لماذا لا تستقيلون أيها الجالسون على قلوبنا
أحمد حسن الزعبي ( الأردن ) الجمعة 2/6/2017 م …
لماذا لا تستقيلون أيها الجالسون على قلوبنا …
منذ لقاء “البولبيف” الشهير والحديث عن راحة المواطن وعدم تأثر أصحاب الدخل المحدود بالإصلاحات الاقتصادية … تم رفع كل شيء لصالح تغطية عجز الموازنة ، وضعت ضريبة جديدة متفرعة عن الضريبة القديمة على البنزين وارتفعت “سن سن” حتى لا يصرخ المواطن من ألمها، ورفع سعر الحديد ،والدخان ،ونقل ملكية السيارات ،والانترنت ، وبطاقات شحن الخلوي،مواد التجميل، بيوت الشعر، صابون الجلي ، دهن القشب ،خيطان التلحيف،زرور النيلة ،ملاقط الشعر، التحاميل الخافضة للحرارة ، التحاميل الرافعة للحرارة، دواء القحة، بطاريات قلم ، خيطان المصيص ،الجرابات اللحّاميات ،و نكّاشات الأذان..ثم نثروا كاميرات الرادار على الجزر ورؤوس الجبال حتى لا يقال أن أردنياً في عهد الملقي لم يخالف..بعد كل هذه الإجراءات والرفع و”مصمصة” أم جيبة المواطن تأتي وزارة المالية وتقول : أن عجز الموازنة بلغ 192 مليون ديناراً في الربع الأول من هذا العام مقابل 176 مليون ديناراً بالفترة ذاتها من عام 2016.
في بداية السنة كانوا يتحدّثون عن عجز سنوي سيصل إلى 500مليون دينار ،وارتفع العويل واللطم على الخدود وشق الثياب واقترح احد النواب “تشليح المواطن زقّ” حتى لا نعاني من بعبع العجز وأخذوا ضوءا أخضر من “بصّيمة المجلس” برفع كل شيء ..وها نحن نلمس وبحمد الله في الربع الأول من هذا العام ارتفاع العجز الى 192 مليوناً وإذا بقي العجز على هذه الرشّة في “أربعة أرباع السنة” سيرتفع الى 768 مليون دينار وليس 500مليون كما كان متوقّعاً وعندها سنغني جميعاً “لوحي بطرف المنديل ِ مشنشل بارباع..يَمّ الديون الطويلة وقروض وساع”…
**
ما الانجاز الذي تفعله الحكومات عندما تجلب لخزينة الدولة ودفتر ديونها كل هذه الدين والعجز من الملايين؟ إذا كان هذا هو الإصلاح الاقتصادي الذي يتحدّثون عنه فماذا يعني “التخريب” الاقتصادي إذن؟ ثم تأتي نتائج الاستطلاع وتقول 50% من الأردنيين يرون أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح..يا عيني على هيك اتجاه!..
طيب لماذا لا يتم التدخل مبكّراً ووقف هذا النزيف بدل التمادي به، كل رئيس وزراء يشرّف ويغادر “يعكّمنا” 4 مليارات ويغادر..لماذا لا نقوم بتضمين إدارة الحكومة للصندوق الدولي نفسه أو “لشركة مالية عالمية” علّها تضبط ما نحن عليه ما دامها خربانة خربانة..”دعمنا السلع مش زابطة رفعنا الدعم مش زابطة..افرطوها احسن وأعيدوا الدعم لكل شيء”
**
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، مدرب نادي الوحدات الكابتن الكبير عدنان حمد استقال أول أمس من تدريب فريقه لأنه خسر مباراة أمام الفيصلي ..مجرّد مباراة في بطولة ليست ملايين ولا مستقبل بلد خسرها الرجل شعر بالتقصير فاستقال …لماذا لا تستقيلون أنتم أيها الجالسون على قلوبنا وقد “لبّستونا” كل هذه الخسائر..صدقوني عجزكم عجّزنا…لا أقصد العجز المالي وحسب…العجز الاداري والعلمي والاقتصادي و الوطني وكل شيء ..
وليمنع هذا المقال من كل دور العرض، وليذهب الى الجحيم ، فلم أعد أبالي المهم أن يصلكم ولو بعد حين لتعرفوا حجم الإحباط الذي نراه فيكم..سيصلكم هذا المقال حتى لو لمّعت فيه عطوفة “شغالة” دولتكم شبابيك القصر لا أبالي..ستلتصق الكلمات على النوافذ وتذكّركم أن عجزكم كبير وكبير جداً!.
التعليقات مغلقة.