لعنة “إيفانكا” أصابت المنطقة..اختراقات وتسريبات..الجُبير دق النعش بالقاهرة..ومصر خيّرت حماس!!
الثلاثاء 6/6/2017 م …
لعنة “إيفانكا” أصابت المنطقة..اختراقات وتسريبات..الجُبير دق النعش بالقاهرة..ومصر خيّرت حماس!! …
الأردن العربي – ليس من المستغرب أن تتخذ دول عربية قرارًا بمقاطعة دولة قطر، فقد كانت هناك مؤشرات قوية على أن شيئاً ما يلوح في الأفق، خصوصًا مع الأحداث الدراماتيكية التي سنسردها بدءًا من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة والعواصف التي أحدثتها، وصولًا إلى قرار المقاطعة.
لكن قبل ذلك، يجب التنويه إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تحدث أزمة دبلوماسية ما بين قطر والسعودية تحديدًا، فكانت آخر أزمة سياسية، تلك التي حدثت في العام 2014، عندما اتخذت المملكة ومعها البحرين والإمارات قرارًا بوقف التعاون الدبلوماسي مع الدوحة ،بعد ما أسموه فشل جهود إقناع قطر بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر.
في العشرين من آيار الماضي، زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السعودية كأول زيارة خارجية له في أعقاب توليه رئاسة البيت الأبيض، واصطحب معه زوجته ميلانيا وصهره كوشنير وابنته إيفانكا، ولعل هذه الأخيرة خطفت الأضواء حتى من أبيها.
واتفق ترامب مع المسؤولين السعوديين على صفقة سلاح تعد هي الأكبر في تاريخ المملكة، حيث تخطت قيمة الصفقة حاجز الـ 400 مليار دولار أمريكي.
وعقد ترامب في الرياض عدة قمم، منها القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وشارك في القمة قادة وممثلون من 55 دولة إسلامية، ونتج عن القمة تأسيس مركز عالمي مقره الرياض لمواجهة الفكر المتطرف تحت اسم (اعتدال)، وظيفته تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية.
وألقى ترامب خطابًا كان الأهم في هذه القمة، حيث دعا إلى الوحدة من أجل دحر ما أسماه (الإرهاب) عن منطقة الشرق الأوسط، وهزيمة التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق وعلى رأسهم تنظيم الدولة، وكذلك حزب الله اللبناني، كما دعا للتصدي لممارسات إيران في المنطقة معتبرًا إياها الدولة التي تساهم في زيادة الإرهاب في سوريا، ناهيك عن وصفه حركة حماس بالمنظمة الإرهابية، وكذلك شنه لجوم حاد على جماعة (الإخوان المسلمين) في وجود أمير قطر تميم بن حمد، الذي له علاقات قوية بحماس والإخوان ويستضيفهما في الدوحة.
منذ ذلك الخطاب انقلبت المنطقة رأسًا على عقب، ويبدو أن هناك تنسيقًا قويًا بين الأقطاب المختلفة في الإقليم من أجل وضع حجر الأساس للحلف السني الأمريكي، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي، فبدأت ملامح الخطط الأمريكية في الشرق الأوسط تتكشف لكن دون وجود أية موانع روسية هذه المرة.
في الرابع والعشرين من أيار الماضي، استيقظ العرب على تصريحات نُسبت للأمير تميم، سارعت الدوحة لنفيها وقالت إن موقع وكالة الأنباء الرسمية (قنا) تعرض للاختراق من قبل قراصنة مجهولين، مبينة أنه تم نشر تصريحات مغلوطة نُسبت لأمير قطر، مشددة على أن “ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة”، تطرقت التصريحات التي نفت الدوحة أن تكون صادرة عن أمير البلاد، مواضيع تتعلق بإيران وحزب الله وحماس و”الإخوان المسلمون”.
ومن ضمن ما نُسب للأمير تميم أن بلاده نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا و إيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها”.
كما نُسب إليه “كما نُشر”، أنه قال: “إن حركة حماس هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، في إشارة إلى أن منظمة التحرير لم تعد حاملة للشرعية أمام العالم”، لكن كل هذه التصريحات اعتبرتها الخارجية القطرية ضمن ما وضعه المخترقون على موقع الوكالة الرسمية، ولا صحة له إطلاقًا، وأعلنت أنها تحقق بالأمر.
ورغم النفي الرسمي القطري إلا أن وسائل إعلام خليجية استمرت ببث التصريحات الأميرية القطرية، وخصصت ساعات لتحليلها.
في الثالث من حزيران الحالي، كشف موقع (ذا انترسيبت) الأمريكي، عن وثائق مسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة، بعد تعرض حسابه للاختراق.
ووفقاً لما نشره الموقع الأمريكي، فقد أظهرت الوثائق ضغطاً إماراتياً على فنادق في الدوحة تعود ملكيتها لإماراتيين؛ بمنع استضافة مؤتمر حركة حماس، الذي أعلنت فيه وثيقتها السياسية الجديدة، كما كشفت الوثائق، أن الإمارات تمارس ضغوطًا على سياسيين أمريكيين لدعم قرار بإغلاق قاعدة العديد العسكرية في قطر.
وادعت المواقع الأمريكية أن العتيبة دعا الوزير الأمريكي لقصف قطر، لوصف قطر الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي بالانقلاب العسكري.
وبشكل مفاجئ، وصل وزير الخارجية السعودي، القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، للتباحث في الموضوعات والملفات المشتركة بين البلدين.
وحسب ما أعلن فإنه كان من المقرر أن يستعرض اللقاء الوضع في سوريا واليمن، وجهود مكافحة الإرهاب بشكل عام، لكن يبدو أن هذا اللقاء كان المسمار الأخير في النعش القطري.
هنا لا يمكن أن نغفل الزيارة المفاجئة واستقبال المسؤولين المصريين لعدد من قادة المكتب السياسي لحركة حماس، يتزعمهم رئيس الحركة بغزة، يحيى السنوار، حيث قالت مصادر إن مصر طلبت من وفد حماس مغادرة القطاع للتشاور في أمور مهمة، وحسب خبراء فقد أكدوا أن مصر طرحت على حماس عدة خيارات، وأعلمت الوفد بمقاطعة بعض الدول العربية لقطر.
إذن بعد كل هذه الأحداث العاصفة التي أحدثت شرخًا في العلاقات العربية، كيف سيصبح شكل الإقليم خلال الفترة المقبلة، وماذا عن إيران “المستفيد الأبرز سياسيًا واقتصاديًا” من الأزمة، وهل تتأثر قطر من هذه العزلة؟
البرلماني المصري، سمير غطاس، أكد أن ما حدث هو أمر طبيعي نتيجة تدخلات الدوحة في المنطقة، وتهديدها لأمن واستقرار الدول العربية، مبينًا أن القاهرة حذرت مرارًا وتكرارًا من تلك الممارسات.
وأضاف غطاس لـ “دنيا الوطن”: “رغم تحذير دول الخليج لقطر في العام 2014 وقيام الأمير القطري بالتوقيع على وثيقة تمنع قطر من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن لم يحدث ذلك وواصلت مخططاتها في المنطقة.
وعن الزيارة المفاجئة لوفد حركة حماس للقاهرة، أكد غطاس أنه بعد وصف ترامب حماس بالإرهاب، كان لا بد من القيادة المصرية أن توضح للحركة ماذا يحدث من متغيرات في المنطقة، وأنه عليها تقديم خياراتها خلال الفترة المقبلة، بدلًا مما أسماه بـ “المناورة”، مستدركًا: “لكن يبدو أن حماس ستسير بذات المنهج وأن تواصل المناورة فلا خطط واضحة لديها”، على حد تعبيره.
وتابع: “نعم تزامنت الزيارة مع مقاطعة قطر، لكن مصر تريد بشكل واضح استطلاع موقف قيادة حماس الجديدة من الوضع الإقليمي، وموقفها من المصالحة الفلسطينية، إضافة لحماية الحدود المصرية الفلسطينية”.
وحول استغلال إسرائيل للأوضاع الإقليمية المتفجرة وشن عدوان جديد على القطاع، أوضح غطاس أن هذا الأمر ليس في مصلحة أي طرف، فلا إسرائيل تريدها، ولا حماس مستعدة لها.
بدوره، الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي قال: إن الخليج العربي سيستمر في التعاون بدون قطر، وسيواصل نموه السياسي والاقتصادي بعد قرار السعودية وبعض الدول العربية بمقاطعتها ولن تتأثر أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف عشقي لـ “دنيا الوطن”: “بلغ السيل الزبى، فقبل 3 سنوات تعهدت الدوحة بتنفيذ 10 نقاط ولم تنفذها، بل استمرت في عصيان الخليج ودعمت الحوثيين في اليمن، ومدت جسور العمل مع إيران، وتدخلت في شؤون بعض الدول العربية، لذلك كان القرار العربي حازمًا بمقاطعتها دبلوماسيًا”.
وأوضح أنه يتوجب على قطر تغيير سياساتها أو أن تتغير من الداخل، مبينًا أن دائرة المقاطعين ستتسع الساعات المقبلة، لأن دولًا عدة وقعت على محاربة الإرهاب ومقاطعة أي دولة تساند التطرف في المنطقة.
وحول عدم انضمام الكويت وسلطنة عمان إلى الدول التي أعلنت مقاطعة قطر، أكد الجنرال السعودي، أن سبب ذلك يعود لأن الدوحة لم تتعرض لهما بقدر تعرضها للدول التي قاطعتها، مستدركًا: “الكويت تدخلت خلال أزمة 2014 من أجل إعادة العلاقات الخليجية- القطرية لطبيعتها، وبهدف توحيد الخليج من جديد.
وعن زيارة الجبير المفاجئة لمصر ذكر أن الزيارة كانت في إطار التشاور، وبهدف اتخاذ قرارات موحدة، والتنسيق الكامل بين الأطراف المقاطعة، ومواجهة كل من يتعاون مع الإرهاب، على حد وصفه.
التعليقات مغلقة.