي ضوء تحليل الكلمة للأمين العام نجد ان الموضوعيه والواقعيه لم تغيب عن مضمونها حيث كشف أسباب الإرهاب وسلط الضوء على الدول التى تدعمه بكل شفافية وصراحة، وقد تضمنت كلمته معاني قوية ومواجهة بحقائق الوضع السياسي والأمني فى العالم بعد زيادة ظاهرة الارهاب التي باتت تهدد الاستقرار فى أغلب دول المنطقة، والتي تدفع العراق واليمن وليبيا وسورية بصفة خاصة ثمناً باهظاً من أرواح الشهداء لصمودها و مواجهاتها مع عناصر الارهاب والتطرف في مختلف المناطق السورية،
كما وجه عده رسائل قوية ومباشرة وهي أن مشروع الهيمنة على سورية فشل والفصائل المتطرفة الى زوال، وأن الذين تآمروا على سورية هم اليوم أمام حقيقة دامية وهي الخيبة والفشل، وأن هزيمة داعش في سورية هي هزيمة للمشروع الذي دعمه الغرب وعلى الأخص أمريكا، ولا بد في هذه المرحله الحرجة العمل معأ في مواجهة التحديات التي تواجه سورية ومحور المقاومة،
وأضاف، بأن إيران وسورية الدولتان الوحيدتان اللتان دعمتا المقاومة في إنجاز التحرير، قائلاً، “أميركا والغرب قدّموا الدعم والمساعدة لإسرائيل في إحتلالها للبنان ولم ينتظر من آمن بالمقاومة إجماعاً داخلياً”.
وتابع، الذي يصنع مصير الشعوب هي إرادتها، في سورية وإيران واليمن والبحرين وفلسطين والعراق، قائلاً، “عندما سيطرت الجماعات الاإرهابية على مناطق في سورية وبدأت بالتهديد بإجتياح القرى البقاعية حسم أهالي المنطقة الموقف إلى جانب الجيش ووقفوا وواجهوا ودفعوا الشهداء وكانت المقاومة إلى جانبكم”،
وأضاف “نحن اليوم ضمن محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى وأكثر عدداً وأقوى عدة وأشد عزماً وحركات المقاومة لا يخيفها بالموت او القتل فنحن عشاق الشهادة، ونحن لا نخاف لا من حرب ولا من عقوبات ولا تهويل اعلامي”،
مشدداً على ان “الشعوب المقاومة سوف تبقى ترفع الراية حتى تحقق كامل الإنتصارات وهذا وعد الله وكان وعد الله مفعولاً”، كما تضمنت رسائل واضحة وصارمة لمن يعملون علي تفتيت سورية أو تهديدها سواء في الداخل أو الخارج، وأنهم لن يستطيعوا تدمير وطننا الكبير “سورية” وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها نصر الله لأعداء سورية وهي أن من يخطط بشرّ أو سوء لدمشق سوف يمحي من على وجه الأرض.
وعن رسائل السيد نصرالله للرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأحلافه، أن العالم وعلى رأسه أمريكا، لم تقم بواجبها لتجفيف منابع الإرهاب بدليل أن هناك دولاً توفر مظلة للإرهابيين والجماعات المتطرفة بكافة أصنافها، كما فضح دول أخرى ترعى الارهاب عندما كشف ضمناً عن دورها فى تدريب وتمويل الارهابيين بالأسلحة والعتاد.
مجملاً……ما يجري في سورية اليوم، لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها دول الجوار، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، من أجل قضية فلسطين والوقوف الى جانب المقاومة إندلعت حرب سورية لإستنزاف الجيش السوري،
لكن الأمور جرت عكس ما خططوا له، لذلك فإن المنطقة تعيش اليوم مرحلة حاسمة وما سيحدد وجهتها هو صمود الشعب السوري في وجه المؤامرات ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه إضافة إلى قناعة أطراف إقليمية ودولية أخرى بخطورة الإرهاب على إستقرار وأمن المنطقة والعالم وصولاً إلى تعاون دولي حقيقي وصادق في وجه هذه الآفة الخطيرة التي تهدد سورية،
وأختم بالقول إن القتل والترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.
التعليقات مغلقة.