ترويج مخاطر اعداء وهميين وتقسيمات مذهبية فتنوية هي تغذية مجانية للبطانات الحاضنة للإرهاب والخلايا النائمة وخدمة لأمريكا وإسرائيل

 

 

محمد شريف الجيوسي ( الأربعاء ) 21/6/2016 م …

ترويج مخاطر اعداء وهميين وتقسيمات مذهبية فتنوية هي تغذية مجانية للبطانات الحاضنة للإرهاب والخلايا النائمة وخدمة لأمريكا وإسرائيل

أصدقاء وأقارب ومعارف يطرحون عليّ أسئلة تنم عن رؤى غير سليمة ما زالت تقع تحت تأثير إعلام مضلل أو تربية متعصبة اسرية أو تربوية أو تحت تأثير منابر استغلت لغير ما هي له من تنوير للمسلم وفق اساسيات الدين دون استغلال لغايات حزبية ومذهبية ضيقة إرتبط قادتها بالوهابية أو بمكتب الإرشاد العالمي، الذي وصف كادر متميز في جماعة إخونية عربية القائمين عليه (أقدامهم في القبور تسمع منهم حكايات لا علاقة لها ولهم بالواقع )، فتولدت عن هؤلاء وأولئك منظمات إرهابية من قاعدة ونصرة وداعش وأضرابها وبنات وأخوات اي منها.

بعض هؤلاء يعتبرونني مغامرا ويشفقون عليّ من أن أتعرض لحادث ما ( فقد سبق أن تلقيت تهديدات على الهواء من داعش ومن النصرة والجيش “الحر ” أو على شكل رسائل أو اختراق لصفحتي على الفيسبوك ونشر علم وشعار المسمى بالحر عليها لساعات، أو اختراقات من اشخاص انتحلوا صفحات باسماء مهمة كـ المعلم وزير الخارجية السوري..) وبعضهم يظن أنني منتفع من موققي هذا ، رغم أنني لست كذلك بل متضررا ، على غير صعيد ، ويشمت الشامتون لذلك ويحاولون اختراق الدائرة الضيقة لي ، مستغلين الضرر الواقع عليّ للتأثير على موقفي ؛ عبثاً .

والبعض الثالث من شباب مسحت أدمغتهم تماما وأخال مسافة قصيرة تفصلهم عن الدعشنة أو النصرة أو ما أشبه ، مشبعون بالتطرف والتعصب المذهبي، هم موضوعيا منابع لتلك العصابات الإرهابية وبطانات حاضنة وخلايا نائمة ، ليس لديهم امكانية أو رغبة في الدخول في حوار علمي مشبعون بجمل صماء، لا يسمعون إلا ما يلقى عليهم ، لا إمكانية لديهم لمقايسة الأمور أو النظرة للواقع والمجريات من كل زواياه ، ولا فهم لحساب الأولويات ، ما يقوله مشايخ المنابر المسروقة من الدين مقدس عندهم وإن كان بعض هؤلاء المشايخ على جهالة أكثر منهم ( فهم ملقنون من شيوخ أكبر ؛ أكثر جهلا أو ارتباطا بجهات خارجية تعقد الصفقات الكبيرة ، وتتسلم الأموال وتستورد الإرهابيين وتدربهم وتسلحهم وتعدهم بالحور العين والجنة ، مستغلين شبابا عاطلين عن العمل فرصهم في الحياة دون آمالهم وما توفروا عليه من شهادات وخبرات ، وليس أمامهم من آفاق سوى القبول بصكوك لفظية تداعب اليأس والأمل معا بحياة أفضل في الآخرة .    

هؤلاء الشباب يعتبرونني مضللا ، وبعضهم من باب عتب القربى يبدي استهجانه من أن أكون أنا المثقف والسياسي والمجرب في الحياة والمطلع ؛ على ما أنا عليه من (ضلال) !؟ ، وبعضهم يتجاوز حدوده ويحاول أن يهديني إلى ( صراط مشايخهم الجهلاء إن أحسنا الظن بهم ؛ المرتبط بعضهم على الأقل بمشايخ أكبر خطرين في ارتباطاتهم إن أنصفنا الحقيقة غالبا ) وصراط هؤلاء المستقيم تقسيم الأمة الى سنة وشيعة وعرب وفرس، وإعتبار إيران هي الخطر الداهم وليس إسرائيل واعتبار أنظمة رجعية معروفة أكثر تقدماً من سورية أو العراق أواليمن أو تونس أو مصر أو الجزائر،وغض النظر أو تسويغ انفاق أموال الشعوب من قبل حكامها كأنما هي أموالهم الشخصية من حقهم إنفاقها كيف يشاؤون وعقد الصفقات التي تصب في خزائن الغرب وبالتالي في خزائن الكيان الصهيوني ( مع أن الإسراف في انفاق المال الخاص غير جائز أيضا )

هؤلاء الشباب مطلقة اياديهم والسنتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل ، باعتبارهم يتساوقون مع طروحات سياسية ضد أعداء وهميين دولاً ومذهبا ، فيما هم الخطر الأول والأخير على أمن واستقرار البلد من أي خطر آخر، وفيما العدو الحقيقي المتربص بنا على مقربة قريبة جداً منا، ولو أن هذا العدو الوهمي يصاب بسوء ، لكنا أول الخاسرين جراء ذلك ، فنكون كمن يسير الى حتفه بظلفه، حيث سيختل ميزان القوى الإقليمي لصالح اسرائيل وتتحكم مافيات المال والسلاح والمخدرات وتجارة البشر في المنطقة وقتها يصبح شبابنا أولئك المشفقون عليّ ندالا صغاراً لدى الأمريكان والصهاينة وأضرابهم .

وأذكر بنتائج الحرب التي شنتها الجماعات المسماة إسلامية على أفغانستان بالنيابة عن أمريكا والغرب ضد الإتحاد السوفييتي والتي كانت إحدى أسباب إنهياره والكتلة الإشتراكية وما أحدثه هذا الإنهيار من اختلال ميزان القوى العالمي وتحكم الإمبريالية العالمية بقيادة أمريكا بالعالم ، وكنا كأمة عربية وكأمم إسلامية أولى ضحايا هذا لإنهيار،فلا يفرحن أحد ( مطلق أحد) من العرب أو الدول الإسلامية من أي تورط في حرب حمقاء على إيران) وقد وجهت إيران رسالة واضحة لا تحتمل اللبس بقصفها داعش في دير الزور ، وهو الحد الأدنى من قدراتها القتالية .

بكلمات ، إن عنجهيات وتحديات وحماقات ترامب وتجاراته بالبشر والحجر والكاز والغاز ومغامراته النسائية الجريئة (..) وغير ذلك ، لن تنفعنا في لحظة ما ، نحن لا نملك اختيارها (وهو أمر لا يقتصر على ترامب) فأمريكا كذلك بقدر ما هي عليه من قوة ، هي على قدر عال من عدم الوفاء والتخلي عن أقرب الأصدقاء ( حتى شارون أودت به بطريقتها عندما كاد يورطها بمغامرة لا تريد التورط فيها !؟ ) ومثال قطر حاضر ، ولن تكون اي دولة أو زعامة في معزل عن ( قدر) أو غدر واشنطن إن قررت ذلك ، وقد ترتكب ذلك أيضا في حالات ضعفها أو اذا وجدت نفسها في حالة تستوجب إعادة النظر في استراجيتها تحت اي ظرف .

للمشفقين عليّ أو الشامتين بي أو الراغبين في ( هدايتي ) أقول للوصول الى الحقيقة اسمعوا غير مشايخكم أيضا اسمعوا لمصادر مختلفة وقايسوا وانظروا في مشروعية مصادر عيش البعض من هؤلاء وهل هي مصادر وطنية شريفة نظيفة ليست وهابية أو أمريكية أو غربية أو رجعية تركية أو عربية ، وليست مدعومة اسرائيليا تتبعوا كل شيء واستنتجوا ما ينبغي .

مشايخكم بشر ليسوا معصومين(النبي محمد هو المعصوم فقط) وأنا لا أقصد هنا المشايخ بالمعنى الديني وإنما قيادات سياسية ومفتو فتن تلفعوا بالدين واستخدموه لغايات وأهداف مضللة وغير نظيفة لا تخدم الوطن ولا المواطن ولا العروبة ولا الدين الإسلامي الحنيف ولا الإيمان ولا الأمم الإسلامية ولا هم أنفسهم ، وإنما تتاجر بهم ، وستجعل منهم ضحايا مشاريع تخدم الإمبريالية العالمية والغرب الأوروبي وإسرائيل والرجعيتين العربية والتركية ، وستزيد من هدر الدماء والتخريب والهلاك ، كما ستزيد من الفتن والعداوات والشروخ بين ابناء الأمة ، ونراهم يفشلون تباعا ويقتتلون ويكفّرون بعضهم ، وينتصر محور المقاومة كما نرى .

[email protected]      

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.