ليلة القدر

 

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 20/6/2017 م …

ليلة القدر …

بإطلاقها الصواريخ البالستية الستة على اهداف لداعش بدير الزُّور العملية التي أطلقت عليها ليلة القدر خاطبت ايران واشنطن وتل ابيب والرياض والارهابيين وسورية والداخل الايراني في ان واحد

وكانت رداً بليغاً على العملية الارهابية التي استهدفت البرلمان الايراني وضريح الخميني.

وهي امتداد للموقف الايراني المناهض للارهاب والصهيونية والدور الداعم للارهاب من قبل الرجعية العربية .

هذا الهجوم التكتيكي غير المسبوق بمثابة ردع استراتيجي عسكري وسياسي ورسائل تتخطى الفصائل الارهابية والبعد التكتيكي العسكري والسياسي   .

وهي تعزيز للدور الايراني الداعم لسورية ومضي نحو النهاية وحتى تحقيق النصر.

لقد اجتازت هذه الصواريخ مسافة تفوق ال ٦٥٠ كم وهي صواريخ تكتيكية واكبتها طائرات بدون طيار اي بلغة عسكرية هو تقدم تقني عززته إصابة الأهداف بدقة ، وهو بلغة اخرى امتلاك قاعدة معلومات وبنك اهداف تؤشر لامتلاك اجهزة استخبارات ذات اطلاع ومهنية وكفائة عالية وقدرة على رصد وتوجيه النيران بوسائل تقنية بالغة التطور كالطائرات المسيرة بدون طيار .

تمتلك ايران صواريخ استراتيجية يبلغ مداها من ١٤٠٠ الى ٢٠٠٠ كم كشهاب ٣ القادرة على الوصول الى عمق فلسطين المحتلة والرياض والعواصم والمدن والجغرافيا المحيطة وكل ما يمكن ان يهدد أمنها الوطني وفضائها الاستراتيجي الحيوي .

هذا التحدي الايراني يؤكد ان ايران دولة تملك القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية بما تملكه من ترسانة عسكرية وقيادة عسكرية وسياسية رصينة

وهو ايضاً مؤشر على عمق تحالفاتها الاستراتيجية مع منظومة المقاومة وروسيا .

لقد كشرت طهران عن انيابها وارسلت إشارات ورسائل محلية واقليمية ودولية واعلنت عن ثبات موقفها ورسوخه ومضيه في محاربة الارهاب ومناهضة العدو الصهيوني والهيمنة الاميركية و هي بذلك تفرض معادلات تغير قواعد الاشتباك مع غرفة عمليات محور المقاومة ضد واشنطن التي وضعت نفسها في مجابهة مباشرة لسورية ولحلفائها.

ان رشقة الصواريخ التكتيكية متوسطة المدى باتجاه دير الزُّور تحديداً يقول بالفم الملآن ان المعركة الحاسمة لطي ملف داعش ستكون بدير الزُّور التي ارادها الاميركي معقلاً لفلولهم ومقدمة لاعادة اللعب بورقتهم واستثمارهم مرات اخرى لأحداث المزيد من القتل والدمار .

كما ان الرسالة الاكثر بلاغة هي مخاطبة الاستراتيجية الاميركية ووضعها امام خيار واحد هو التحاور مع ايران لا مجابهتها، وإطاحة بسياسات المواجهة التي روج لها ترامب دون قراءة حصيفة للواقع الموضوعي وعودة لمربع اوباما الاخير الذي أفضى للاتفاق النووي .

معركة سورية ضد الارهاب الاميركي الصهيوني التركي والرجعي العربي تشهد مرحلة نوعية حاسمة ونجاحات ميدانية ودبلوماسية لغرفة العمليات المشتركة السورية الإيرانية الروسية والمقاومة اللبنانية في مقابل إخفاقات اميركية صهيونية وصدوع تمهد لانهيار تحالفات الرجعية العربية وحلفاء واشنطن بالأطلسي ووجود اميركي عسكري على التراب السوري بلا معنى ولا لون ولا طعم ولا رائحة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.