قبل شهر من انتهاء المفاوضات إيران دولة نووية باعتراف عالمي / سعد الله الخليل
سعد الله الخليل ( الإثنين ) 2/3/2015 م …
قبل شهر من انتهاء الموعد لإنهاء المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى، نشرت صحيفة «الأنباء» الكويتية بنود الاتفاق النووي المرتقب الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة كثمرة للمحادثات الأخيرة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف بما يتجاوز عقبة عدد معجلات الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، فتمّ الاتفاق على «سقف» لكمية اليورانيوم المخصّب بصرف النظر عن عدد المعجلات، على أن تصدّر ايران الكمية الزائدة الى روسيا لتستعيدها طهران قضبان وقود نووي لمفاعلاتها المدنية، وهو ما يعني أنّ الاتفاق سيحافظ على آلية ووتيرة عمل المنشآت النووية الإيرانية على حالها، من دون أيّ مسّ جوهري في الشكل والمضمون.
ولعلّ التصريحات الأخيرة لكلّ من وزيري خارجية إيران والولايات المتحدة محمد جواد ظريف وجون كيري حول الاقتراب من التوصل إلى اتفاق تؤكد أنّ الاتفاق قد تمّ بالفعل، بانتظار تهيئة المناخات والأجواء المناسبة قبل إعلانه والتوقيع عليه.
أمام سير التوافقات يحاول الساعون إلى تعطيل التفاهم السير بجهودهم حتى اللحظات الأخيرة، فها هو رئيس وزراء العدو «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو يغادر القدس المحتلة متوجهاً إلى واشنطن في مهمة وصفها بـ«التاريخية»، والتي تهدف إلى إفساد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني في محاولة في اللحظة الأخيرة لعرقلة الاتفاق من على منبر الكونغرس، وهو ما رفضته الإدارة الأميركية، ولعلّ الرسالة القوية وصلت إلى نتنياهو قبل مغادرته القدس المحتلة بمقاطعة 30 من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين للخطاب، وعلى رأسهم جو بايدن المعروف عنه توافقه المطلق مع المواقف «الإسرائيلية».
رسالة واشنطن إلى نتنياهو مفادها أن لا جدوى من محاولة عرقلة الاتفاق، وأمامك متسع من الوقت لتهيئة الرأي العام «الإسرائيلي» لكي يتقبّل الاتفاق، فلا داعي لإضاعة هذا الوقت.
ولعلّ تصريح مجلس الأمن القومي الأميركي بوجوب إعطاء الفريق المفاوض أفضل فرص للنجاح بدلاً من تعقيد جهوده هو الردّ الأقوى على ما يطرحه نتنياهو من ترّهات، قابله صراخ وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شتاينس بأنّ الخيار العسكري ضدّ إيران يمكنه تدمير البرنامج النووي، صراخ لن يصرف في سوق التفاهمات، فزمن الخيارات العسكرية انتهى وأوراق الحروب «الإسرائيلية» العبثية قتلت حرقاً وفشل الأصيل والأدوات في إحداث ثغرة في جدار الصمود الإيراني.
وبالعودة إلى نصّ الاتفاق بحسب ما سرّبته المصادر الأميركية فإنه يحول دون امتلاك إيران السلاح النووي، وهذه الجزئية موجهة إلى «الإسرائيلي» الذي لطالما ركب موجة المواعيد والمهل واتهام إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي بعكس التقارير الدورية التي تؤكد سلمية البرنامج النووي الإيراني، وآخرها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار إلى عدم وجود أيّ شيء يظهر الطابع غير السلمي في نشاط طهران النووي في أيّ من منشآته.
أنجز الاتفاق، وبانتظار الإعلان والتوقيع على أول وثيقة تثبت حق إيران في تخصيب اليورانيوم كحصيلة منطقية لسنوات من العمل الدؤوب والاستثمار الأمثل في القدرات والإمكانيات المادية والبشرية والعلمية، في المقابل نواح وعويل في بلاد امتهنت العمالة والانبطاح حتى الثمالة، لم تنفعها ثرواتها المرهونة في ثني سيدها الأميركي عن الاتفاق، تاركاً لها حرية التأقلم مع تبعاته وفق ما يرونه مناسباً، وهو ما ينسجم مع «ديمقراطيته» في التعامل مع أوراقه بعد حرقها بعيداً عن مصالحه، أيام معدودة تفصلنا عن إعلان إيران دولة نووية باعتراف عالمي.
التعليقات مغلقة.