9 و10 حزيران/يونيو

 

 

معن بشور ( لبنان ) الأحد 11/6/2017 م …

9 و10 حزيران/يونيو …

يبقى 9 و 10 حزيران 1967 يومين خالدين في ذاكرة الأمة، لانهما جسدا ارادة مصر والعرب في رفض الهزيمة، كما في ادراك طبيعة الاهداف التي تقف وراء العدوان الصهيوني المدعوم اميركيا، وابرزها ضرب المشروع النهضوي العربي ورمزه جمال عبد الناصر…

       في ذينك اليومين الخالدين كانت مصر تؤكد تصميمها على ازالة العدوان، بل على ازالة كل خلل انتاب بنيان الثورة المصرية فأدى إلى الانهيار المؤلم، وفيهما أيضاً كانت الأمة تؤكد ارادتها في مقاومة الاحتلال حيثما حل هذا الاحتلال.

       وفي ذينك اليومين اللذين امتلأت بهما شوراع المدن المصرية والعربية بالملايين المتمسكة بقيادة جمال عبد الناصر ونهجه وخياراته الكبرى، اكتشفنا مرة اخرى اننا امة واحدة يخرج ابناؤها في ساعة واحدة للتعبير عن موقف واحد….

       في ذينك اليومين الخالدين عرفنا قائداً يتحمل المسؤولية ويتنحى، ورأينا شعباً يتمسك بقائده ويفرض عليه الرجوع عن الاستقالة لأنه ادرك ان احد اهداف العدوان هو ضرب هذا القائد.

       في ذينك اليومين الممتلئين بالكرامة، رأينا بعد أشهر معركة الكرامة وانتصار الفدائيين الفلسطينيين في غور الاردن، رأينا بعد سنوات جيش مصر يعبر القناة ويحطم خط بارليف، رأينا جيش سوريا يصل إلى شواطئ بحيرة طبريا، ورأينا جيش العراق يهب للدفاع عن دمشق، ورأينا ثورة الجزائر تنتصر لثورتي مصر وسوريا، ورأينا التجريدة المغربية في هضاب الجولان، رأينا أبناء الجزيرة والخليج والسودان يتقاطرون للقتال في جبهات القتال.

       في ذينك اليومين سمعنا جمال عبد الناصر يصوغ لاءات الخرطوم الثلاث: “لا صلح ، لا تفاوض، لا اعتراف،” فيعلن من قلب الهزيمة “ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” و “ان المقاومة وجدت لتبقى وستبقى”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.