استياء أردني رسمي وشعبي من تحذيرات السفارتين الأمريكية والبريطانية بتهديدات إرهابية ” ذات صدقية “

 

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 1/3/2015 م …

** تداعيات تحذيرات السفارة الأمريكية لمواطنيها وموظفيها في الأردن بتجنب “الأهداف السهلة ” للإرهاب من أسواق كبرى ومطاعم

** التحذيرات الأمريكية أثارت إرباكاً و ” شوشرة ” .. وإجراءآت أمنية احترازية عالية

** النائب هند الفايز : اضرت التهديدات بالموسم السياحي بنسبة 20% .. وتتساءل هل المليار دولار أمريكي المقدم للأردن سيعوض نتائج التحذيرات

تركت دعوة السفارة الأمريكية لمواطنيها وموظفيها في العاصمة الأردنية ؛ عمان ، بتجنب الأسواق التجارية الكبرى ، بناء لتقييمها جدية تهديدات إرهابية بتفجير أهداف سهلة كالأسواق التجارية ـ تركت هذه التهديدات بعض ردود الفعل .

فقد اعتبر وزير التنمية السياسية الأسبق ؛ محمد داودية والسفير في الخارجية الأردنية ، تحت عنوان (الخطر الذي تشير إليه السفارة الامريكية ) أن التهديد وارد ، ودعا إلى توقع الشر وليس غير الشر، من هذا الإرهاب الانتحاري وتوقع محاولات اجرامية مؤذية، تستدعي التكاتف والتعاون ، أجهزة امنية وقوات مسلحة ومواطنين واعلام وفعاليات سياسية وثقافية وطاقات مجتمع، لدرء خطرها ومنع حدوثه.

مثنياً على الإجراءات الأمنية الممتازة التي تتخذها الجهات المختصة، الظاهرة منها والمخفية، لدرء الإرهاب ولضمان الامن، الا دليلاً على جدية التهديد وجدية التحوط والوقاية، ولكن المعلوم انه لا امن بلا ضحايا ولا أمن بلا شهداء يحققونه

وقال داودية ، نعم لتحالف عربي، بقدرات وتقديرات عربية، لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة كلها، شريطة عدم اختزال مسيرتنا الديمقراطية والتخلي لهذا التحالف عن مشروع الاصلاح الوطني الذي نريده اعمق وجادا وحقيقيا ليصب في مجرى المنعة الوطنية.

وكتب  وزير الإعلام  الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة الأردنية ؛ الإعلامي سميح المعايطة ، تحت عنوان هل عمان مدينة غير آمنة ؟

معتبراً أن التحذيرات الأمريكية مبالغاً بها وتجنبا من الحكومة لأي مسؤولية وبخاصة ان المنطقة كلها قلقة وربما مع وجود أي تصريح من ا ي جهة ارهابية يكون التعامل بحساسية ، لكن هذا لايعني ان الاْردن او اي بلد تصدر بحقه مثل هذه التحذيرات على وشك الذهاب نحو اعمال ارهابية.

وأضاف ، نعم نحن في حرب مع الاٍرهاب والتطرف لكن هذا ليس منذ اليوم ، بل ان الاْردن يوجه ضربات مؤلمة لعصابة داعش. والأردن بحسبه يقود جهدا لإنشاء حالة عربية ودولية قوية لاستكمال الحرب على الاٍرهاب بقوة ، لكن هذا لايعني اننا في حالة هلع او ان امننا في حاله خطر ، فالفرق كبير بين ان تكون مستهدفا وبين ان تكون في وضع خطر وأنك غير قادر على حماية نفسك وتأمين حياة مواطنيك وضيوفك.

لا يحتاج الاْردن لطمأنة الأردنيين بالحديث والتوضيح لان الواقع وتجربة سنوات طويلة في مرحلة قلقة تعيشها المنطقة سقطت فيها دول وانظمة ودماء وملايين النازحين والقتلى .

من واجبنا ان نكون حذرين وهذا ما تقوم به الأجهزة الامنية والعسكرية باقتدار ، ومن واجب كل أردني الوعي ، لان تنظيمات الاٍرهاب تحقد على بلدنا وشعبنا ،لكن هذا لايعني ان وطننا على حافة الاٍرهاب والفوضى ، وليس المقياس ما قالته سفارة لمواطنيها قبل فترة تحذر رعاياها من الخروج ليلا ، او تحذير الأمريكان الأخير لمواطنيهم ، لان ما يقوله الواقع والتجربة هو القول الفصل وليس اي قول هنا او هناك.

من جهتها عقبت النائب الأردني هند الفايز ، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي انه ومن دون تلك التصريحات غير المدروسة يعاني الاردن من وضع اقتصادي صعب، إضافة إلى إقباله على موسم صيف سياحي، معولين على ان يساعد  الموسم السياحي ؛ اقتصادنا الذي يعاني تبعات القرارات غير المدروسة.

وأكدت الفايز أن تلك التصريحات تسببت بإلغاء 20 % من حجوزات السياحة، مضيفة: ‘هل المليار دولار اليتيم الذي قدمته امريكا كمساعدة وليس كمنحة سيعوضنا بعد هذه التصريحات!’ ولفتت إلى أنها ستقوم بتوجيه سؤال لوزير الخارجية تحت القبة، تحت بند ما يستجد من أعمال هذا الاسبوع، مفاده ‘ من أعطى الحق لأمريكا أن تقوم بهذا التصريح دون العودة إلينا، وتبرير وتوضيح هذا الموقف قبل نشره’.

وأكدت الفايز أن الأردن دولة ذات سيادة، ‘ولا يحق لهم التدخل بشأننا الداخلي وارباك شارعنا من دون وجود البينة والمعلومة التي يعتمدون ويستندون إليها في هذه التصريحات المؤرقة غير المستندة إلى واقع!’

وعقبت شبكة الوقائع على تحذيرات السفارة الأمريكية.. بالقول أنها أربكت الشارع الاردني، مشيرة إلى أنها ليست المرة الاولى للسفارة الامريكية بان تصدر مثل هذه التحذيرات ، ودون ذكر مصدر التحذير التي بينت السفارة بانها “ذات مصداقية”.

ورأت الوقائع الإخبارية ، أن حالة الارباك التي عمت الشارع الاردني في الايام الماضية ، تبعتها حالة من “الشوشرة” والرعب بين المواطنين الاردنيين، بخاصة ان الاردن تخوض في الفترة الحالية حربا شرسة ضد “داعش”، وان الاخيرة هددت بالانتقام كرد على الهجمات التي شنتها الاردن من خلال غاراتها الجوية في سورية.

واعتبرت الوقائع أن السفارة الامريكية لم تقتنع بتصريحات المتحدث باسم الحكومة د.محمد المومني بان ” الاردن يواصل اتخاذ الاجراءات الضرورية لضمان امن السكان بالنظر الى الوضع الاقليمي”، واصرت على اصدار بياناً تحذيرياً الذي لاقى هجوما شرسا من ناشطي مواقع تواصل اجتماعي.

وكان مصدر امني أردني قد رد على بيان تحذيرات السفارة الامريكية ، بأنه شأن خاص بهم وتتعلق بالسفارة وتستهدف رعاياها، وليس بالضرورة أن لديها مؤشرات حول أمر بعينه، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية هي العين الساهرة على راحة وأمن المواطنين، وتعمل بكل يقظة وحرص عاليين.

وشدد المصدر على أن الإجراءات التي تتخذها الأجهزة مكثفة وتتم مراجعتها، وتأتي لتحقيق غايتين أمن المواطن، وعدم التضييق عليه في الوقت ذاته

وقالت:أعربت الجماعات المتطرفة مرارا وتكرارا رغبتها في مهاجمة ما يسمى الأهداف السهلة، مثل مراكز التسوق “المولات” والمطاعم في الأردن، ويجب على المواطنين الأمريكيين توقع رؤية زيادة الوجود الأمني في هذه المنشآت في جميع أنحاء الأردن، وخاصة في عمان”.

وزادت “نحن نشجع مواطني الولايات المتحدة بالتعاون مع جميع انواع تفتيش، المركبات والشخصية، من قبل الشرطة والأمن الخاص”، وقالت: “ينبغي للمواطنين الأمريكيين المقيمين او الزائرين للأردن التيقظ إزاء أمنهم الشخصي والتأهب للتطورات الأمنية المحلية”.

ونصحت السفارة الامريكية رعاياها بالحفاظ على وثاثق السفر صالحة والتسجيل بوزارة الخارجية من خلال برنامج الانتساب المسافر الذكي، وقالت لهم “من خلال التسجيل تجعل من السهل على السفارة للاتصال بهم في حالة الطوارئ”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.