الأردن أرض الحضارات والمقدّسات

 

 

الأب نادر سليم ساووق ( الأردن ) الثلاثاء 27/6/2017 م …

الأردن أرض الحضارات والمقدّسات

– من ستة حروف مضيئة ، يتكون اسم الأردن الوطن ، فالأردن يعني : أرض المقدّسات – لقاء الحضارات – أرض السلام – راية خفاقة – دولة التسامح – نسيج واحد . كلّ هذا يجعل من بلادنا المحروسة من الله ، أرضاً مباركة ومنارةً مُشعّة ، تشّع إيماناً وجمالاً ، وتاريخاً وحضارة .

أولاً : أرض المقدسّات

الأردن أرض المقدسّات الإسلامية والمسيحية ، لأنّه أرض الأنبياء والشهداء ، والصحابة والأولياء . في نهره تعمّد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان ( المغطس )

وقد اعُتمد موقعاً للحّج المسيحيّ ، ومن جبل نبو أطل النبّي موسى لرؤية الأراضي المقدّسة ، وعلى أرضه توجد مقامات وأضرحة الصحابة ، وهذا يُشكّل حركة سياحية دينية نشطة بسبب ما تحتوي هذه الأرض المباركة من أماكن مقدسّة ، و تراث غنّي وتاريخ عريق.

ثانياً : لقاء الحضارات

تعاقبت على أرض المملكة ممالك كبرى آدومية وعمونيّة ، ومن أبرزها : المملكة الموآبية ، وعاصمتها ذيبان بقيادة الملك ميشع ، ومملكة الآنباط العربية وعاصمتها البترا، التي هي احدى أهم المدن الأثرية في العالم ، ودرة السياحة الأردنيّة .

وتوطنت في أرضه حضارات يونانية وروما نية وبيزنطيّة وعربية وإسلامية .

يقول الفيلسوف الفرنسي باسكال : « ان زيارة بلاد جديدة ، يعني الحصول على عيون جديدة …. « وما يقدمه الأردن – أرض الحضارات – لزائريه يفوق كل التوقعات ، لأنه يفتح القلب على جمال الآثار الأردنيّة والأماكن الآخاذة ، ويفتح العيون على روعة أرض مليئة بالتاريخ والإيمان والجمال .

ثالثاً : أرض السلام

يفتخر الأردن بأنّه موطن « رسالة عمان «، التي هي ركنٌ راسخ من أركان السلام والتي تّبين للإنسانية جمعاء ، دعوة الإسلام إلى التسامح والإحترام المتبادل والمساواة ، وتؤكد هذه الرسالة أيضاً على ترسيخ قيم التعاون والحوار وقبول الآخر، وعلى إبراز القواسم المشتركة بين الديانتين الإسلامة والمسيحّية . لذلك سيظل الأردن أرض السلام والآمان على مرّ العصور ، لأنّه أرض المحبة والوئام .

رابعاً : راية خفاقة

منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي ( ملك العرب ) فكانت ثورة أمة نحو النهضة والتحررّ والاستقلال ، ولأن التحررّ لا يكون إلاّ بالاستقلال الكامل ، فقد ناضل الأردن لنيل استقلاله ، وقد تحقق ذلك في يوم 25 / من آيار / 1946 ، وأُعلنت إمارة شرق الأردن دولة مستقلة ذات سيادة باسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة ، التي آرسى قواعدها ، جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ، ووضع دستورها الملك طلال – رحمه الله – ، وبنى نهضتها القائد الباني الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – و يقودها نحو الحداثة والتطوّر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – أطال الله في عمره – ليواصل المسيرة الأردنية في تحقيق منعة الدولة واستقرارها وأمنها ونموّها ، كدولة ذات عمق وأصالة ، وحضور عالميّ .

خامساً : دولة التسامح

لقد تأسست المملكة الأردنيّة الهاشمية ، على قيم التسامح والتعدّدية والتعايش بين جميع مواطنيها . وتعزيزاً لهذه القيم ، وبهدف محاربة العنف والتطرف ، كان الأردن سبّاقاً في طرح وتنفيذ مجموعة مبادرات طيّبة ، ومنها : رسالة عمان ( 2004 ) ، التي تبرز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام . و» كلمة سواء « ( 2007 ) ، و « أسبوع الوئام بين أتباع الديانات « ( 2010 ) . ومؤتمر « التحديات التي تواجه المسيحّيين العرب « الذي دعا إليه جلالة الملك عبد الله الثاني إلى انعقاده في مملكة التسامح ، في شهر أيلول عام 2013 . إنّ هذه المبادرات الأربع وغيرها ، إضافة إلى أربع زيارات بابوية ، تُبين لنا الاّنموذج الأردني المميّز في العيش المشترك والتآخي بين المسلمين والمسيحيين .

سادساً : نسيج واحد

الأردنيون جميعاً نسيج واحد ، لأنّ « هذا الوطن – كما قال جلالة الملك – نشأ بروح الأسرة الواحدة ، المتعاضدة المتماسكة بين الجميع مسلمين ومسيحيين ، البعيدين كل البعد عن التطرف والعنف والتعصب الآعمى . « فنحن نعيش في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق « . ومن يعشق تراب هذا الوطن لا يسيء أبداً لنسيجه الوطني .

وفي الختام ، وبمناسبة عيد الجلوس الملكيّ و يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى ، نصلي إلى الله العليّ القدير ، أن يحفظ وطننا الأردن وطناً للعزّ والتقدم والإنجاز ، بجهود قيادتنا المظفرة ، وشعبنا العظيم . وكل عام وأنتم بألف خير .

Email: [email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.