ترامب وخطوة أولى ناجحة نحو التكرار، فهل لديه ابتكار؟

 

 

د. يحيى محمد ركاج * ( سورية ) الأربعاء 7/6/2017 م …

ترامب وخطوة أولى ناجحة نحو التكرار، فهل لديه ابتكار؟ …

* باحث في السياسة والاقتصاد …

لم تتباطأ مسيرة الأيام كثيراً لتفصح لنا عما يدور في خبايا الذهن الأمريكي والمتحكمين بقراراته، ويعود معها العمل الجمهوري بالولايات المتحدة الأمريكية إلى سابق عهده من ابتزاز وسرقة لثروات الشعوب عبر الحكام مستخدماً ذرائع مختلفة تبرر تدخله أو سرقته لهذه الثروات، فلم يكن مفاجئاً لي شخصياً ما قام به من زيارة ابتزازية تضمنت سرقة أموال الشعب العربي في المملكة السعودية رغم توقعي السابق بأن سلوكه في أولى تحركاته سوف يكون مبتكراً بعيداً عن المألوف تماشياً مع بعض ترهاته غير المألوفة التي شغل بها العالم أثناء حملته الانتخابية.

إلا أن الحدث الجمهوري عقب كل تسلم للحكم في الولايات المتحدة بعد الديمقراطيين يتكرر، بتكرار جني الأموال من الشعوب التي يعتبرها درجة ثالثة بمقاييس الرؤية الخاصة به، وفق أحداث وأفعال ابتزازية بدأها في غزوة السعودية، وأعقبها على الفور بإعلان توجهاته اللاحقة نحو الخيمة القطرية والكارفان الإماراتي حتى قبل أن يحط رحاله مستريحاً من عناء غزوة السعودية وعناء ثقل كنوزها غير المعلنة بعد. فلم يخف على أحدٍ خط سير غزواته، انطلاقاً من الجزية أو الدفع مقابل الحماية بالمملكة السعودية، رغم ثقتي أن ما خفي من الثروات التي استحوذ عليها أكبر بكثير مما أعلن وهو ما سوف توضحه الأيام القليلة القادمة.

والمحطة الثانية التي أعلن عنها هي سرقة ثروات الإمارات العربية المتحدة بمنحها الدور الريادي الذي لعبته قطر عبر استنزاف الخزانة القطرية بذريعة لعب الأدوار وحماية الهوية الاستعمارية التي ارتبط بها وجود هذه الدويلة في الخليج، وذلك بسرقة المال القطري في الخارج والداخل معاً، وتغيير الإملاءات المرتبطة أولاً باستثمار الغاز الذي لأجله كانت قطر وحكامها على استعداد للعق أي حذاء صهيوني مقابل عبوره المتوسط بما يخدم التحكم بدول المنطقة لأجل التطبيع أو الانغماس في أحضان الكيان الصهيوني، وثانياً بإنهاء طربوش الإسلام السياسي الذي سقط إلى أمد غير منظور، وثالثاً إلى التحكم بالعلاقة مع إيران لتكون ذريعة جديدة للسلب والنهب. وهو الدور الذي بادرت الإمارات المسماة بالعربية المتحدة سابقاً للعبه بالخفاء، وقد حان الآن وقت لعبه على المكشوف لأنه يساعد السيد الأمريكي على التلاعب بثروات العرب وسرقتها وفق أسلوب اللعب الاقتصادي من بوابة سوق السمسرة أو ما يطلق عليه إمارة دبي.

أما المحطة الثالثة التي أفصح عنها فيل الجمهوريين ترامب فهو ثروات منطقة بحر قزوين مجدداً، والتي على ما يبدو لها من الأهمية بمكان لدى السيد الأمريكي كما الدجاجة التي تبيض كل يوم بيضة من ذهب، ولعل توجه الولايات المتحدة مجدداً أو إعلانها التوجه نحو قزوين مجدداً هو إما لتلاشي آمالها بثروات بلاد الشام والتحكم بموقعها، أم أنها خطوة جديدة في أسلوب أدوات التنفيذ الأمريكية المتبدلة لاستعادة السيطرة والنفوذ على الموقع الجيوستراتيجي لسورية وثرواتها.

ولا أعتقد أن إعلان الجمهوريين للمحطة الرابعة سيطول، إلا أنني لا زلت أنتظر ابتكاراً أمريكياً جديداً في طرق السيطرة والتحكم، أو الاستعمار، يوازي ولا يكرر تفويض الآخر بشن حروباً نيابةً عنه وخدمةً لاقتصاديات السلاح كما حدث في أفغانستان ومواجهة السوفييت سابقاً، حيث أن البوادر الخليجية الحالية بتبديل الطربوش بين دويلات الخليج يشير إلى هذا الأمر ببالغ الوضوح، ويدعمه الطغمة الأنجلوسكسونية والمتمثلة بخروج الشيطان البريطاني مما سمي بالاتحاد الأوروبي من جهة، ويتماشى مع الأكشن الذي أعلنه ترامب في حملته الانتخابية والذي يخدم أيضاً ترميمه للداخل الأمريكي عبر المال الخليجي من جهة أخرى. ليبقى السؤال الأكثر إلحاحاً:

من هم بدائل السوفيتيين الجدد والذين يعيقون سيطرة الولايات المتحدة على ثروات الشعوب، وأي الثروات حالياً أكثر أهمية بالمنظور الأمريكي، إفريقية أم لا زالت آسيا، أم الإثنين معاً.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.