الانكشاف المهني!

 

 

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 29/5/2017 م …

الانكشاف المهني! …

الجميع يتحدث عن التدريب المهني ومستوياته ودور مراكز التدريب المهني والجامعات والمعاهد سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص في تدريب وتأهيل كوادر فنية مدربة مؤهلة للعمل في سوق العمل في شتى المجالات وكم اصدرنا كتيبات تصنف العمل المهني الى مستويات عالية ومتدنية فالمتحدثون في هذا المجال كثر وفن الحديث يشعرك ان الوضع المهني للتدريب في اعلى مستوياته ولكن الواقع الميداني والعملي للكثير من التخصصات التي تحتاج الى ايدي فنية ذات مهارة عالية لا يبشر بالخير خاصة في الكثير من المناطق خارج العاصمة سواء كان ذلك بالفنادق او المصانع او الشركات وغيرها حيث يتم الاعتماد على فنيين من العاصمة وبالاغلب من جنسيات غير اردنية مما يسبب عزوف كبير عند كثير من المستثمرين من الاستثمار بعيداً عن العاصمة التي يتوفر فيها كل شيء حتى مستلزمات الصيانة وقطع الغيار والخراطة وغيرها اذن علينا ان نعترف بنقص المخزون الوطني من العمالة الماهرة في مجالات متعددة ولا بد وان نتحدث عن ( الانكشاف المهني ) وهذا وجه اكثر قتامة لما يسببه من بطالة لشبابنا حيث ان هناك مجموعات من العمالة الوافدة تحتكر سوق العمل في مهنة او حرفة يتقنوها بشكل مهني ومحترف لتشكل عائقاً عند سواهم من ابناء الوطن مما تسبب اساليب لا تنافسية وهذا الانكشاف المهني يضر باقتصادنا الوطني ويشوهه لدرجة ان الكثير من الاكاديميين والخبراء الاقتصاديين والصناعيين والتجار يرددون مقولة (( عدم مواءمة مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل )) وهذا برأيي المتواضع تشخيص خاطىء وضعت على اثره الكثير من الحلول والعلاجات التي لم تبين اي مفعول ايجابي يثبت انها فعالة بنسبة كبيرة حيث ان امتلاك شبابنا وبناتنا لمهن وحرف لم يكفل لهم دخولاً قويا ً لسوق العمل ولدينا الان مهندسون واطباء وحاملي دبلومات ومعاهد مهنية وحرفية عاطلين عن العمل رغم قبولهم بأجور متدنية وكثير من حملة الشهادات العلمية باختصاصات مختلفة وافق على العمل تحت مسمى عامل وطن علماً بأن على الجهات المعنية حكومة وجامعات ومعاهد ومراكز تدريب عليها ان تولد قيمة من الشباب في عالم الاقتصاد والصناعة المتقدم بالاضافة الى الخدمات في كافة المرافق والمنشآت الهامة وعلينا ان نولد قيمة بشرية مضافة متعاظمة ومتنامية ومتجددة ومستدامة لنهيء لاقتصاد واستثمارات وخدمات في كل مناطق المملكة ومن اجل ان نرتقي بهذه القيمة المضافة علينا ان نرتقي برأسمالنا البشري وعدم اهدارها وتضييع الفرص عليها وجميع الاستراتيجيات المتعلقة بذلك كما عهدناها بقيت واستمرت في طحن الماء بدليل عدم قدرة شبابنا على دخول سوق العمل للكثير من المهن والحرف المحتكرة للعمالة الوافدة والتي اخذت ترخيصاً حكومياً بالعمل فيها بسبب عدم توفر كفاءات وخبرات وعمالة مهنية ماهرة اردنية والامثلة كثيرة وعلينا تحويل مجتمعنا الى مجتمع معرفي مهني لتحويل اقتصادنا الى اقتصاد منتج قادر على المنافسة والنضج المهني فالتشوهات بالعديد من المهن متجذرة ببطالة مزمنة فكم هي تحويلات العمالة الوافدة المالية خارج الاردن وهي تتضاعف فلا بد من ترجمة استراتيجياتنا الورقية الى استراتيجية عملية تثبت جدواها في كافة المحاور والمهن وتوحد الشهادات التي تصنف المهن لنصنف الكفاءات ونحفز الارتقاء بها ونحسن الراتب المتعلق بكل شهادة ونحمي المهن للعمالة الوطنية ونرتقي بمستوى التدريب المهني ليواكب التطور التكنولوجي تعليمياً في المدارس او مهنياً ما بعد المدارس وفي الجامعات وفي القطاع الخاص الذي هو في أمس الحاجة لعمالة مهرة ومع الصناعيين المواكبين للتطور والتوسع وان يكون الحس الوطني شامل لكافة القطاعات لتشغيل الايدي العاملة الوطنية وتدريبها وتأهيلها داخلياً وخارجياً وكلنا يعلم ان اساليب التدريب المهني والحرفي ترتقي وتتغير باستمرار نحو الافضل وما الفائدة من أي مركز تدريب مهني او جامعة تقنية اذا لم تقدم كل ما هو جديد وحديث في علم التكنولوجيا الحديثة لخلق جيل مؤهل ومدرب من العمالة المهرة .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.