الاستعدادات «الإسرائيلية» للحرب المقبلة
بلال رفعت شرارة ( لبنان ) السبت 24/6/2017 م …
الاستعدادات «الإسرائيلية» للحرب المقبلة …
للمرة السادسة منذ إنشائها قبل عام ونصف العام وتحت اسم: السيف المتقلّب ووسط سرية تامة بهدف منع الكشف عن قدراتها وعدم تعقبها أنهت وحدة كوماندوز «إسرائيلية» تدريبات عسكرية لمدة أربعة أيام في جبال ترودوس وسط جزيرة قبرص تشبه طبوغرافياً بلدات في جنوب لبنان لتحاكي سلسلة سيناريوات حربية في جنوب لبنان أو غزة وسورية إنزال قوات واعتماد سيناريوات متنوّعة وكثيرة منها التوغّل وراء جدار تحته استحكام في الأرض .
وحدة الكوماندوز «الإسرائيلية» التي شاركت في هذا التدريب – المناورة تضمّ نحو 300 جندي، وقد تمّ اختيار أفرادها من أربع وحدات نخبوية عسكرية «إسرائيلية» مختلفة نقلوا من قاعدة نفطيم «الإسرائيلية» العسكرية إلى قبرص على متن طوافات، كما شارك في هذه المناورات 100 جندي قبرصي.
التدريب – المناورة تمّ بمرافقة مروحيات عسكرية وطائرات من دون طيار مع عتاد للاتصال والاستخبارات وكلاب مدرّبة، وقد ركّز التدريب على عمليات إنزال جنود بالمروحيات على أهداف مختلفة، وتمّ في مناطق مأهولة بالسكان وأخرى مفتوحة أو جبلية.
كما اشتملت التدريبات على تنفيذ هجوم على قرية مهجورة من خلال الاستعانة بمركبات عسكرية. وشمل التدريب – المناورة كذلك مشاركة وحدات جوية في التدريب على مهمات معقدة ومتغيّرة تباعاً على أرض العدو وكيفية مواجهة سيناريوات غير متوقعة.
وقد تكرّرت المناورات مرة أخرى على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة بمواجهة لبنان والجولان وغور الأردن. وقد امتدّت هذه المناورات لأيام عدة بمشاركة مختلف الأسلحة في إطار ما وصف الحفاظ على استعدادات الجيش للتعامل مع الطوارئ .
وتأتي هذه المناورات في أعقاب تصريحات لرئيس وزراء العدو جدّد فيها الإعلان أنّ إسرائيل لن تترك هضبة الجولان .
وكانت الأشهر الأخيرة في العام الماضي 2016 والنصف الأول من العام الحالي قد شهدت عدداً من المناورات من أبرزها:
مناورات عسكرية في 28 آب 2016 هدفت لإجراء تمرينات على كيفية التعامل مع أيّ طارئ على جبهتي غزة والجولان، وقد اشتملت تلك المناورات على عمليات إخلاء للجرحى والمصابين والتعامل مع القناصة.
مناورات عسكرية في 14 أيلول 2016 هدفت إلى تحسين قدرات جيش العدو لمواجهة سيناريوات طوارئ مفاجئة. وقد جرى في تلك المناورات فحص مدى جاهزية قوات جيش العدو للتعامل هع هجومين معاديين في لحظة واحدة أحدهما على الجبهة الشمالية مع لبنان وسورية وهجوم على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة.
مناورات عسكرية أجريت في 23 كانون الأول 2016 لمواجهة سيناريو يتمثل في حيازة منظمات مسلحة في الجولان السوري المحتلّ سلاحاً غير تقليدي. وقد شارك في تلك قوات خاصة وخبراء متفجرات للتعامل مع عمليات التفخيخ استناداً الى الخبرات «الإسرائيلية» المتراكمة من الوقائع على مختلف الجبهات.
وقد أجرى جيش العدو عدداً من المناورات في العام الحالي منها على سبيل المثال لا الحصر:
مناورات جوية أواخر الربيع من العام الحالي 2017 هدفت للتمرين على ضرب بنك أهداف معادٍ.
وفي مطلع حزيران الحالي وتحديداً في يوم الأحد 4 حزيران 2017 أجرى جيش العدو مناورات واسعة شارك فيها آلاف الجنود.
وقد استمرّت هذه المناورات لمدة يومين وحاكت سناريو هجوم لحزب الله على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، وركّزت على كيفية تعامل جنود المشاة مع العمليات بمساعدة سلاح الجو «الإسرائيلي»، وقد أجرى جيش العدو عدداً من المناورات في العام الحالي منها على سبيل المثال لا الحصر مناورات واسعة في 19 حزيران الحالي، استمرّت حتى الأربعاء 22 حزيران. وقد حاكت تلك المناورات وقوع حرب شاملة ضدّ «إسرائيل» واشتعال مختلف جبهات القتال في آنٍ معاً، ومن ضمنها احتمال سقوط صواريخ بشكل مكثف على تجمّعات سكنية ! في أماكن مختلفة وكذلك إصابة منشآت وبنى تحتية وهجمات سايبر وانقطاع شبكات الكهرباء والاتصالات وانبعاث مواد خطيرة وعمليات إخلاء للمصابين.
وكما تكشف تلك المناورات فمن المؤكد أنّ العدو «الإسرائيلي» يضمر شيئاً ما على الجبهات الفلسطينية واللبنانية والسورية في غزة والجنوب والجولان. ولا يكاد يمضي يوم واحد أيضاً من دون أن تكشف «إسرائيل» عن نياتها العدوانية المبيّتة، خصوصاً أنها أخفقت في إخماد القيامة الفلسطينية الأخيرة المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعبّر عن نفسها بالسكاكين والحجارة وعمليات الدهس، وكذلك إبراز المخاوف «الإسرائيلية» المتراكمة من الخبرات التي اكتسبها المقاتلون الفلسطينيون خلال الحملات العسكرية «الإسرائيلية» الفاشلة على غزة وخلال الحرب «الإسرائيلية» العدوانية على لبنان صيف 2006 والخبرات التي اكتسبها الجيش السوري خلال قتاله للإرهاب على الأراضي السورية.
واليوم فإنّ المخاوف «الإسرائيلية» تتزايد جراء التقاء الجيشين السوري والعراقي على حدود البلدين، واعتبار «إسرائيل» أنّ طريق إمداد المقاومة من طهران إلى لبنان قد بات مفتوحاً.
إنّ ما تقدّم يستدعي اتخاذ الاستعدادات والأهبّة لمواجهة الأسوأ وما تستعدّ له «إسرائيل» بالترافق مع خطط غرف العمليات على جبهة درعا الجولان.
مرجع متابع للشؤون المتصلة بالصراع العربي «الإسرائيلي» ومخططات الحروب «الإسرائيلية» في المنطقة يرى أنّ المنطقة على أبواب حرب «إسرائيلية» مؤكدة، إلا أنّ «إسرائيل» قد تبدأ مثل هذه الحرب، ولكن لا هي مَن تُحدّد امتداد جبهاتها ولا هي مَن تُعلن نهايتها.
تُرى هل سيشهد الشرق الأوسط نهاية صيف ملتهب، خصوصاً أنّ «إسرائيل» تحاول كسب الوقت للمضيّ قدماً في إجراءاتها الاستيطانية التهويدية في الأرض المحتلة واتخاذ المزيد من الإجراءات لإلغاء الطابع العربي والفلسطيني عن القدس؟
التعليقات مغلقة.