تفكيك السلطة، وتنصيب دحلان
راضي كريني ( فلسطين ) الخميس 15/6/2017 م …
تفكيك السلطة، وتنصيب دحلان …
هل قيادة حماس منزعجة ومهمومة و… من قرار سلطات الاحتلال الإسرائيليّ تقليص الكهرباء لقطاع غزّة؟
أرى في الساحة العربيّة ابتهاجًا أكثر من الغمّ، وهناك مَن يبشّر ويتعهّد بالفرج والحبور والسعادة والارتياح واليسر، بعد الأسى والاكتئاب والشقاء والعسر!
هل حقًّا تقليص الكهرباء لقطاع غزّة يعجّل مِن تدهور الأوضاع وانفجارها؛ لأنّه يمسّ مناحي الحياة كافّة؟ أم يسهّل عمليّة تنصيب محمّد دحلان أميرًا عليه، بالنيابة عن وليّ أمره، وزير الحرب الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان؟!
هل حقًّا تعاونَ عبّاس مع الاحتلال، بحجّة الضغط على حماس؟ وهل حقًّا طالب عبّاس المجلس الوزاريّ الإسرائيليّ بتقليص كمّيةالكهرباء المتدفّقة إلى قطاع غزّة بنسبة 40%؟!
لماذا لم تحوّل حماس الأموال التي تجبيها من الفلسطينيّين مقابل الكهرباء إلى الخزينة العامّة؟!
لماذا رفض ليبرمان، وزير الدفاع، اقتراح صديقه الوزير كاتس، وزير المواصلات والاستخبارات والطاقة الذريّة، بناء محطّة كهرباء خاصّة لقطاع غزّة، تقام على جزيرة اصطناعيّة، مقابل القطاع؟!
لم يعد سرّا الاتّفاق، واللقاءات، و…، والصداقة بين ليبرمان، الفاشيّ الصغير، ودحلان، المتآمر والمختلس الكبير!
لم تقتصر لقاءات ليبرمان-دحلان على العواصم الأوروبيّة فقط؛ بل أصبحت تُعقد في عواصم دول عربيّة، وربّما في إسرائيل أيضا!
لم تعد ثمّة قيمة لتنصلّات بيبي من لقاءات ليبرمان-دحلان. وفي هذا الحال، بيبي ليس مضطرًّا لإرسال رئيس الشاباك إلى المقاطعة في رام الله، لطمأنة عبّاس المطمئنّ لمصلحته في التخلّص من كوابيس قطاع غزّة!
تعلّم دحلان من حكّام الاحتلال الإسرائيليّ/الصهيونيّ، ومن حكّام الاستغلال والابتزاز والحرمنة و… الأمريكان/أسياد العالم الرأسماليّ والفساد، ومن عروش الرجعيّة العربيّة، تعلّم أهمّية “أطعم الفم تستحي العين”؛ فضخّ من الأموال المنهوبة والفاسدة والمفسِدة إلى قطاع غزّة، وكسب شبكة متعاونين ومؤيّدين، وبنى قواعد عسكريّة وشعبيّة فيه، ورضخت له قيادة حماس في القطاع المأزومة، بعد التخلّص من مشعل الفنادق وإملاءات قطر، ووافقت على مذكّرة تفاهم، تحظى على ضمانات عربيّة وأجنبيّة كبيرة!
هل نجح ليبرمان في تحقيق خطّة الحلّ الإقليميّ، وفي تفكيك السلطة؟
وهل سيكفّ ليبرمان عن التهديد باحتلال غزّة، وبالإطاحة بمحمود عبّاس؛ رئيس السلطة الفلسطينيّة المتّهم بممارسة الإرهاب السياسيّ والدبلوماسيّ، إذا أوقف التنسيق الأمنيّ؟!
وهل اتّفق الجميع على الحلّ الليبرمانيّ الدحلانيّ و…؟!
وبدايته 50 مليون دولار يصرفها دحلان على ملفّ المصالحة المجتمعيّة، ونهايته تولّي حماس ملفّات الأمن والداخليّة والأديان و… في القطاع، ودحلان ملفّات الماليّة والخارجيّة والعلاقة مع إسرائيل وإدارة المعابر و…!
وتنتهي أزمة الكهرباء في القطاع بفصل عبّاس، أو بفصل قطاع غزّة عن الضفّة، وبدخول المحروقات بوفرة لشركة الكهرباء في القطاع!
لكن،شعب فلسطين نور ونار و…، ومَن يلعب بالنار ….
التعليقات مغلقة.