فنون التعايش مع الناس!
هاشم نايل المجالي ( الأردن ) السبت 24/6/2017 م …
فنون التعايش مع الناس! …
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مدارات الناس صدقة ) فالعيش مع الناس اصبح يحتاج إلى فنون كثيرة واساليب عديدة وصبر وتقوى وتحمل ومراعاة للمشاعر والتكيف مع كل حالة وكل مزاج متغير نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبية الناس والتي اثرت على سلوكياتهم وتصرفاتهم وتعاملاتهم فكل تلاسن بمثابة شرارة توقد ناراً تهب في الهشيم واضرارها بالغة قتل وحرق منازل ومحلات تجارية وتشريد اناس لا ذنب لهم في الحادثة إلاّ لمجرد صلة القرابة .
اذن مدارات الناس ومراعاة مشاعرهم اصبحت فنوناً على الانسان ان يتقنها ليتجنب الصدام وهي طاقة العقل في تميزه عن بقية الاشياء وليس افضل ولا اشجع ولا اكرم من مقابلة افكار الناس عندما يكون التشدد في أمر ما انه قانون البشرية فهي كأشرعة السفينة عندما تصطدم بالرياح لتجبرها على تغيير وجهتها فالبحر ان كان ساكناً تقلبها في اي اتجاه وان كان البحر هائجاً فانه يبتلع كل من يخالف قانونه بقوته الطبيعية كذلك نحن لن نتمكن من التفاهم والانسجام مع بعضنا البعض ولن نكون اكثر تعايشاً وسلماً مع بعضنا البعض واكثر حلماً الا اذا كنا اكثر هدوءاً في تقبل بعضنا البعض فلا شيء يكمل في طبيعة الانسان الا نقصه لأن العاقل يجمله ايمانه والجاهل يفسده تمرده وانت في مدارات تعاملك مع الناس تقابل اصنافاً من العقول المتباينة فتقابل احمقاً يريد الحكمة ومريضاً يريد الشفاء ومبتلياً يريد العافية وعصبي المزاج يريد القتال ونرجسي يريد التكبر عليك وشخصاً غاضباً من الحياة لا يتحمل الا ظلة الذي يأسره ومنافقاً تعدد في لبس الاقنعة ليأخذ ما يريد وطماعاً يراك وقوده لشحن طاقته ومنحرفاً فكرياً يريد ان يقودك معه بالعصا وهكذا .
ورغم كل هذه التناقضات لا بد وان تكون جاهزاً ومهيأً لكل الظروف ومراعاة مشاعر وعقول ومزاج البشر وهنا تكمن روعة انسانيتك في حسن تصرفك وفي حسن سلوكك وتحترم ذاتك وتضبط اخلاقك ولتعرف وتفهم معنى التوازن في حياة الناس في ظل افكار مترامية في عقولهم هي السبب التي جعلت تصرفاتهم متباينة في ظل ظروف ومتغيرات خارجة عن طاقتهم وحتى لا تقلب المودة الى حرب قال تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) ان من اعظم اسباب ظلمك لنفسك ان تفتح للمتشددين الظالمين بابك فيسهل عليهم الدخول والخروج .
التعليقات مغلقة.